من الامور الثابتة التي يندر أن تتغير في عالم كرة القدم تعرض الحكام لعاصفة من النقد عقب انتهاء المباريات التي يحكمونها· ولكن مع انتهاء الجولة الاولى من مباريات دور المجموعات ببطولة كأس العالم 2006 بألمانيا كان هناك ثمة تراجع ملحوظ في النقد الموجه لاداء الحكام· وساعد السلوك المهذب لمعظم اللاعبين الحكام على أداء مهامهم بكفاءة عالية· وعلى أي حال فإنه في حالات الطرد الثلاث التي شهدتها الجولة الاولى من مباريات الدور الاول لم يكن من المحتمل لاي شخص يعرف ولو القليل عن كرة القدم أن يجادل في قرارات الحكام·
وقال جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) 'أدى الحكام بصورة طيبة في هذه البطولة· أشعر بالسعادة لادائهم ولا يوجد ما يمكن لاحد أن يقوله ضدهم ·· البطولة رائعة حتى الان وبعد تسجيل ستة أهداف في المباراة الافتتاحية احتفظت بقية المباريات بنصيبها من الاثارة'·
وربما يعود نجاح الحكام الحالي ببطولة كأس العالم إلى المعسكر التدريبي الخاص الذي أقيم لاعدادهم قبل انطلاق فعاليات البطولة· ووضع الفيفا تقييما صارما لاختيار الحكام لادارة أهم المباريات العالمية لذلك فهو يقول إن طاقم تحكيم كأس العالم المكون من 78 حكما بينهم 21 حكما ميدانيا وخمسة حكام احتياطيين هو 'أفضل طاقم تحكيمي يضعه لاحدى البطولات على الاطلاق'·
كما اتخذ الفيفا عددا من القرارات المهمة لمساعدة الحكام على الاداء الطيب في ظل الضغوط العصبية للمباريات المهمة· وبخلاف ما كان سائدا قبل أربعة أعوام في بطولة كأس العالم السابقة بكوريا الجنوبية واليابان فكل حكم سيدير إحدى مباريات كأس العالم بألمانيا سيساعده حاملا راية من اتحاد الكرة الوطني الذي يتبعه·
وجاءت هذه البادرة ضمن العديد من التغييرات الاخرى التي قدمها الفيفا في محاولة لتطوير مستوى التحكيم الذي بدا شديد التواضع في بعض مباريات كوريا واليابان·
ويرى الحكام الميدانيون وحكام الراية أن ما يدعى 'النظام الثلاثي' هو فكرة جيدة على اعتبار أنه يهدف إلى تطوير التفاهم المتبادل (بين الحكام الثلاثة بكل مباراة)·
ويقول الحكم الايطالي روبرتو روزيتي الذي يمثل بلاده في بطولة كأس العالم الحالية بعدما كشف عن تورط الاختيار الاصلي للفيفا من إيطاليا في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات المتعلقة بفريق يوفنتوس الايطالي·
ويقول روزيتي ' نعرف بعضنا البعض جيدا ونحن الان سنعرف بعضنا البعض بشكل أفضل· وهذا يعني أن كل ما سنحتاجه سيكون نظرة سريعة وإيماءة للاتفاق على القرار'·
ومثل بقية أطقم التحكيم في كأس العالم يستطيع روزيتي التواصل مع مساعديه أليساندرو ستانيولي وكريستيانو كوبيللي باستخدام ميكروفون لاسلكي وسماعات أذن· ويرى الصحفي البرازيلي كارلوس سيمون 41 عاما أن هذا الامر قد يكون مفيدا في منع أي صدام بين اللاعبين والذي عادة ما يفسد محاولات الفيفا لاعلاء قيمة اللعبة الجميلة·
ويقول سيمون ' قد يحذرني أحد المساعدين على سبيل المثال من أن اثنين من اللاعبين يحتكان ببعضهما البعض وأن الموقف بصدد التصعيد'·الا أن السماعات الشفافة هي أقصى ما يمكن للحكام أن ينتظروه من التكنولوجيا الحديثة من مساعدة·
فلطالما رفض الفيفا الاحتكام إلى الدليل التليفزيوني لدحض قرارات الحكام· أما بالنسبة لمسألة تكنولوجيا الرقائق المعدنية التي تحدد عبور الكرة لخط المرمى فقد تم الحكم عليها من خلال بطولة كأس العالم للشباب تحت 17 عاما ببيرو العام الماضي· واعتمد هذا النظام على تزويد الكرات برقاقة صغيرة ترسل إشارات للحكام عندما تعبر الكرة خط المرمى·
ولكن الحكم السويسري ماسيمو بوساكا الذي أدار مباراة أسبانيا مع أوكرانيا نفى وجود أي حاجة لتطبيق المزيد من مثل هذه الاجراءات بكرة القدم وقال 'أرى أن كرة القدم جيدة كما هي· ولكن الحكم يجب أن يتقبل فكرة أنه يمكنه أن يقع في الخطأ فهو بشر'·
أما بلاتر فهو يتقبل فكرة أن الحكام سيخطئون· لذلك فإن لجنة الحكام التابعة للفيفا ستقيم باستمرار أداء الحكام· وإن كان في بعض الحالات لن يظهر بلاتر أي من علامات التسامح مع الاخطاء التحكيمية حيث قال 'يمكنهم أن يخطئوا على الا يتعلق هذا الخطأ بحماية اللاعبين'·
عدد اليوم
