الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد الحداد: التزوير يسقط في الفخ والتوقيع يفضح صاحبه!

أحمد الحداد: التزوير يسقط في الفخ والتوقيع يفضح صاحبه!
17 فبراير 2009 00:51
يبحث عن التميز والاختلاف، يركب المصاعب ويقوى على تحدي الذات وتطويعها، وصولاً إلى تحقيق التفرد طرحاً وممارسة، حقق السبق، واخترق العالم ليقول كلمته من خلال دراسة قام بها في المجال الجنائي وحيدة على الصعيد العالمي، أحقّ عبرها حقّ العرب في الريادة، وأكد أنَّ لهم كلمتهم في المحافل الدولية، وفي تسجيل أسمائهم بمداد من فخر واعتزاز في قمم الإنجاز، هذا ما استطاع الخبير في شرطة أبوظبي، المقدم أحمد جمعة الحداد انتزاعه من الخبراء الدوليين المشرفين على بحثه، إذ قرروا اعتماد هذا البحث على المستوى الدولي، هو خبير الخطوط والتوقيعات، ويعتبر أول خبير يقدم عملاً بتقنيات موضوعية حديثة غير مسبوقة في العالم أجمع، تروم فكّ شفرة توقيع المستندات وفحصها، والتأكد من صحتها من عدمه، وقد حاز شهادة الدكتوراه بتفوق من بريطانيا، وسوف يتم تطبيق تجربته وتعميمها دولياً· نواقص عالمية في مجال كشف التزوير يقول الحداد الخبير في مجال أبحاث التزييف والتزوير بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي: ''درست في جامعة الإمارات، ثم التحقت للعمل بالقيادة العامة لشرطة أبو ظبي في إدارة الأدلة الجنائية بداية 1992 في مجال الأدلة، وبالتحديد في قسم المستندات والوثائق أو أبحاث التزييف والتزوير، بدأت برتبة ضابط ثم تدرجت في هذه الوظيفة، حيث أتاح لي الاحتكاك بميدان العمل التعرف إلى النواقص الموجودة في الميدان، وبعضها لا يقتصر على دولة واحدة، إنما يشمل العالم كله· فكل قضية مدرسة في حد ذاتها، وكل قضية تختبر قدراتك، وبالتالي دخلت دورات كثيرة في العديد من البلدان مثل أميركا وبريطانيا وألمانيا وسويسرا، وعدة دول أخرى، درست وتخصصت في الميدان، ثم رجعت لبلادي ولعملي وبدأت من جديد، كنت أشتغل وأراقب ما يمكنه استيعاب التميز في إطاره، لاحظت النقص وقلة الخبراء في ميدان فحص التوقيعات والخطوط، ورأيت أهمية التخصص في هذا الميدان، وذهبت في رحلة طويلة مدتها 5 سنوات لبريطانيا سعياً وراء الدراسات العليا، وعدت بالدكتوراه في هذا المجال، وأعتبر حالياً الخبير الوحيد في الإمارات الحامل لشهادة الدكتوراه، والفضل في هذا الجانب للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية الذي يشجع المنتسبين للشرطة ويحفزهم على التسلح بالعلم، والذي أتاح لي شخصياً فرصة التحصيل، كما أن شرطة أبو ظبي قدمت لي دعماً غير محدود وساندتني طيلة فترة الدراسة''· أسست البحث عن اللغة العربية أدرك أحمد الحداد أن ميدان عمله يعاني فراغاً يسمح له بخلق التفرد في البحث وإضافة الجديد، ويقول: ''من خلال عملي بالميدان أدركت النقص الحاصل الذي يستدعي البحث والدراسة، حتى أنَّ آراء الخبراء المبنية على خبراتهم الذاتية، والتي اكتسبوها من خلال عملهم الميداني الطويل، أو من خلال الدورات التي أخذوها في مجال فحص الخطوط والتوقيعات، هي من تفصل في دقة التوقيع وصحته، ولذا وفي أحيان كثيرة قد تحتاج المحاكم انتداب اثنين أو أكثر من الخبراء لإبداء الرأي وتقييم صحة التوقيع من عدمه، وفي أحيان كثيرة قد تكون آراؤهم مختلفة حول عما إذا كان التوقيع ''موضوع الفحص'' صحيحاً أم مزوراً، لهذه الأهداف ذهبت إلى المملكة المتحدة، وتحديداً لجامعة لنكولن، لدراسة الماجستير والدكتوراه في مجال فحص الخطوط والتوقيعات، وتوصلت إلى دراسة كان لها الأثر الكبير في مجال العلوم الجنائية والشرعية، وفقاً لما أقرته هيئة الخبراء والممتحنين الخارجيين الذين ناقشوا الرسالة، وأكدوا أن نتائج الدراسة سوف تساعد على الحد من طرق تزوير الخطوط والتوقيعات، أما ما حول الفعل إلى حدث فهو تركيزي على التوقيعات والأسماء العربية، التي استطعت من خلالها التوصل إلى مجموعة من الطرق الحديثة المبنية على أسس علمية تمكن العمل بموجبها من اكتشاف التزوير، وذلك يتوافر لأول مرة على مستوى العالم''· قراءة التوقيعات يشرح الحداد: ''هناك خصائص فردية في التوقيعات أو الخطوط تتعلق بالمميزات الخطية لصاحبها، ولا يمكن الإتيان بها من قبل شخص آخر غير صاحب التوقيع، على الرغم من أن هناك أجزاء وتكوينات أخرى في توقيعات الشخص نفسه قد تختلف، وهذا يعني أن الوصول إلى التزوير الكامل بدرجة الإتقان يعتبر تحقيقه مستحيلاً، وأنه حتى في حالة تعمد الشخص إخفاء أو تغيير خطه وتوقيعه، فهو لا يستطيع الهروب من مميزاته الفرديه حيث تبقى أجزاء من التوقيع التي تشير وربما تدل على صاحبها''· ويضيف أنَّ نتائج البحث أفضت إلى أن هناك أنواعاً مختلفة من التوقيعات وحددها في الآتي: ''هناك أربعة أنواع من التوقيعات العربية الشائعة ومنها: التوقيعات المحررة بالطريقة العادية المقروءة بالكامل، والتوقيعات غير المقروءة بالكامل (الفِرمَة)، والتوقيعات المقروءة جزئياً، حيث النسبة الأكبر من الناس تستخدم هذا النوع من التوقيعات، والنوع الرابع والأخير هو التوقيعات العلامة أو المختصرة''· ويؤكد: ''هناك اختلاف بين توقيعات الذكور والإناث، والخطوط والتوقيعات قد تتأثر وتختلف نتيجة متغيرات كثيرة، كالتقدم في السن، كما يؤثر فيها المستوى التعليمي والحالة النفسية، والمرض والشيخوخة، كما أن هناك تبايناً بين توقيعات العرب والأجانب، وقد لمست من خلال دراستي أن التوقيعات العربية أكثر تعقيداً من التوقيعات الغربية، وذلك لغزارة اللغة العربية وثرائها وتنوع الخطوط فيها وجماليتها، فمثلا حرف الحاء يمكن أن يستعمل في التوقيع في أول الكلام، ويمكن أن يستعمل في وسطه، ويمكن أن يستعمل في آخره، ويختلف شكله من مكان إلى آخر، وهنا تكمن صعوبة البحث، إذ أسست البحث كاملاً على التوقيعات العربية، وجعلتها مقياساً للبحث وانطلقت منه''· فحص التوقيع يهدف أحمد جمعة الحداد، من خلال بحث الدكتوراه، إلى المساهمة في اكتشاف تزوير التوقيعات بشكل دقيق، وقد نجح في ذلك حين قرر الخبراء الدوليون اعتماد بحثه، ونقله من العربية إلى الخطوط المكتوبة بلغات أخرى، وقد استند أحمد في بحثه على 12 ألفاً من التوقيعات المختلفة خلال فترة دراسته تجارب أكثر من مائتي شخص من الذكور والإناث، ويقول في هذا السياق: ''بعض الدراسات استغرقت أياماً وأشهراً عديدة، وتحت ظروف مختلفة حتى يتسنى لي دراسة المميزات الفردية والاختلافات الموجودة بيد الشخص نفسه، وكذلك دراسة الاختلافات في التوقيعات العربية، وهناك عناصر كثيرة عادة ما يعتمد عليها الخبير في فحصه كشكل ومكونات جرّات التوقيع (جرّات خط التوقيع)، وقد ركّزت على عناصر مهمة كحجم الجرات والأبعاد والمسافات فيما بينها واتجاه وعدد الجرات، وهي العناصر التي أثبتت بأنها الأهم في فحص الخطوط والتوقيعات، (الجرات تعني كم من مرّة ترفع القلم وأنت تقوم بالتوقيع، أو كم من مرّة تترك القلم خلال الفترة نفسها)· الجهد مطلوب لرفع الظلم أما عن عمله وما يتطلبه من جهد ومثابرة لتحقيق النتائج الصحيحة والدقيقة فيقول الحداد: ''هو يتطلب الكثير من البحث حتى تكون النتائج سليمة 100% ·100 كما يحتاج الكثير من الدقة حتى أنَّه من غير المسموح بالخطأ، مهما كان ضئيلاً، لأن المسألة تتعلق بأرواح بشر ولا يمكن المجازفة في هذا الشأن، لذلك ونظرا لما يحكمنا من وازع ديني فإني أخاف من الخطأ، وأصبو للدقة في عملي حتى لا أتسبب في إيذاء أحد أبداً، وهذا ما أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعينني عليه، ومن الناحية العلمية فالدقة مطلوبة جداً، وقد سخّرت لذلك العديد من الأجهزة والتقنيات والمكروسكوبات الدقيقة التي تساعد وتفكّ رموز التوقيعات والخطوط، كما نستخدم برامج إحصائية لفترة زمنية طويلة، ونعطي أهمية للوقت ونرجع للقضية الواحدة أكثر من مرة، ونستخدم في هذا الإطار الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء والمكروسكوبات والعدسات المكبرة لدراسة جرّات الخطوط والتوقيعات، ولفحص بنية التوقيع نفسه وكيانه· كما درست أبعاد التوقيعات وعدد الجرات واتجاه التوقيعات ومدى وضوح التوقيعات، واتجاه انتهاءاتها وعدد التنقيطات وقياساتها، وهذا كله أعطى لبحثي التفرد والتميز· ومن المفروض أن تأخذ كل قضية وقتها حتى نتوصل لنتائج دقيقة وصحيحة 100% ، والتفكير الكبير قبل إصدار أي حكم، وكل قضية مستقلة بنفسها، ولا تشبه مثيلاتها، فنحن نواجه حالات معقدة يومياً، ونتعلم منها الكثير، حتى تكاد كل حالة أن تشكل مدرسة قائمة بذاتها''· إشادات عالمية يؤكد المقدم الحداد أن تميزه في العمل المنجز ساعده في الحصول على الدكتوراه بتفوق، كما تضمنت توصية الخبراء والممتحنين الذين ناقشوا رسالته إشارة إلى عدم وجود حاجة لأي تغييرات مطلقاً فيها· مشيراً إلى كون هذا الأمر نادراً للغاية، ويقول في هذا الصدد:''لقد أدخرت كل جهدي لهذا العمل، وكنت أحاول أن أبرهن للعالم أجمع أن العرب قادرون على اختراق الأشياء الأكثر صعوبة، بل إنهم قادرون على الخلق والتفرد بأعمالهم، بحيث أسست البحث على بنية جديدة لم تكن متوافرة في السابق، فلا مراجع ولا أي معلومات جاهزة يسعني الاستناد عليها في البحث، وهكذا كنت أشتغل أكثر من 14 ساعة يومياً بين الكتب وخلف شاشات الكمبيوتر، وكنت أركز وأدقق في ما أتلقاه خلال الدراسة، والحمد لله كانت النتيجة مرضية، حيث أفادت الجامعة التي تخرجت منها في رسالة وجهتها للقيادة العامة لشرطة أبو ظبي بأن العمل الذي قمت به يعتبر رائداً وفريداً من نوعه، وذا أهمية قصوى ليس فقط على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن للخبراء في مجال التزييف والتزوير في جميع أنحاء العالم، كما أنَّه يمثل حاجة ماسة على الصعيد الدولي، وقد اكتسبت من خلال هذا العمل مزيداً من الثقة''· من جانبها جامعة لنكولن، وهي الحاضنة العلمية للدراسة، أفادت في رسالة إلى شرطة أبوظبي بأن الممارسة المعتمدة حالياً في تقديم دليل مادي إلى المحاكم في جميع أنحاء العالم، بما فيه المملكة المتحدة، تعاني من مشاكل رئيسية في مجال التدقيق وفحص التوقيعات، وأن العمل الذي قام به المقدم أحمد يعتبر الأول من نوعه في العالم، وهو يقدم تقنيات موضوعية حديثة· مما يعني أنَّ رسالة الدكتوراه ستوفر صدقية عظيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وللقيادة العامة لشرطة أبو ظبي، حيث ستكون سبّاقة في هذا المجال على الصعيد الدولي''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©