الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفصل هو الحل

15 يونيو 2006

تخيل عزيزي القارئ·· ان طفلاً بريئاً لم يتجاوز السابعة أو الثامنة يخاف الذهاب إلى المدرسة بسبب الكلام الذي يسمعه من زملائه، فهم يخبرونه بأن أحد الطلاب المتسلطين من الذين يكبرونهم سناً وحجماً يشغل الطلاب الصغار كلما سنحت له الفرصة، ليكون صاحب السلطة ولا يتم هذا الا بعد الإهانات والضرب في الحمام فيعود الطفل للمنزل مذعوراً ويسأل أمه: 'ماما، هالولد العود شو يسوي بالصغارية؟ ياكلهم؟' مما يجعل أمه في حيرة من أمرها ولا تعرف سبيلاً لانتزاع ذلك الخوف من المدرسة من قلب ابنها·
لقد كثر الحديث عن الفصل بين مدارس الكبار والصغار أو على الأقل الفصل بينهم تماماً في المدرسة الواحدة حتى في أوقات الفسحة، لأن هذا الاختلاط الخاطئ له تأثيره السلبي على الطرفين والتأثير الأقوى طبعاً سيقع على رؤوس الأطفال، بصراحة هذا الوقت الذي نعيشه صعب جداً، صار كل شيء فيه جائز ومباح، الأغلبية لا يضعون في اعتبارهم معايير الحلال والحرام، فمن الطبيعي جداً جداً ان نؤثر السلامة ونبعد النار عن الزيت فالنار هي أولئك الطلاب الكبار الذين هم على أعتاب الشباب أو دخلوا مرحلة الشباب فعلاً، وما أدراك ما مرحلة الشباب، هي مرحلة تتأجج وتتقد فيها نار الأحاسيس والرغبات خصوصاً في ظل انشغال الأهل عن أبنائهم مما ينتج عنه اندلاع هذه النار لاهثة وراء جنون رغباتها خاصة عندما يكون هذا الشاب ضعيف الإيمان عديم الأخلاق ثم نقوم بتقديم الزيت له على طبق من ذهب!! والزيت هنا هو أطفال صغار أبرياء لا يعرفون من أمور الدنيا سوى المدرسة واللعب، أي خطأ فادح ذلك الذي نقوم به ونحن نعرف وندرك تماماً ان هذا الزمن هو زمن الانفلات وانعدام الدين والأخلاق والقيم وموت الضمائر فمن السهل جداً ان يقوم طالب ذو نزعة غريبة بخداع طفل صغير واستدراجه حتى يسرقه ثم يضربه وبعد ذلك يهدد الطفل المسكين اذا أخبر والديه أو المدرس أو أي شخص آخر دون أدنى خوف!! الى متى سنظل نائمين في العسل؟ الى متى ونحن نغمض أعيننا عن عيوبنا وأخطائنا؟ الى متى سنظل نعرف مكان الخلل ونغطيه بأيدينا خوفاً من ان يراه أحد، إن التفكير في اصلاح الخلل أياً كان أفضل كثيراً من إخفائه، فالطفل الذي أخبرتكم عنه في بداية سطوري هو ابن احدى قريباتي، اليوم هو صغير ولا يفهم لكن عندما يكبر ويتذكر سيحاسبنا هو وأقرانه على سكوتنا وسلبياتنا·
مريم مبارك الظاهري
أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©