الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبرة المنتخب العراقي تصنع «التكافؤ» رغم قوة وحماس البحرين

خبرة المنتخب العراقي تصنع «التكافؤ» رغم قوة وحماس البحرين
16 يناير 2013 23:40
أبوظبي (الاتحاد) - يمكن القول على المواجهة التي جمعت العراق والبحرين إنها مباراة «مجنونة»، لأنها من الناحية الفنية شهدت تقلبات كثيرة وتغيرات كبيرة في شكل الفريقين وطريقة الأداء ومعايير التفوق خلال وقتها الأصلي وفي الشوطين الإضافيين، وإن ظل التكافؤ الذي تحدثنا عنه قبل المباراة، الذي كان لابد أن يؤدي إلى استمرار المنافسة حتى تم حسمها بضربات الترجيح، في ظل تفوق المدافعين على المهاجمين بدرجة كبيرة. وبشكل عام كان المنتخب العراقي هو الأعلى خططياً في المباراة، وذلك من خلال اعتماد مدربه حكيم شاكر على استغلال كل خبرات لاعبيه في عملية بناء الهجمات، وتغيير إيقاع اللعب من أجل امتصاص حماس الجماهير البحرينية الذي انعكس أيضاً على حماس لاعبيها، وهو ما كان يحتاج في بعض الأوقات إلى تهدئة اللعب، وهو ما احتاج أيضاً إلى وعي خططي ومقومات نفسية أخرى امتلكها العراقيون في مواجهة أصحاب الأرض بطموحهم الكبير وجماهيرهم المتحمسة وحيوية الشباب الموجودة في الأداء. وبفضل هذه الخبرات تفوق المنتخب العراقي في الشوط الأول، والذي لم يتمكن خلاله منتخب البحرين من الاستحواذ وبناء الهجمات، وكذلك لم يكن خط دفاعه على الحالة اللازمة، وكان هدف يونس محمود مهاجم العراق دليلاً على معاناة خط دفاع «الأحمر» في مواقف واحد على واحد، والتي نجح منها أيضاً علي مبخوت مهاجم الإمارات في التسجيل بمرمى السيد محمد جعفر في مباراة الفريقين بالدور الأول. ومنح هذا التفوق الخططي الأفضلية للمنتخب العراقي، خاصة في ظل مهارة لاعبيه في الوسط والقيام بعملية التمرير في المكان والوقت المناسبين، وذلك في مواجهة اعتماد الفريق البحريني على الكرات الطويلة التي لم يكن لها أي تأثير على خط الدفاع العراقي، الذي نجح في غلق محاوره بشكل جيد، وهو ما استمر لفترة طويلة من زمن المباراة. ولم يتحسن أداء المنتخب البحريني إلا بعد قيام الأرجنتيني كالديرون مدرب الفريق بإشراك لاعب الوسط المهاجم عبد الوهاب المالود بدلاً من المدافع الأيسر راشد الحوطي، وإجراء تغيير داخل بنقل فوزي عايش للعب في الجهة اليسرى الدفاعية مع طريقة 4-2-3-1 في وجود عبدالله عمر وعبد الله المرزوقي ومحمد حسين في الخط الخلفي مع عايش، وأمامهما ثنائي الارتكاز محمد سالمين وحسين علي بابا، ثم الثلاثي عبد الوهاب المالود وسيد ضياء وسامي الحسيني خلف إسماعيل عبد اللطيف. وعزز ذلك الشكل الهجومي للمنتخب البحريني، ولكن ظل التماسك في خطوط المنتخب العراقي الذي لعب أيضاً بطريقة 4-2-3-1 بوجود رباعي الدفاع وليد سالم وسلام شاكر وأحمد إبراهيم وعلي عدنان، ثم الثنائي سيف سلمان وعلى أرحيمة، وبعد ذلك ثلاثة لاعبين هم نبيل صباح وحمادي أحمد وهمام طارق خلف يونس محمود، قبل أن يشارك خلدون إبراهيم بدلا من نبيل صباح، لأن ذلك تسبب في تغيير الطريقة إلى 4-3-2-1 في شكلها الهرمي من أجل زيادة تأمين الدفاع. وصل لاعبو البحرين لمرمى في أكثر من مناسبة دون تشكيل الخطورة الكاملة، وجاء النجاح في هز الشباك عن طريق حسين بابا من ضربة حرة مباشرة رائعة، لكنها على الرغم من روعتها أكدت أن المنتخب البحريني غير قادر على تسجيل الأهداف من دون الضربات الثابتة التي كانت ظاهرة بارزة في مبارياته الثلاث بالدور الأول، وإن تحسن الأداء الهجومي نسبياً بعد مشاركة عبد الله يوسف بدلاً من إسماعيل عبداللطيف، الذي عابه البطء الشديد في التحرك باتجاه مرمى نور صبري. وعانى المنتخب العراقي في بعض فترات المباراة من تراجع اللياقة البدنية، والتي كانت في مصلحة البحرينيين، خاصة أن لاعبي أصحاب الأرض كانوا الأكثر حيوية ونشاطا، في مواجهة “أسود الرافدين” الأكثر خبرة، ولكن هذه الحيوية واستخدام القوة البدنية لم تكن كافية لتحقيق هدف الوصول للمرمى العراقي مرة ثانية، خاصة أن تغييرات العراق بإشراك ضرغام إسماعيل بدلاً من حمادي أحمد ومن قبلها مشاركة خلدون إبراهيم أدت إلى بعض التوازن أمام حماس وحيوية البحرين. وفي المجمل أثبتت المباراة حقيقة ظاهرة العجز الهجومي لدى أصحاب الأرض، لأن الفريق لم يسجل في 4 مباريات سوى 3 أهداف بعد التعادل في الأولى أمام عُمان سلباً، ثم الخسارة أمام الإمارات 1 - 2، وبعدها الفوز على قطر 1-صفر بضربة جزاء، أي أن الفريق سجل هدفاً وحيداً من اللعب المتحرك في 4 مباريات، وهو ما جعل مهمته صعبة أمام منتخب العراق، الذي تميز في البطولة بقوة دفاعه، لدرجة أن هدف حسين بابا كان هو الأول في مرمى نور صبري خلال 4 مباريات بالبطولة حتى الآن. وفي ظل إدراك الفريقين لصعوبة وصول كل منهما إلى مرمى الآخر، كان الرضا بالوصول إلى ضربات الترجيح، ولذلك لم تكن محاولة إحراز هدف الفوز حاضرة في الوقت الإضافي بالدرجة الكافية، وفي النهاية كان فوز أي فريق من الفريقين يشبه فوز الآخر في ظل تساوي الكفتين خلال 120 دقيقة من الناحية الفنية والخططية، لكن استكملت الخبرة تفوقها في ضربات الترجيح أيضاً ليفوز المنتخب العراقي في النهاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©