الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخلخل العظام·· قاتل صامت يتربص بالأطفال

تخلخل العظام·· قاتل صامت يتربص بالأطفال
17 فبراير 2009 00:52
هل يمكن أن يصاب الأطفال أو المراهقون بتخلخل في العظام؟ قد يبدو طرح السؤال غريباً بعض الشيء، لكن الأغرب أن جوابه نعم· ومن هنا تبدو أهمية النصائح التقليدية للأطفال والأبناء، لاسيما في مراحل النمو الأولى، بشرب الحليب والتعرض إلى أشعة الشمس لفترات كافية· والمقصود بـ''تخلخل العظام''، أي ضعفها وتغيير شكلها لتصبح هشة سهلة الكسر، حتى عند التعرض للحوادث البسيطة، وينجم ذلك عن قلة كمية النسيج العظمي في العظام، مع عدم حدوث أي تغيير في التركيب الكيماوي والنسيجي· وينتشر هذا المرض عند النساء أكثر من الرجال خصوصاً بعد انقطاع ''الطمث''· لكنه وارد الحدوث لدى الأطفال والمراهقين خاصة في الأعمار من 8 إلى 14 عاماً· تتمثل أعراض الإصابة بـ''تخلخل العظام'' في زيادة نسبة الكالسيوم في البول مما يزيد فرصة الإصابة بحصوة الكلى، والتعرض المستمر للكسور نتيجة أبسط أنواع الحوادث، بالإضافة إلى وهن الجسم وفقدان الشهية، وطراوة العضلات، وترافقها آلام في الظهر· أما أسباب الإصابة به بشكل عام، فتعود إلى نقص في هرمون الاستروجين عند النساء بعد توقف الطمث، أو قلة الحركة مما يؤدي لوهن وضعف في العظام، بالإضافة إلى نقص عنصر الكالسيوم في الجسم، وهو السبب الأساسي وراء إصابة الأطفال بالمرض، فضلاً عن تناول التناول الكافئين والمشروبات الغازية مما يسبب نقص الكثافة المعدنية للعظام· ويتميز مرض ''تخلخل العظام'' بحدوث هشاشة وضعف في العظم نتيجة نقص كثافته وعدم تجدده، (ذلك أن العظم عضو حي في الجسم وهو في حالة تغير ونمو مستمر)، مما ينجم عنه حدوث الكسور· ومن هنا تأتي أهمية النمو السليم للطفل وأهمية تغذيته منذ الصغر، وذلك لمنع العوامل المسببة لتخلخل العظم، ذلك الداء الصامت الذي يفتك بعظام الأطفال والمراهقين· يشير الدكتور زياد عبود - أخصائي أمراض العظام- إلى أن العظم يتكون من أنسجة حية، حيث ينمو الهيكل العظمي بطريقة متواصلة منذ الولادة حتى نهاية سن المراهقة، ويصل إلى ذروة الصلابة والحجم عند اقتراب سن العشرين، وخلال تلك الفترة من النمو تكتسب العظام كثافة قصوى، وذلك بفضل عوامل التغذية والنشاط الجسدي والتعرض لأشعة الشمس لاسيما أن أولى فترات النمو العظمي تقع خلال السنتين الأوليين، فيما تقع الفترة الثانية خلال سن البلوغ بين الثالثة والخامسة عشرة، بحيث يصبح النسيج العظمي المكتسب لدى الفتيات معادلا للكمية الزائلة منه خلال السنوات التي تبدأ وتعقب سن اليأس لديهن· يضيف عبود: إن الكالسيوم وفيتامين D هي عناصر أساسية لنمو العظم، كما أن سوء التغذية خلال فترة النمو والبلوغ يضعف نموه إلى درجة كبيرة، ويعرضه إلى ''تخلخل العظام'' أو ترققها، فالكالسيوم مكون بنيوي أساسي للنسيج العظمي، يُخزّن في العظام ويعطي لها القوة، حيث إن نسبة 99% من الكالسيوم في الجسم مخزونة في الهيكل العظمي الذي يقوم بدور ''المخزّن'' للكالسيوم من أجل الحفاظ على مستويات الكالسيوم في الدم؛ لذا يجب أن تبقى مستوياته في الدم ثابتة، من أجل وظائف الكالسيوم الأخرى خاصة دوره في الوظائف العصبية والعضلية''· وحول وسائل وأساليب العلاج لترقق العظام، يوضح عبود أن العلاج يعتمد لدى المراهقين على توافر عدد من العوامل المهمة منها: أولاً: تناول وجبات يتوافر فيها الكالسيوم وفيتامينD، وفيتامين A والمغنيزيوم والفسفور، فهذه المواد لها فوائد عظيمة في تعويض حاجة الجسم لهما خلال ساعات الدوام المدرسي أو الصيام، وهي الساعات التي لا يتمكن فيها المراهق من تناول الطعام· كالأسماك والبيض والأجبان، والحلوى المصنوعة من الحليب والمكسرات ''أم علي- الأرز بالحليب، إضافة إلى ممارسة الرياضة وتقوية عضلات الجسم، حيث يفترض بالمراهقين ممارسة الرياضة المنزلية لمدة ربع ساعة عند الاستيقاظ وقبل النوم· ثانياً: تناول أقراص دواء ''الكالسيتونين''؛ لأنه يقلل التخريب العظمي لدى المراهقين ويساعد على تقوية العظم، وتناول أقراص دواء ''البيفوسفونات''، وهو دواء غير هرموني يمنع تخريب العظم أيضاً لدى المراهقين· (شريطة أن يؤخذا بوصفة طبية)· وأخيراً ينصح عبود المرضى، موضحاً أن هناك أدوية أخرى، تتصل بكل حالة ترقق عظام - على اختلافها- نتجت أو يمكن أن تنتج للمراهقين، يقرها الطبيب المعالج يُفترض الالتزام بها· الرياضة والغذاء يحميان العظام يعتبر الاهتمام بصحة العظام عند الأطفال أمر هام جداً، حيث إن 90% من الكتلة العظمية في الجسم يحصل عليها الشخص بعمر 18 سنة، فإذا تم بناء العظم وتحسين كثافته خلال مرحلة الطفولة، فإن هذا الأمر سيجنب حدوث وتطور تخلخل العظام في المستقبل· - تعتبر منظمة الصحة العالمية مرض ''ترقق العظام'' مشكلة أساسية تواجه الصحة العامة بالعالم، حيث يصيب هذا المرض النساء أكثر من الرجال وبالنسب التالية: امرأة واحدة من بين كل 4 نساء بعد سن الخمسين، وامرأة واحدة من كل امرأتين بعد سن السبعين، ورجل واحد من بين 5 رجال بعد سن السبعين· - يمكن الوقاية من المرض، وذلك بممارسة التمارين الرياضية، والتعرض لأشعة الشمس من 10 إلى 20 دقيقة يومياً، وتخفيض نسبة استهلاك المواد المنبهة كالقهوة والشاي والمياه الغازية، والتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم أو فيتامين D· - تتوافر موارد الكالسيوم في الخضراوات والفاكهة، مثل: التين والمشمش والبرتقال والبروكلي واللوز والسمسم والأسماك والتونة، حيث يقول أخصائي التغذية أسامة محمدي: ''تتمثل الحاجة اليومية للكالسيوم لدى فئتي الأطفال والمراهقين الصائمين، وفق المقادير التالية: مقدار 800 ملغ يومياً للفئة العمرية 3-9 سنوات· ومقدار 1300 ملغ يومياً للفئة العمرية 10-17 سنة· 250 ملل حليب كامل الدسم تحوي 280 ملغ كالسيوم· 150 جرام لبن يحوي 245 ملغ كالسيوم· 50 جرام جبن يحوي 300 ملغ كالسيوم· بيضة واحدة تحوي 250 ملغ كالسيوم· 25 جرام لوز يحوي 60 ملغ كالسيوم· المعدة بيت الداء والجوع دواء أبوظبي (الاتحاد) - إن ملاءمة الأغذية والأدوية للأبدان تأتي لكل حسب استعدادها، وهذا أصل مهم من أصول العلاج، بل إنه أنفع شيء فيه، فإذا أخطأه الطبيب أضر المريض· فهؤلاء أهل البوادي والأكارون وغيرهم لا ينجع فيهم شراب الورد الطري ولا المغلي، ولا يؤثر في طباعهم شيء، بل لا تجدي عامة أدوية أهل الحضر وأهل الرفاهية في مكافحة عللهم، وهذه هي القاعدة العظيمة التي يقوم عليها العلاج النبوي، ومن تأمله رآه كله موافقاً لعادة العليل وأرضه، وما نشأ عليه· وقد صرح بهذه القاعدة أفاضل أهل الطب حتى قال طبيب العرب الحارث بن كلدة، وكان فيهم كأبقراط في قومه: ''المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وعودوا كل بدن ما اعتاد''· وفي لفظ آخر له ''الأزم دواء''· والأزم هو الجوع والإمساك عن الأكل، وهو من أكبر الأدوية في شفاء الأمراض· وقوله: ''المعدة بيت الداء''، يعني بها أن المعدة عضو عصبي مجوف كالقرعة في شكلها، مركب من ثلاث طبقات، مؤلفة من شظايا دقيقة عصبية تسمى ''الليف''، ويحيط بها لحم، وليف إحدى الطبقات بالطول والأخرى بالعرض، والثالثة بالورب أي مائلة إلي الخلف، وفم المعدة أكثر عصباً، وقعرها أكثر لحماً، وفي باطنها خمل، وهي محصورة في وسط البطن، وأميل إلى الجانب الأيمن قليلاً، وقد خلقت على هذه الصفة لحكمة لطيفة من الخالق الحكيم سبحانه، وهي بيت الداء، وكانت محلاً للهضم الأول، وفيها ينضج الغذاء وينحدر منها بعد ذلك إلى الكبد والأمعاء، ويتخلف منه فيها فضلات قد عجزت القوة الهاضمة عن تمام هضمها، إما لكثرة الغذاء، أو لرداءته، أو لسوء ترتيب استعماله، أو لمجموع ذلك، وهذه الأشياء بعضها مما لا يتخلص الإنسان منه غالباً، فتكون المعدة بيت الداء، وكأنه يشير بذلك إلى الحث على تقليل الغذاء، ومنع النفس من اتباع الشهوات، والتحرز عن الفضلات· وأما العادة فلأنها كالطبيعة للإنسان، ولذلك يقال: ''العادة طبع ثان''، وهي قوة عظيمة في البدن، حتى أن أمراً واحداً إذا قيس إلى أبدان مختلفة العادات، كان مختلف النسبة إليها· وإن كانت تلك الأبدان متفقة في الوجوه الأخرى مثال ذلك أبدان ثلاثة: حارة المزاج في سن الشباب، أحدها تعود تناول الأشياء الحارة، والثاني تعود تناول الأشياء الباردة، والثالث تعود تناول الأشياء المتوسطة، فإن الأول متى تناول عسلاً لم يضر به، والثاني متى تناوله أضر به، والثالث يضر به قليلاً، فالعادة ركن عظيم في حفظ الصحة، ومعالجة الأمراض، ولذلك جاء العلاج النبوي بإجراء كل بدن على عادته في استعمال الأغذية والأدوية وغير ذلك· وقد ثبت في الصحيحين من حديث عروة عن عائشة، أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، واجتمع لذلك النساء، ثم تفرقن إلى أهلهن، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت، وصنعت ثريداً ثم صبت التلبينة عليه، ثم قالت: ''كلوا منها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن''· وعنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قيل له إن فلاناً وجع، أي به وجع، لا يطعم الطعام أي لا يأكله، قال: ''عليكم بالتلبينة فحسوه إياها''، ويقول: ''والذي نفسي بيده إنها تغسل بطن أحدكم كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ''· والتلبين هو الحساء الرقيق الذي هو في قوام اللبن، ومنه اشتق اسمه، قال الهروي: سميت تلبينة لشبهها باللبن لبياضها ورقتها، وهذا الغذاء هو النافع للعليل، وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيئ، وإذا شئت أن تعرف فضل التلبينة، فاعرف فضل ماء الشعير، بل هي ماء الشعير لهم، فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يطبخ صحاحاً، والتلبينة تطبخ منه مطحوناً، وهي أنفع منه لخروج خاصية الشعير بالطحن· وقد تقدم أن للعادات تأثيراً في الانتفاع بالأدوية والأغذية، وكانت عادة القوم أن يتخذوا ماء الشعير منه مطحوناً لا صحاحاً، وهو أكثر تغذية، وأقوى فعلاً، وأعظم جلاء، وإنما اتخذه أطباء المدن منه صحاحاً ليكون أرق وألطف، فلا يثقل على طبيعة المريض، وهذا بحسب طبائع أهل المدن ورخاوتها، وثقل ماء الشعير المطحون عليها· والمقصود أن ماء الشعير مطبوخاً صحاحاً ينفذ سريعاً، ويجلو جلاء ظاهراً، ويغذي غذاء لطيفاً· وإذا شرب حاراً كان جلاؤه أقوى، ونفوذه أسرع، وإنماؤه للحرارة الغريزية أكثر، وتلميسه لسطوح المعدة أوفق· وقوله صلى الله عليه وسلم فيها: ''مجمة لفؤاد المريض'' يروى بوجهين: بفتح الميم والجيم، وبضم الميم وكسر الجيم، والأول: أشهر، ومعناه أنها مريحة له، أي تريحه وتسكنه من الإجمام وهو الراحة· وقوله: ''تذهب ببعض الحزن'' هذا -والله أعلم- لأن الغم والحزن يبردان المزاج، ويضعفان الحرارة الغريزية لميل الروح الحامل لها إلى جهة القلب الذي هو منشؤها، وهذا الحساء يقوي الحرارة الغريزية بزيادته في مادتها، فتزيل أكثر ما عرض له من الغم والحزن· وقد يقال: إن قوى الحزين تضعف باستيلاء اليبس على أعضائه، وعلى معدته خاصة لتقليل الغذاء، وهذا الحساء يرطبها، ويقويها، ويغذيها، ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض، لكن المريض كثيراً ما يجتمع في معدته خلط مراري، أو بلغمي، أو صديدي، وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة ويسروه، ويحدره، ويميعه، ويعدل كيفيته، ويكسر سورته، فيريحها ولا سيما لمن عادته الاغتذاء بخبز الشعير، وهي عادة أهل المدينة إذ ذاك، وكان هو غالب قوتهم، وكانت الحنطة عزيزة عندهم·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©