الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تصل «قمة» الكرة الخليجية بأداء فني بمقاييس «عالمية»

الإمارات تصل «قمة» الكرة الخليجية بأداء فني بمقاييس «عالمية»
16 يناير 2013 23:39
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد انتهاء كل جولة من جولات «خليجي 21»، وبعد أن تغلق المنتخبات الثمانية ملفاتها استعداداً للجولة التالية، نتوقف في «ستاد الاتحاد» مع قراءة فنية هادئة للمباريات الأربع، وتحليل الأداء الفني لكل فريق بحثاً عن أسباب فوز هذا وخسارة الآخر، وذلك من خلال رؤية تحليلية عميقة للمباريات بوجهة نظر فنية بحتة يقدمها المحلل الفني لـ «الاتحاد» الخبير الكروي والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة محايدة مجردة من أي انتماء أو هدف سوى تقديم خدمة مميزة لكل الجماهير الخليجية مهما اختلفت الألوان والانتماءات. أبوظبي (الاتحاد) - ما يفعله منتخب الإمارات في بطولة «خليجي 21 » حالياً أمر لا يحدث كثيراً في كرة القدم، بأن يقدم فريق ما أعلى مستوى فني بين فرق البطولة، ويحقق الفوز تلو الآخر عن جدارة، ولقد تفوق «الأبيض» على نفسه من خلال تميز لاعبيه ومدربه القدير مهدي علي، وهو ما منحهم الفوز على المنتخب الكويتي الصعب العنيد، وأحد أقوى فرق البطولة والأكثر خبرة بين المنتخبات الثمانية، ليؤكد أنه الفريق صاحب «القمة الخليجية»، ولكن وفق مقاييس «عالمية». يمكن أن يوصف أداء المنتخب الإمارات في المباراة بأنه “عظيم” لأسباب كثيرة قبل التحدث في التفاصيل الفنية، وذلك بعد أن أثبت الفريق تفوقه البدني والفني، الفردي والجماعي، وأكد أنه يمتلك الروح العالية التي تجعله قادرا على تحقيق الفوز في كل الظروف، واللعب على هذا الهدف طوال زمن المباراة من دون يأس أو ملل، وهو ما يتأكد من هدف أحمد خليل قبل دقيقة واحدة من انتهاء زمن المباراة الأصلي، وذلك على الرغم من أن الكرة عاندت لاعبي «الأبيض» طوال الوقت. أظهر الفريق قدراته الخططية والمهارية التي هي أعلى من الجميع، وأظهر المدرب مهدي علي تميزاً كبيراً قبل بداية المباراة وأثناء وقتها، وذلك من خلال التشكيل الذي لعب به وشهد بعض التغييرات في الخطوط، وذلك في وجود قلب الدفاع مهند العنزي على حساب حمدان الكمالي، ومشاركة عبد العزيز هيكل في الجبهة اليمنى الدفاعية، ونقل عبد العزيز صنقور إلى الجبهة الدفاعية اليسرى على حساب عبد الله موسى، وأيضاً مشاركة حبيب الفردان في الوسط على حساب إسماعيل الحمادي من أجل اللعب بثلاثة لاعبين في الارتكاز. تفوق المهندس وهذه التغييرات لم تأت بسبب هبوط مستوى من لم يشاركوا، ولكنها جاءت وفق القراءة الفنية الجيدة التي قام بها مهدي علي للفريق الكويتي وطريقة لعبه، وهذا هو قمة التميز، لأن المدرب الناجح لا ينظر إلى أوراقه فقط، ولا يعتمد فقط على التشكيلة التي يحقق بها الفوز في كل مباراة، ويستمر في اللعب بها، بل هو من يتمكن من دراسة الفريق المنافس بشكل جيد واختيار العناصر التي تستطيع أن تحقق له ما يريد أمام طريقة منافسه بعد عمل تحليل كامل للموقف، وهو ما أبدع فيه “المهندس” بشكل كبير، فكان تشكيل الفريق في البداية من خلال رؤية جيدة لتصحيح الأخطاء وتفادي السلبيات. استخدم مهدي علي الذكاء الخططي بدرجة يحسد عليها، وأثبت بالفعل أنه مدرب كبير، بعد أن لعب على نقاط الضعف في المنتخب الكويتي، وأيضاً بعد أن نجح في إيقاف نقاط قوته المتمثلة في قدرات بدر المطوع ويوسف ناصر الهجومية، وأيضاً منع جناحي «الأزرق» من التحليق في اليمين واليسار، وذلك باستخدام لاعبيه الأكثر سرعة وقدرة على الدفاع والهجوم مثل هيكل وصنقور، مع قيام خميس إسماعيل بإيقاف بدر المطوع تماماً، كما توقعنا قبل المباراة. أغلق المنتخب الإماراتي كل المساحات أمام لاعبي الكويت، وكان في الناحية الدفاعية أكثر تميزاً، بعد أن تميز لاعبو هذا الخط، ومنعوا الخطورة على مرمى علي خصيف، خاصة أن الفريق تحرك كوحدة واحدة في كل المواقف، ولم يترك لاعبوه أي مسافة تسمح للاعبي المنافس بالتحرك أو بناء الهجمات بالطريقة المعروفة عنهم، كما كان التبديل الوحيد الذي أجراه مهدي علي استكمالا لتميزه بإشراك حبوش صالح بدلاً من حبيب الفردان من أجل زيادة العناصر الهجومية، والبحث عن الفوز بعد 63 دقيقة، وهو ما حقق الهدف بالفعل بزيادة السيطرة على مجريات المباراة. وتفوق مهدي علي بدرجة كبيرة على الصربي جوران مدرب المنتخب الكويتي، الذي وضح اهتمامه بفريقه فقط من دون دراسة قدرات لاعبي الإمارات، خاصة أن لعب بالتشكيلة نفسها التي شارك بها في مباراة السعودية في ختام الدور الأول من دون أن يحقق أي مفاجأة للمدرب المنافس مثلما فعل مهدي، كما أن استنفذ تبديلاته الثلاثة مبكراً، سواء كان مضطراً بسبب إصابة مساعد ندا أم مضطرا بعد أن أوقف لاعبو المنتخب الإماراتي العديد من أوراقه المهمة. وأثبت المدرب الإماراتي أيضاً تميزه في التمسك بقناعاته كما سبق وأن أشرنا، وهو يعرف قدرات المهاجم أحمد خليل، الذي لم يكن على الدرجة الكافية من التميز خلال أوقات كثيرة من المباراة، ولو كان مهدي مثل الكثير من المدربين لقام بتبديل خليل من أجل إشراك مهاجم آخر بكامل طاقته، لكنه صبر عليه حتى النهاية، وذلك في ظل القناعة بأنه لابد من الصبر على المهاجم الجيد، الذي لا تعرف في أي وقت قد يسجل، وهو ما جعله يكسب الرهان في النهاية. تميز كامل وتميز المنتخب الإماراتي في جماعية اللعب، وذلك من خلال استخدام كل الإمكانات الفردية وتسخيرها في إطار اللعب الجماعي، خاصة من اللاعب الذي أصبح علامة فارقة، وهو عمر عبدالرحمن، وقد كانت طريقة الاختراق من العمق والجناحين، مع القدرة على الاحتفاظ بالكرة والتمرير الجيد تحت ضغط والوصول على منطقة جزاء الكويت، وتهديد مرمى نواف الخالدي كثيراً من خلال طريقة 4-3-2-1 أو 4-4-2 التي تعتمد على «ديناميكية» أحمد خليل وعمر عبد الرحمن وتحركات ثلاثي الارتكاز. أوقف لاعبو الإمارات الجبهة اليسرى في الفريق الكويتي، وهو ما تسبب في إخراج جوران لاعبه المتميز وليد علي بعد 60 دقيقة، وعلى الرغم من أن «الأزرق» تميز في بداية المباراة إلا أنه لم يستمر كذلك، حيث سيطر لاعبو الإمارات، وكانت هناك حالة من الثقة في أداء «الأبيض»، بينما كان الخوف واضحاً على لاعبي الكويت ومدربهم من قدرات الثلاثي عمر عبد الرحمن وأحمد خليل وعلي مبخوت. تفوق لاعبو الإمارات في جانب السرعة، سواء من خلال المدافعين بقيادة مهند العنزي ومحمد أحمد، بعد نجاحهما في غلق المساحات أمام المطوع ويوسف ناصر، وعمل التغطية الصحيحة والتوقع الجيد، أو من خلال أداء لاعبي الوسط الذي قام بتعطيل كل مفاتيح اللعب التي نجح «المهندس» في تعطيلها ليفسد «الميكانيكا» المعروفة بين لاعبي الكويت، واستمر ذلك حتى بعد مشاركة فهد العنزي اللاعب المتميز، لأن طريقة لعب «الأبيض» أجبرت لاعبي الإمارات على اللعب الفردي بدلاً من الجماعية. اعتمد المنتخب الكويتي على الكرات الطويلة، لكن هذه المحاولات لم تجد المطوع ويوسف ناصر في انتظارها كالعادة، بعد أن تم عزلهما بنجاح تام، وقد تفوق لاعبو الإمارات في ممارسة الضغط المستمر على لاعبي الكويت طوال زمن المباراة، من دون أن تقل درجة التركيز في الحالة الدفاعية، وأيضاً التحول إلى الهجوم بكثافة أكبر، وكان لابد أن يؤدي ذلك إلى تحقيق الفوز في النهاية. وبشكل عام، يمثل هذا الفريق الشاب المتميز انتصارا للكرة الإماراتية في الفترة الحالية، لأنه فريق خليجي بمواصفات خاصة و«عالمية»، من حيث قدرات لاعبيه وطموحهم وروحهم العالية وطريقة تنفيذ الواجبات، واللعب الهجومي الذي يعشقه الفريق بجرأة غريبة، وأيضاً قدرات المدرب الذي يقودهم بكل تجانس، وهو ما يجعله فريق «المستقبل» بعد أن قدم أوراق اعتماده الكاملة في المنامة، حتى وإن لم يحقق لقب «خليجي 21»، على الرغم من أنه الأجدر والأقدر على حسمها مساء غد. الهجمة الأجمل لا تترجم إلى هدف أبوظبي (الاتحاد) - استحقت إحدى هجمات المنتخب الإماراتي على مرمى المنتخب الكويتي أمس الأول لقب المحاولة الأجمل على المرمى خلال البطولة كلها رغم أنها لم تنته بهدف، وهي الهجمة التي ظلت الكرة تمرر خلالها بين أقدام لاعبي «الأبيض» من الوسط إلى الهجوم بين حبيب الفردان وعامر عبد الرحمن وخميس إسماعيل ثم عامر عبد الرحمن وعلي مبخوت وأخيراً إلى أحمد خليل، الذي لعب الكرة بوجه القدم، لكنها ارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى نواف الخالدي حارس الكويت. وقد امتلك لاعبو الإمارات قدرات مهارية كبيرة في هذه اللعبة تسببت في التفوق في تسلم الكرة وتسليمها والتمرير في مساحات ضيقة دون أن يتمكن لاعبو الكويت من قطع الكرة، وهي الطريقة التي تعرف بـ«“التيكي تاكا»، التي يشتهر بها فريق برشلونة الإسباني على المستوى العالمي. «القناص» خليل يتفوق على بابا و «السفاح» بالهدف «الذهبي» أبوظبي (الاتحاد) - تميزت الأهداف الثلاثة في الدور نصف النهائي، وكان لكل هدف أهميته أثناء المباراة، وكان لكل هدف أيضاً طريقته الخاصة التي سجل بها، فمثلاً جاء هدف يونس محمود مهاجم العراق من قتال على الكرة مع مدافع البحرين عبد اللطيف المرزوقي ثم التخلص منه والتسديد بشكل جيد على يمين الحارس السيد محمد جعفر. وجاء هدف حسين بابا من ضربة حرة مباشرة نفذها باقتدار ومهارة وقوة على يمين نور صبري حارس العراق في مكان يجعل مهمة التصدي للكرة أمر صعب، وهو الهدف الذي أعاد به فريقه لأجواء اللقاء، وجعله يلعب الوقت الإضافي وضربات الترجيح، وإن كان هدف بابا وهدف «السفاح» أصبحا بلا تأثير بعد انتهاء المباراة بالتعادل واللجوء إلى ضربات الترجيح. ولكن كان هدف أحمد خليل للإمارات في مرمى المنتخب الكويتي هو الأغلى؛ لأنه نقل «الأبيض» إلى المباراة النهائية مباشرة، ولأنه ترجم سيطرة الفريق على مجريات اللعب وإهدار العديد من الفرص، وأيضا لأنه جاء في الوقت القاتل من زمن المباراة، وقبل نهاية الوقت الأصلي للقاء بدقيقة واحدة، وهو ما يؤكد امتلاك اللاعب للتركيز العالي في هذا التوقيت الصعب والإصرار على التسجيل بعد متابعة الكرة العرضية التي لعبها عبدالعزيز صنقور من اليسار لتجد «القناص» في انتظارها يودعها شباك نواف الخالدي، وكأنه الهدف «الذهبي» الذي حسم كل شيء. شباك العراق تهتز للمرة الأولى نصف النهائي «إيجابي» رغم الحذر الدفاعي الشديد أبوظبي (الاتحاد) - شهدت مباراتا الدور نصف النهائي 3 أهداف بواقع 1?5 هدف في المباراة الواحدة، وهو أمر ليس غريباً على مثل هذه المباريات التي عادة ما تشهد حذراً دفاعياً من الفرق يؤدي إلى قلة عدد الأهداف، ولأن مثل هذه المباريات تنتهي غالباً بفوارق ضئيلة أيضاً لاقتراب مستوى الفرق المتنافسة، ولذلك يمكن اعتبار قلة الأهداف أمر مقبول، خاصة أن المباراتين شهدتا تسجيل الأهداف دون أن تخرج أي منهما سلبية. وشهدت الجولة اهتزاز شباك المنتخب العراقي وحارسه نور صبري للمرة الأولى، وإن جاء الهدف من ضربة حرة مباشرة عن طريق البحريني حسين بابا، وأيضاً شهدت تميز الأداء الهجومي الإماراتي بإحراز الهدف الثامن للفريق في البطولة ليبقى هو الأعلى تسجيلاً بين الجميع والأكثر إيجابية على المرمى، على عكس المنتخب البحريني الذي سجل 3 أهداف فقط في 4 مباريات خاضها في البطولة، بينما سجل العراق 6 أهداف حتى الآن. ونجح مهاجم الإمارات أحمد خليل خلال هذه الجولة في فض الشراكة على سباق لقب هداف البطولة حتى الآن، بتسجيل الهدف الثالث له لينفرد بالصدارة ومن بعده يأتي زميله علي مبخوت والعراقي يونس محمود ومواطنه حمادي أحمد والكويتي يوسف ناصر، ولكل منهم هدفين، وهم من يمكنهم منافسة خليل في المرحلة الأخيرة من البطولة، سواء في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أو المباراة النهائية، وهو ما يعتبر سباقاً خاصاً مساء غد الجمعة. تقلبات كثيرة في مواجهة «الأحمر» و «أسود الرافدين» خبرة المنتخب العراقي تصنع «التكافؤ» رغم قوة وحماس البحرين أبوظبي (الاتحاد) - يمكن القول على المواجهة التي جمعت العراق والبحرين إنها مباراة «مجنونة»، لأنها من الناحية الفنية شهدت تقلبات كثيرة وتغيرات كبيرة في شكل الفريقين وطريقة الأداء ومعايير التفوق خلال وقتها الأصلي وفي الشوطين الإضافيين، وإن ظل التكافؤ الذي تحدثنا عنه قبل المباراة، الذي كان لابد أن يؤدي إلى استمرار المنافسة حتى تم حسمها بضربات الترجيح، في ظل تفوق المدافعين على المهاجمين بدرجة كبيرة. وبشكل عام كان المنتخب العراقي هو الأعلى خططياً في المباراة، وذلك من خلال اعتماد مدربه حكيم شاكر على استغلال كل خبرات لاعبيه في عملية بناء الهجمات، وتغيير إيقاع اللعب من أجل امتصاص حماس الجماهير البحرينية الذي انعكس أيضاً على حماس لاعبيها، وهو ما كان يحتاج في بعض الأوقات إلى تهدئة اللعب، وهو ما احتاج أيضاً إلى وعي خططي ومقومات نفسية أخرى امتلكها العراقيون في مواجهة أصحاب الأرض بطموحهم الكبير وجماهيرهم المتحمسة وحيوية الشباب الموجودة في الأداء. وبفضل هذه الخبرات تفوق المنتخب العراقي في الشوط الأول، والذي لم يتمكن خلاله منتخب البحرين من الاستحواذ وبناء الهجمات، وكذلك لم يكن خط دفاعه على الحالة اللازمة، وكان هدف يونس محمود مهاجم العراق دليلاً على معاناة خط دفاع «الأحمر» في مواقف واحد على واحد، والتي نجح منها أيضاً علي مبخوت مهاجم الإمارات في التسجيل بمرمى السيد محمد جعفر في مباراة الفريقين بالدور الأول. ومنح هذا التفوق الخططي الأفضلية للمنتخب العراقي، خاصة في ظل مهارة لاعبيه في الوسط والقيام بعملية التمرير في المكان والوقت المناسبين، وذلك في مواجهة اعتماد الفريق البحريني على الكرات الطويلة التي لم يكن لها أي تأثير على خط الدفاع العراقي، الذي نجح في غلق محاوره بشكل جيد، وهو ما استمر لفترة طويلة من زمن المباراة. ولم يتحسن أداء المنتخب البحريني إلا بعد قيام الأرجنتيني كالديرون مدرب الفريق بإشراك لاعب الوسط المهاجم عبد الوهاب المالود بدلاً من المدافع الأيسر راشد الحوطي، وإجراء تغيير داخل بنقل فوزي عايش للعب في الجهة اليسرى الدفاعية مع طريقة 4-2-3-1 في وجود عبدالله عمر وعبد الله المرزوقي ومحمد حسين في الخط الخلفي مع عايش، وأمامهما ثنائي الارتكاز محمد سالمين وحسين علي بابا، ثم الثلاثي عبد الوهاب المالود وسيد ضياء وسامي الحسيني خلف إسماعيل عبد اللطيف. وعزز ذلك الشكل الهجومي للمنتخب البحريني، ولكن ظل التماسك في خطوط المنتخب العراقي الذي لعب أيضاً بطريقة 4-2-3-1 بوجود رباعي الدفاع وليد سالم وسلام شاكر وأحمد إبراهيم وعلي عدنان، ثم الثنائي سيف سلمان وعلى أرحيمة، وبعد ذلك ثلاثة لاعبين هم نبيل صباح وحمادي أحمد وهمام طارق خلف يونس محمود، قبل أن يشارك خلدون إبراهيم بدلا من نبيل صباح، لأن ذلك تسبب في تغيير الطريقة إلى 4-3-2-1 في شكلها الهرمي من أجل زيادة تأمين الدفاع. وصل لاعبو البحرين لمرمى في أكثر من مناسبة دون تشكيل الخطورة الكاملة، وجاء النجاح في هز الشباك عن طريق حسين بابا من ضربة حرة مباشرة رائعة، لكنها على الرغم من روعتها أكدت أن المنتخب البحريني غير قادر على تسجيل الأهداف من دون الضربات الثابتة التي كانت ظاهرة بارزة في مبارياته الثلاث بالدور الأول، وإن تحسن الأداء الهجومي نسبياً بعد مشاركة عبد الله يوسف بدلاً من إسماعيل عبداللطيف، الذي عابه البطء الشديد في التحرك باتجاه مرمى نور صبري. وعانى المنتخب العراقي في بعض فترات المباراة من تراجع اللياقة البدنية، والتي كانت في مصلحة البحرينيين، خاصة أن لاعبي أصحاب الأرض كانوا الأكثر حيوية ونشاطا، في مواجهة “أسود الرافدين” الأكثر خبرة، ولكن هذه الحيوية واستخدام القوة البدنية لم تكن كافية لتحقيق هدف الوصول للمرمى العراقي مرة ثانية، خاصة أن تغييرات العراق بإشراك ضرغام إسماعيل بدلاً من حمادي أحمد ومن قبلها مشاركة خلدون إبراهيم أدت إلى بعض التوازن أمام حماس وحيوية البحرين. وفي المجمل أثبتت المباراة حقيقة ظاهرة العجز الهجومي لدى أصحاب الأرض، لأن الفريق لم يسجل في 4 مباريات سوى 3 أهداف بعد التعادل في الأولى أمام عُمان سلباً، ثم الخسارة أمام الإمارات 1 - 2، وبعدها الفوز على قطر 1-صفر بضربة جزاء، أي أن الفريق سجل هدفاً وحيداً من اللعب المتحرك في 4 مباريات، وهو ما جعل مهمته صعبة أمام منتخب العراق، الذي تميز في البطولة بقوة دفاعه، لدرجة أن هدف حسين بابا كان هو الأول في مرمى نور صبري خلال 4 مباريات بالبطولة حتى الآن. وفي ظل إدراك الفريقين لصعوبة وصول كل منهما إلى مرمى الآخر، كان الرضا بالوصول إلى ضربات الترجيح، ولذلك لم تكن محاولة إحراز هدف الفوز حاضرة في الوقت الإضافي بالدرجة الكافية، وفي النهاية كان فوز أي فريق من الفريقين يشبه فوز الآخر في ظل تساوي الكفتين خلال 120 دقيقة من الناحية الفنية والخططية، لكن استكملت الخبرة تفوقها في ضربات الترجيح أيضاً ليفوز المنتخب العراقي في النهاية. الميدالية الذهبية مهدي علي أثبت المدرب الإماراتي مهدي علي تميزه، وأحقيته بأن يكون المدرب الأفضل في «خليجي 21»، وذلك بعد أن قاد فريقه بكل كفاءة لتحقيق الفوز الرابع في البطولة على التوالي، وتأهل للعب على اللقب عن جدارة، وهو من يحافظ على جمال أداء فريقه وقوته في الوقت نفسه، وهو الأكثر قدرة على قراءة المنافسين، وتأكد ذلك في مواجهة الكويت التي حسمها المدرب بذكاء حتى قبل أن تبدأ المباراة، والتي كان مهدي هو أهم أسباب فوز «الأبيض» بها بدور قيادي رائع في كل فتراتها. الميدالية الفضية نور صبري تميز حارس المنتخب العراقي نور صبري في مباراة فريقه أمام المنتخب البحريني، وكان في مقدمة أسباب الفوز بها والتأهل للمباراة النهائية، وهو الحارس الوحيد الذي اهتزت شباكه كرة واحدة في البطولة، ونجح الحارس من خلال خبرته الكبيرة في إفساد العديد من الهجمات البحرينية خلال زمن المباراة، وكذلك امتصاص حماس لاعبي المنافس وتوجيه خط الدفاع العراقي خلال 120 دقيقة، ثم توج ذلك بالتصدي لضربتي ترجيح بكفاءة، وتسديد الضربة الحاسمة بهدوء أعصاب يحسد عليها ليقود «أسود الرافدين» إلى المحطة الأخيرة من مشوار المنافسة على اللقب. الميدالية البرونزية أحمد خليل أحرز أحمد خليل مهاجم المنتخب الإماراتي أغلى الأهداف لفريقه في البطولة، واثبت أنه هداف قدير يملك المقومات التي تجعله أحد أهم أوراق «الأبيض» الرابحة دائماً، حتى وإن عانى من الابتعاد عن الملاعب المحلية لفترات طويلة، حيث يثبت في كل مناسبة أنه يستحق أن يكون المهاجم الأول للكرة الإماراتية في الوقت الحالي، وهو الآن يتصدر قائمة هدافي «خليجي 21» بثلاثة أهداف، وهو الأقرب للفوز بلقب الهداف للمرة الأولى في تاريخه، الذي يسع لتحقيق المزيد من الألقاب الشخصية والبطولات مع فريقه المتميز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©