«مصدر» تطلق العمليات التجارية لمحطتي «فالي» للطاقة الشمسية بإسبانيا

سيد الحجار (أبوظبي) ـ أطلقت “توريسوال إنرجي”، المشروع المشترك بين “مصدر”، وشركة الهندسة والبناء الإسبانية “سينر”، العمليات التجارية لمحطتي “فالي1” و”فالي2” للطاقة الشمسية بإسبانيا. وقال فرانك ووترز مدير إدارة “مصدر للطاقة”، خلال مؤتمر صحفي عقد بأبوظبي أمس على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تختتم فعالياتها اليوم الخميس، إن الكلفة الاستثمارية للمحطتين تقدر بنحو 3?29 مليار درهم “700 مليون يورو”. وأضاف أن قوة الوضع المالي لشركتي “سينر” و”مصدر”، أسهمت في موافقة 7 بنوك تجارية إسبانية على تمويل مشروعي “فالي 1” و”فالي 2” في عام 2009، عبر عملية بلغت قيمتها الإجمالية 2?5 مليار درهم “540 مليون يورو”. يذكر أن محطتي “فالي 1” و”فالي 2” تقعان في قادش بجنوب إسبانيا، وتبلغ استطاعة كل كل منهما 50 ميجاواط، وبدأتا عملياتهما التجارية خلال شهر يناير الحالي، وتم تجهيز المحطتين بنظام التخزين الحراري ما سيتيح لهما إنتاج الطاقة بشكل متواصل حتى في حال غياب الشمس، ولفترة 7?5 ساعة. وانطلقت العمليات الإنشائية في محطتي “فالي 1” و”فالي 2” في ديسمبر 2009، واكتمل بناؤهما في ديسمبر 2011، قبل أن يتم في الشهر الجاري ربط المحطتين بالشبكة الوطنية للكهرباء في إسبانيا لبدء عملية الإنتاج التجاري للتيار الكهربائي. وتطلب بناء المحطتين التوأمتين جهود ما يقرب من 4500 عامل خلال فترة امتدت إلى مليونين و700 ألف ساعة عمل. وبصفتها مديراً للمشروع، تولت شركة “سينر” أعمال الهندسة والمشتريات والبناء في المحطتين، حيث وفرت كامل المعدات الهندسة والتكنولوجية للمشروعين. وانطلقت أعمال الإنشاء في المحطتين بشكل متسلسل، بما في ذلك تأمين المستلزمات كافة، والإشراف على المقاولين، ومراقبة جودة التنفيذ، والتخطيط والإشراف على سير عمليات الإنشاء. ومن المتوقع أن تقدم كل واحدة من المحطتين إنتاجاً صافياً من الطاقة الكهربائية يبلغ 160 جيجاواط سنوياً، أي ما يعادل معدل استهلاك 40 ألف منزل. وستساعد المحطتان معاً في الحد من انبعاثات 90 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ويضمن نظام التخزين الحراري المطبق في المحطتين مواصلة إنتاج الطاقة الكهربائية بشكل متواصل وبالاستطاعة الكاملة، ما يؤكد فاعلية الطاقة الشمسية كمصدر موثوق لإمداد الشبكة بالتيار الكهربائي حسب حجم الطلب، ليلاً أم نهاراً، في الطقس المشمس أم الغائم. وكانت “توريسول إنرجي” افتتحت في أكتوبر 2011 رسمياً محطة خيماسولار الواقعة في فوينتيس دي أندلسيا بمنطقة إشبيلية بإسبانيا، وذلك تحت رعاية جلالة ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال أنريكي سينداجورتا رئيس توريسول إنرجي، خلال المؤتمر الصحفي “مع انتهاء العمل الإنشائي في المحطتين، تكون توريسول إنرجي أكملت المرحلة الأولى من خطتها الاستراتيجية، وأصبح لدينا الآن ثلاث محطات دخلت حيز التشغيل، هي فالي 1 وفالي 2 وخيماسولار في جنوب إسبانيا”. وأضاف “أصبح لدينا سجل حافل يضمن لنا القدرة على تولي أعمال التشغيل والصيانة لمحطات الطاقة الشمسية المركزة، سواء العاملة بتقنية برج الطاقة المركزي، أو بتنقية عاكسات القطع المكافئ”. وتوقع سينداجورتا مباشرة العمل قريباً على مشاريع أخرى للطاقة الشمسية في البلدان الواقعة ضمن ما يسمى “منطقة الحزام الشمسي”. إلى ذلك، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، في بيان صحفي أمس “في ظل التوجيهات السديدة والدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة، استطاعت مصـدر خلال فترة لا تتجاوز الخمس سنوات أن تصبـح لاعباً بارزاً في ميادين الطاقة المتجددة، ويتجـلى ذلك في العديد من المشاريع التي جرى إطلاقها محلياً وعالمياً”. وأضــاف “تمـثل محطتا فالي 1 وفالي 2 إنجازاً جديداً يضاف إلى محفظة مشاريع مـصدر من محطات الطاقة الشمسية المركزة التي تم إنجازها عبر مشروعها المشترك مع (سينر)”. وأضاف “نفخر بشراكتنا مع سينر، وسنواصل الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة ذات النطاق الواسع، لا سيما في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكونهما الأكثر ملاءمة لدولة الإمارات”. من جانبه، قال ألفارو لورنتي مدير عام توريسول إنرجي “مع بدء العمليات التجارية للمحطتين، تم بالفعل تكليف فريق كامل من خبراء العمليات والصيانة الذين جرى تدريبهم في عام 2011، ليقوموا بأعمال التشغيل والصيانة في المحطتين بدءاً من اليوم الأول”. إلى ذلك، قال فرانك ووترز “يعتبر دخول محطتي فالي 1 وفالي 2 حيز التشغيل التجاري إنجازاً كبيراً بالنسبة لنا، فبدء العمليات التجارية في مشاريع فالي 1، وفالي 2، وخيماسولار، وشمس1 في وقت لاحق من هذا العام، يعني أن لدينا بالفعل أكثر من 200 ميجاواط يتم إنتاجها عبر محطات للطاقة الشمسية المركزة في أنحاء مختلفة من العالم”. وأضاف “تواصل مصدر وتوريسول إنرجي استكشاف المزيد من فرص الأعمال بهدف تعزيز نمو محفظتنا من مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تنطوي على إمكانات هائلة في مجال الطاقة الشمسية”. ومن جانبه، قال خورخي سينداجورتا الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة سينر “تقود سينر قطاع الطاقة الحرارية الشمسية في جميع أنحاء العالم، مع 24 محطة عاملة أو قيد الإنشاء في إسبانيا والولايات المتحدة والهند، وهي قادرة على إنتاج 1500 ميجاواط، ما يعني التخلص من مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً”. وأضاف “حريصون على تطوير ابتكارات جديدة في كل مشــروع جديد بهــدف تحســين تقنياتنا، وبالتالي تقليل تكاليف الاستثمار في هذه المحطات، وعلاوة على ذلك، كانت سينر مسؤولة عن عمليات الإنشاء المتسلسل لمحطتي فالي 1 وفالي 2، والتي شكلت تحدياً حقيقياً لفريق إدارة المشروع، ما أتاح لنا تحسين ميزانية المشروع وجدوله الزمني”. وإلى جانب محطة خيماسولار، ستساعد محطتا فالي إسبانيا على تحقيق أهداف خطة “أوروبا 2020 للمناخ والطاقة” التي ترمي إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بمعدل 20%، وزيادة استخدام الطاقة من الموارد المتجددة بمعدل 20%، وخفض الاستهلاك الرئيسي للطاقة بمعدل 20% عبر تعزيز كفاءة الاستهلاك. وتتولى شركة توريسول إنرجي أعمال التطوير التكنولوجي والإنشاء والتشغيل والصيانة للعديد من محطات الطاقة الشمسية المركزة الكبرى في جميع أنحاء العالم. ومع بدء التشغيل التجاري لمحطتي فالي 1 وفالي 2، تكون الشركة طورت بالفعل ثلاثة مشاريع، بما في ذلك محطة خيماسولار المبتكرة التي بدأت عملياتها التجارية في مايو عام 2011. وقد فازت مشاريع توريسول إنرجي بالفعل بعدد من الجوائز، كما نالت سينر أيضاً العديد من الجوائز، وذلك تقديراً لإنجازاتها في قطاع الطاقة الشمسية، خاصة في تطوير مشروع خيماسولار”.