اتهمت أوكرانيا أمس روسيا بحشد قوات على الحدود المشتركة وإسقاط طائرة عسكرية والمشاركة في القتال بين القوات الأوكرانية والمتمردين الانفصاليين الموالين لها في شرق البلاد، فيما نفى الكرملين صحة تقرير ذكر أن روسيا تستعد لشن ضربات انتقائية في الأراضي الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، خلال اجتماع طارئ لرؤساء الأجهزة الأمنية الأوكرانية في كييف، «أكدت المعلومات أن ضباطاً من الجيش الروسي يشاركون في العمليات العسكرية ضد القوات الأوكرانية». وأضاف أن القوات الأوكرانية تتعرض لهجوم من نظام صاروخي روسي جديد وسيتعين عليها أن تغير خططها على الحدود. وذكر مكتب بوروشينكو أن أوكرانيا ستقدم بالوسائل الدبلوماسية أدلة موثقة بالتوغلات الروسية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأوكراني أندريه ليسينكو للصحفيين إن روسيا ماضية على طريق تصعيد الأزمة في شرق أوكرانيا، حيث تحشد قواتها على الحدود. وأضاف «خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية تم رصد نشر وحدات ومعدات عسكرية عبر الحدود انطلاقاً من نقطتي سومي ولوهانسك الحدوديتين. روسيا الاتحادية مستمرة في حشد قواتها على الحدود». وذكر أن المتمردين أطلقوا النار على قوات حرس الحدود الأوكرانية والقوات الحكومية الأوكرانية بالقرب من مستوطنة دياكوف الحدودية، في إطار هجمات «إرهابيين ومرتزقة روس» حاولوا إدخال مركبات مصفحة ومعدات عسكرية عبر الحدود.
واتهم ليسينكو الانفصاليين بقصف منطقة سكنية روسية، ما أسفر عن مقتل رجل روسي أمس الأول. وقال «إن الثوار الانفصاليين يقصفون بشكل منهجي الأراضي الروسية بقذائف مورتر ويطلقون النار عليها وهو ما أدى إلى مقتل المواطن الروسي».
وأكد ضابط في حلف شمال الاطلسي أن روسيا تحشد قواتها مجددا على طول الحدود الأوكرانية، بعدما سحبت معظم قواتها هناك البالغ قوامها 40 الف جندي في وقت سابق من هذا العام وقلصتها إلى أقل من ألف عسكري منتصف شهر يونيو الماضي. وقال لصحفيين في بروكسل، شريطة عدم الكشف عن هويته، «تقييمنا الراهن هو أن هناك ما بين 10 آلاف و12 ألف جندي في المنطقة. في الاسبوع الماضي وحده شاهدنا عددا من الوحدات تدخل إلى منطقة الحدود»
ونقل موقع الرئاسة الأوكرانية الإلكتروني على شبكة الإنترنت عن وزير الدفاع الأوكراني الكولونيل جنرال فاليري هاليتي قوله إن طائرة نقل عسكرية أوكرانية من طراز«أيه. إن-26» مشاركة في الحملة العسكرية أسقطت بصاروخ ربما تم إطلاقه من الأراضي الروسية.
وقد أعلن المكتب الصحفي في «جمهورية لوهانسك الشعبية» الانفصالية المعلنة من جانب واحد شرق أوكرانيا اسقاط الطائرة من قبل المتمردين. وقال المتحدث باسم «عملية مكافحة الارهاب» الأوكرانية أوليكسي دميتراشكيفسكي بعد ذلك « فقدنا الاتصال بهذه الطائرة. لا يمكنني إضافة أي شيء آخر».
من جانب آخر، ذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية، نقلا عن مصدر قريب من الكرملين أن روسيا تدرس إمكانية توجيه «ضربات محدودة على الأراضي الاوكرانية بعد سقوط قذيفة في مدينة حدودية روسية أسفر عن سقوط أول قتيل روسي في النزاع. ونسبت إلى المصدر قوله «لصبرنا حدود، إن الأمر لا يتعلق بأي عملية واسعة بل بضربات محددة الأهداف وآنية حصراً على مواقع يتم إطلاق النار منها في أوكرانيا. موسكو تعرف تماماً من أين يتم إطلاق النار». ونفى الكرملين ذلك نفياً قاطعاً. وقال المتحدث باسمه ديمتري بسكوف، في تصريح صحفي «إن المعلومات عن تفكير روسيا في ضربات ليس لها أي معنى وليست حقيقية، فروسيا لا تفكر في شن ضربات في أوكرانيا». (عواصم - وكالات)
عدد اليوم
