الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكرة العربية ترفض الانتصار في المونديال

الكرة العربية ترفض الانتصار في المونديال
15 يونيو 2006
رسالة ميونخ: يكتبها ويصورها: أكرم يوسف
قبل 16 دقيقة من نهاية المباراة بين السعودية وتونس في أولى مبارياتهما بالمجموعة الثامنة لمونديال ألمانيا ظهرت على الشاشة الداخلية باستاد ' كأس العالم ' في ميونخ عبارة تقول إن المنتخب السعودي لم يتمكن خلال 7 مباريات متتالية طوال تاريخ مشاركاته بكأس العالم من تحقيق أي فوز وكانت أخر مباراة فاز فيها على بلجيكا عام 1994 ·
ولم يكن المنتخب السعودي فقط هو صاحب الرقم الأكبر،بل أن المنتخب التونسي لم يتمكن هو الآخر من تحقيق أي فوز خلال أخر 8 مباريات لعبها في كأس العالم و كان آخر فوز على المكسيك عام 1978 ·
في ذلك الوقت كانت النتيجة باستاد أرينا التعادل 1-1 وأحداث المباراة لا تشير إلى تغيير في النتيجة حتى نزل سامي الجابر في آخر 8 دقائق ليحرز هدف التقدم للسعودية وتقريبا تنتهي المباراة ،ولم يعد متبقيا سوى أقل من دقيقتين ،نجح خلالها راضي الجعايدي من التعادل ليواصل سفيرا الكرة العربية صيامهما عن الفوز في المونديال ،ولكن السؤال لمصلحة من التعادل هذه المرة ؟
لا أحد
السعودية خسرت نقطتين وتونس أيضا خسرت نقطتين ،وستكون مهمة كل منهما صعبة في المواجهات المقبلة حيث تلعب السعودية أمام أوكرانيا، وتونس أمام أسبانيا
والفوز الكبير الذي حققه منتخب أسبانيا على أوكرانيا 4- صفر في مباراة أمس الأول سيضع سفيرا الكرة العربية بين أسد جريح بقيادة شفيتشنكو يريد أن يفترس من يقابلة لتعويض الخسارة الثقيلة، وثور أسباني هائج أذهل الجميع من البداية برباعية تاريخية ستفتح شهيته لمواصلة المشوار بنفس القوة للتأهل إلى الدور الثاني ·
نقطة في أول مباراة لكل من تونس والسعودية تعد خسارة للكرة العربية لأن القادم أكثر صعوبة ·
بداية مملة
توقعناها ساخنة ومثيرة من البداية لأن التعادل في المونديال لن يخدم سوى بقية فرق المجموعة ولكن بعد أول 20 دقيقة من بداية اللقاء لم نصدق أنها مباراة في المونديال قمة الملل في الأداء من الفريقين ،لا محاولات ولا رغبة في المحاولات وكأن اللعب فوق أرض استاد ' كأس العالم ' الذي شهد الافتتاح والتواجد في هذا الحدث العالمي هو قمة الطموح ،ورغم هدف زياد الجزيري في الدقيقة 23 إلا أن الأداء لم يتغير كثيرا، ولم يقدم كل فريق أفضل ماعنده ·
وعندما نتحدث عن فريقين بحجم السعودية وتونس ،وحجم الأسماء في صفوف كل منهما لابد أن نتوقع الكثير من مباراة يشارك فيها حاتم الطرابلسي ومحمد نور وزياد الجزيري وياسر القحطاني ورياض البوعزيزي وحمد المنتشري وراضي الجعايدي ونواف التمياط وغيرهم ·
ولكن ضغوط البداية وقلق المباراة الأولى القى بظلاله على الشوط الأول الذي شهد تفوق المنتخب التونسي، وكان الأكثر ذهابا لمرمى مبروك زايد وخلق أكثر من محاولة إلا أنه تأثر كثيرا بغياب دوس سانتوس للإصابة ·
لعب روجيه لومير بطريقة 4-4-2 وتشكيلة تتكون من علي بومنيجل لحراسة المرمى وحاتم الطرابلسي وراضي الجعايدي وكريم حقي وديفيد الجمالي في الدفاع ،ورياض البوعزيزي وجوهر المناري وحامد النموشي وعادل الشاذلي في الوسط ،وفي الهجوم زياد الجزيري والصاعد ياسين الشيخاوي ·
بينما لعب ماركوس باكيتا بطريقة 4-3-2-1 وهي يطلق عليها أسم ' شجرة الكريسماس 'وتتكون من مبروك زايد في حراسة المرمى وامامه رباعي الدفاع حسين عبد الغني وحمد المنتشري وورضا تكر وأحمد الدوخي ،وفي الوسط كل من خالد عزيز وسعود كريري وعمر الغامدي وأمامهما نواف التمياط ومحمد نور خلف ياسر القحطاني رأس الحربة الوحيد ·
ومع بداية المباراة فرض منتخب تونس إيقاعه وسيطرته وخلق جبهة هجومية مؤثرة من الجانب الأيمن للمنتخب السعودي تقدم منها الشاذلي والشيخاوي والجمالي وايضا زياد الجزيري، ودائما كانت هناك زيادة عددية من المنتخب التونسي على عمر الغامدي وأحمد الدوخي ورغم ذلك غابت الخطورة في منطقة الجزاء باستثناء محاولة من كريم حقي بالرأس فوق العارضة، حتى جاء الهدف من كرة ثابتة في منتصف ملعب السعودية ذهبت إلى رضا تكر الذي أراد إبعادها فسددها زياد الجزيري مباشرة داخل المرمى ·
ولم تكن ردة فعل المنتخب السعودي بنفس القوة وأستمر الأداء بنفس الهدوء ولاحت للفريق أكثر من ضربة مباشرة من خارج منطقة جزاء تونس لم يحسن التمياط التعامل معها ·
ولم يكن روجيه لومير موفقا في إشراكه ديفيد الجمالي في مركز الظهير الأيسر لأن مركزه الأساسي مع ناديه بوردو الفرنسي في مركز الظهير الأيمن وبالتالي لم يكن مؤثرا هجوميا وبشكل عام كانت الأطراف بلا فاعلية في الفريقين وأوقف حسين عبد الغني انطلاقات حاتم الطرابلسي ،وتركزت المحاولات من العمق وبشكل فردي وكان ياسين الشيخاوي الوجه الجديد في المنتخب التونسي يشعر بقدر كبير من رهبة المونديال حيث مازال في العشرين من عمره ويلعب مباراته الدولية الثانية وبالتالي كان زياد الجزيري يتحرك بمفرده في خط الهجوم ،وفي المقابل غابت فاعلية ياسر القحطاني مهاجم المنتخب السعودي لغياب المساندة من محمد نور ونواف التمياط وعدم وجود كرات عرضية من الأطراف·
شوط الإثارة
ومنذ اللحظة الأولى لبداية الشوط الثاني بدا واضحا أن المنتخب السعودي الأكثر حيوية ورغبة بعد أن تقاربت الخطوط وزالت الرهبة، وتقدم نور والتمياط أكثر بجوار القحطاني على الأطراف حتى جاءت الدقيقة 57 لينطلق محمد نور من الجانب الأيمن ويمرر عرضية رائعة ينقض عليها القحطاني في حراسة الدفاع التونسي ويسدد داخل المرمى محرزا التعادل ·
هذا الهدف لم يغير شيئا في أداء المنتخب التونسي، بل كان حافزا لصقور الأخضر للسيطرة والضغط الهجومي وشعرنا أننا أمام منتخب مختلف تماما عن الذي شاهدناه في الشوط الأول ،وبدأ كل لاعب يمارس الضغط ويقاتل على كل كرة ، وتراجع المنتخب التونسي وبدا حائرا تائها متوترا ، وربما غير مصدقا أن شباكة اهتزت، وبالفعل تكتيك باكيتا في هذا الشوط فاجأ روجيه لومير الذي اتسمت إدارته للمباراة بالانفعالية وبدأ يسحب اي لاعب يحصل على إنذار من الملعب ،وحصل البوعزيزي على إنذار في الدقيقة 36 وخرج في الدقيقة 55 ،وعادل الشاذلي حصل على إنذار في الدقيقة في الدقيقة 65 وخرج في الدقيقة 69 والاستثناء الوحيد كان الشيخاوي الذي خرج في الدقيقة 82 ليلعب كريم السعيدي بدلا منه، وكان لخروج بعض اللاعبين تأثير على وسط الفريق خاصة وأن ملامح دور مهدي النفطي الذي حل محل البوعزيزي لم تكن واضحة لا في الدفاع ولا في الهجوم ·
وحالة نسور قرطاج بعد الهدف شجعت نسور الأخضر للتقدم بكل الخطوط وبكل حرية وشاهدنا حسين عبد الغني الظهير الأيسر يتقدم ويسدد وكذلك أحمد الدوخي وسعود كريري ولم يجد المنتخب التونسي الفرصة لبناء هجمة بشكل جيد بسب الضغط الذي يمارس عليه في وسط الملعب بالإضافة إلى غياب الحلول الهجومية
وفي الوقت الذي كانت تغييرات لومير غير مؤثرة جاءت تغييرات باكيتا في الوقت المناسب ونشط محمد أمين الوسط الهجومي بعد أن لعب بدلا من محمد نور ولعب سامي الجابر في الدقيقة 82 بدلا من ياسر القحطاني ،ولمس الكرة مرة واحدة في الدقيقة 83 عندما مرر كرة لم يلحقها عبد الغني ،وفي الدقيقة 84 كانت اللمسة الثانية بالهدف الرائع الذي أحرزه بخبرة وذكاء لتتقدم السعودية 2-1 ،وتتحكم في الدقائق المتبقية من عمر المباراة حتى الدقيقة 92 كان حسين عبد الغني يسدد على مرمى بومنيجل ،وأعتقد الجميع أن المنتخب السعودي في طريقه للفوز ،او ربما فاز بالفعل حيث لم يعد متبقيا سوى أقل من دقيقتين من أربعة أحتسبهما الحكم مارك شيلد وقتا بدل ضائع ،وإذا بالجزيري يقاتل على أحدى الكرات داخل منطقة الجزاء ويمررها عرضية رائعة على رأس راضي الجعايدي المتقدم ليحرز التعادل 2-2 ·
بالفعل نهاية مثيرة لديربي عربي لم يفز فيه أحد ·
لتبدأ الحسابات والتوقعات والدعوات في المحطات الأكثر صعوبة أمام أسبانيا واوكرانيا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©