خلال تواجده في أوساط مونديال ألمانيا 2006 كان لا بد من لقاء سعادة محي الدين صالح كامل المشرف العام على القنوات الرياضية في شبكة ART بعد الانتقادات العنيفة التي تعرضت لها الشبكة نتيجة تشفيرها لمباريات المونديال واصرارها على المضي قدماً في قضية الحقوق الحصرية التي باتت حديث كل البيوت في العالم العربي·
قالوا إنART لم تعبأ بحقوق الفقراء·
وقالوا إن الشيخ صالح كامل صاحب الشركة يفتقد للوطنية والولاء للشعب العربي·
وقالوا إن المبالغة في أسعار بيع المباريات للقنوات العربية حرمها من نقل البطولة ووضعها في موقف حرج أمام مشاهديها·
وقالوا إن ART استثمرت الموقف ورفعت أسعار الاشتراكات لتحقق أكبر عائد ممكن·
والكثير·· الكثير من الاتهامات التي تزداد سخونة منذ انطلاق البطولة وحتى الآن والدلائل تؤكد أنها لن تنتهي بعد إن وقعت فءزشف عقداً حصلت بموجبه على الحقوق الحصرية لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا·· ومونديال 2014 بالبرازيل·
وضعنا كل هذه الاتهامات وغيرها من المحاور على طاولة الحوار مع محي الدين صالح كامل الذي يدير عملية الحقوق الحصرية في كل الاتجاهات حتى بات السؤال ما هي البطولة التي لم تحصل عليها ءزش بدلاً من أن يكون ما هي البطولات التي حصلت ART على حقوقها الحصرية ؟
'الاتحاد الرياضي': يرى البعض أن ART أحرجت العديد من الحكومات أمام شعوبها والعديد من القنوات الرياضية العربية أمام مشاهديها ازاء بثها لمباريات كأس العالم حصرياً وان فءزشف لم تراع في ذلك حقوق الفقراء أو محدودي الدخل وما أكثرهم في العالم العربي لذا كان الهجوم الساخن الذي تعرضت له الشبكة في الآونة الأخيرة·· بماذا ترد على ذلك؟
محي الدين: بكل أسف فالبعض يهاجمنا دون أن يعرف الحقيقة كاملة، فقد عرضنا على كل الدول العربية قبل سنتين أن ننسق معها لشراء الحقوق واعترف أن المبالغ التي طلبناها كانت غالية، ولكن ماذا نفعل فالحقوق الحصرية باتت بمثابة أرقام فلكية فهل ندفع الملايين نظير شراء الحقوق ثم نطلب من الدول العربية مبالغ زهيدة إن الواقع الذي يعيشه العالم حالياً فالأسعار ترتفع بشكل جنوني من بطولة الى أخرى ونعلم أن معظم الدول العربية يعاني من مشكلتين الأولى أن القوانين في بعض الدول تحول دون أن تشتري الحقوق في وقت مبكر والثانية أن هناك جهات ليست لديها القدرة المالية للتجاوب مع عرضنا والسؤال هل لو كانت شركة أجنبية هي التي اشترت حقوق بث مباريات المونديال في الشرق الأوسط وأفريقيا أكانت ستتعرض لمثل ذلك الهجوم الساخن والذي شعرنا في كثير من الأحيان انه مدبر ومخطط له جيداً لاستشارة الرأي العام العربي حتى وصل الأمر بالبعض بتحفيز الكأس على التحول لبعض القنوات الأوروبية وارشادهم لتردداتها حتى يتمكنوا من مشاهدة كأس العالم مجاناً ؟·
أما فيما يتعلق بـ'حقوق الفقراء' فإنني أتساءل هل نوفر لهؤلاء الفقراء الأقل مجاناً أو الدواء مجاناً·· فلماذا تكون مشاهدة الأحداث الرياضية المهمة بالمجان بينما كل العالم يعيش مرحلة التشفير ولا مجال للعودة الى الوراء مهما كان حجم الهجمة التي تتعرض لها فمثلما تدفع لكي تأكل·· لا بد أن تدفع حتى تشاهد·
؟'الاتحاد الرياضي' أشعر أن 'في الجو غيم' بينكم وبين قناة 'الجزيرة الرياضية'·· هل انتهى شهر العسل بينكما أم انها مجرد سحابة صيف ؟
؟؟ محي الدين: لقد فوجئت بالحملة التي تشنها قناة 'الجزيرة الرياضية' على شبكة ART قبل انطلاق المونديال وحتى الآن، وتتصاعد الحملة تدريجياً ولا تعتمد على أي مبررات منطقية لذا فإنني أرى أن شهر العسل انتهى بيننا مع كل الاحترام والتقدير للاخوة القطريين ولكن ما حدث من 'الجزيرة الرياضية' يستحق وقفة حازمة لأنه يتنافى مع أصول العمل الإعلامي الاحترافي وأتساءل هل كانوا يريدون أن نفقد مصداقيتنا ونبث كأس العالم على المفتوح؟ أو نبيع الحقوق للقنوات العربية بأسعار زهيدة لا تتناسب على الاطلاق مع قيمة ما دفعناه، ولو كان ذلك قد حدث فالأفضل أن نغلق الشركة ونعود الى بيوتنا لقد كان لزاما علينا أن نعلن في وقت مبكر جداً أن الحقوق حصرية لأن تغطية المبالغ الضخمة التي دفعناها تفرض علينا ان نبذل جهوداً حثيثة منذ أكثر من سنتين من أجل زيادة عدد المشتركين والحصول على أكبر عدد من الإعلانات لتغطية قيمة تلك الحقوق وبغير ذلك فإن الخسائر ستكون فادحة·· ولا يوجد عاقل يمكن أن يرضي بذلك·
أما فيما يخص اتهام صالح كامل بعدم الوطنية فإنه ليس من المنطق ربط قضية الحقوق الحصرية بالوطنية وعدم الوطنية، لأننا نتعامل مع 'بيزنس إعلامي' لا يعرف العواطف أو المجاملات أو الشعارات فالكل يعرف حجم استثمارات صالح كامل في الدول العربية ايماناً بدوره في دعم مسيرة التنمية في الوطن العربي وعلى المستوى الرياضي فإن شبكة ART تدعم الرياضة العربية سنوياً بما لا يقل عن 40 مليون دولار وهذا الدعم لا يتوقف بدليل توقيعنا مؤخراً عقد بطولة كأس العرب في أعوام 2009و2013 و2017 بمشاركة كل المنتخبات العربية مقابل 20 مليون دولار وسوف نوفر جوائز كبرى بواقع 3ملاين دولار لصاحب المركز الأول ومليونان للثاني بالإضافة إلى جوائز قيمة للفرق الأخرى ولا هدف لنا من هذه الاتفاقية سوى ان نوفر للبطولة كل أسباب النجاح كما حدث في دوري أبطال العرب الذي نقترب من نسخته الرابعة ونحمد الله أن البطولة تسير من نجاح الى نجاح وفاز بلقبها ثلاثة أندية كبيرة من ثلاث دول مختلفة هي الصفاقس التونسي واتحاد جدة السعودي والرجاء البيضاوي المغربي·
'الاتحاد الرياضي' بالأرقام هل يمكن أن نعرف حجم المكاسب التي حققتها شبكة ART نظير اصرارها على بث مباريات كأس العالم حصرياً·
محي الدين: أعترف أن الشبكة التي انطلقت قبل 12 عاماً حققت خسائر كبيرة في أول 11 عاماً و6 شهور ولم تبدأ علاقتنا بالأرباح سوى في آخر 6 شهور حيث نجحنا في تغطية العمليات التشغيلية على أمل أن تزيد الأرباح في المرحلة المقبلة ويكفي أن أذكر أن عدد المشتركين زاد في الشهور الأخيرة من مليون مشترك إلى مليونين مشترك وأتمنى ان يستمر هؤلاء المشتركون معا، بعد نهاية كأس العالم حيث لدينا العديد من البطولات المهمة الأخرى التي تؤمن علاقة مستمرة ومتزايدة مع مشتركينا·
'الاتحاد الرياضي': وقعتم اتفاقية مؤخراً حصلتم بموجبها على الحقوق الحصرية للدوري السعودي مقابل 300 مليون ريال·· واسمح لي أن أسأل هل يستحق الدوري السعودي مع احترامنا له كل هذا المبلغ الذي يوازي 80 مليون دولار بمعدل أكثر من 26 مليون دولار في العام الواحد·
محي الدين: بالطبع هي صفقة كبيرة نعلم أبعادها وأتوقع ألا نربح في السنة الأولى ولكننا سنربح في السنتين الثانية والثالثة فالسوق السعودي سوق ضخم والاستثمار فيه مضمون الى حد كبير سواء على صعيد المشتركين او المعلنين والمهم أن نساهم بدور فاعل في تطوير الكرة السعودية لأن معظم هذا المبلغ ستستفيد منه الأندية بشكل مباشر وخاصة تلك الأندية التي سننقل مبارياتها على ART ولا تنسى اننا في دوري أبطال العرب خسرنا في أول سنتين وتغيرت الأوضاع في السنة الثالثة وتدريجياً فإن الأمور ستسير من حسن الى أحسن·
الاتحاد الرياضي: ما هو تقييمكم لايجابيات مشاركة الإمارات لأول مرة في دوري أبطال العرب بداية من النسخة الرابعة ممثلة بالنادي الأهلي بطل الدوري ؟
محي الدين: لا شك أن مشاركة أندية الإمارات في دوري أبطال العرب ستضيف مكاسب عديدة للبطولة ولكرة الإمارات سواء على المستوى الفني أو التسويقي وستثبت التجربة ان أندية الإمارات تأخرت طويلاً وبدون مبرر عن تلك البطولة التي تحقق نجاحات متزايدة فنياً وجماهيرياً وإعلامياً·
'الاتحاد الرياضي': طالما اننا نتحدث عن الكرة الإماراتية هل تخططون لشراء الحقوق الحصرية للدوري الإماراتي ولو حدث ذلك هل يمكن أن تدفعون نفس المبلغ الذي دفعتموه في الدوري السعودي ؟
محي الدين: نرحب تماماً بشراء حقوق الدوري الإماراتي فالسوق الإماراتي من أقوى الأسواق العربية ويسعدنا أن نستثمر فيه وبمبالغ كبيرة ولكن من الصعب شراء الدوري الإماراتي أو أي دوري عربي آخر بنفس قيمة الدوري السعودي قياساً بعدد السكان في كلا البلدين لأن ذلك ينعكس بطبيعة الحال على عدد المشتركين ويكفي أن تعلم أن عدد مشتركينا في السعودية بلغ 450 ألف مشترك مقابل 200 ألف مشترك في الإمارات·
'الاتحاد الرياضي': تردد أنكم عرضتم شراء الحقوق الحصرية للدوري المصري فضائياً مقابل 20 مليون دولار لماذا توقفت هذه الصفقة ؟
محي الدين: نعم عرضنا هذا المبلغ نظير الحصول على الحقوق الحصرية 'الفضائية' للدوري المصري لكن الصفقة لم تكتمل لأسباب لا أعلمها، ولا زلنا مستعدين لشراء حقوق بث الدوري المصري 'على المفتوح' لكننا سنقدم خدمة مميزة لبث وتغطية المباريات حتى يبقى المشاهد في مصر على تواصل دائم معنا ولا مانع في هذه الحالة من بث المباراة على القنوات المصرية وبثها على إحدى قنوات ءزش في نفس الوقت وسيلاحظ المشاهد فارق المستوى في التغطية لأنني على قناعة أن الدوري المصري بشعبيته وجماهيريته الكبيرة يستحق تغطية أفضل، وبتقنيات عالية المستوى·
'الاتحاد الرياضي'
يتردد بقوة أنكم على مشارف شراء حقوق الدوري الإسباني ما هي حقيقة هذه المعلومات؟
محي الدين: لا أستطيع سوى القول بأننا حريصون على شراء حقوق أهم بطولات كرة القدم في العالم سواء على صعيد المسابقات المحلية أو البطولات العالمية الأخرى حتى نقدم لمشتركينا أفضل خدمة تلفزيونية ممكنة·
عدد اليوم
