يقولون·· إن الثقافة فقط في السياسة والعلوم·· وغيرهم تقتصر الثقافة لديهم على كل حديث ومفهوم الا ان واقع الثقافة ومعناها الحقيقي يضم في جوفه الكثير من المعاني ليشمل كل معنوي وملموس، فهي حذقاً وخفة في الفهم والإدراك كما وضحته لنا جميع قواميس العرب من تفسير وتوضيح لهذه الكلمة الصغيرة، والتي اصبحت صفة متداولة بين الجميع يطلقونها متى شاؤوا على كل متابع للسياسة وآخر الأخبار - كما يحدث غالباً - وقد قيل في ماضي العرب القديم: 'ثاقفه·· فثقفه'، أي بارزه بالسلاح فغلبه وبالرمح طعنه وقيل أيضاً تثقف الولد أي: 'تهذب وتعلم' ولم أر الى يومنا هذا تحديداً صريحاً في أي قاموس لارتباط الثقافة بالسياسة والأخبار، أي وبمعنى آخر - وعذراً لإخواننا المثقفين - إن الثقافة كما عهدها العرب: هي فطنة وذكاء في أي علم من العلوم، وفي أي صنعة من الصنع، يدركها الفرد ويتمكن منها·· فيتقنها ويصبح بذلك 'مثقفاً حقيقياً' أما الجانب الآخر المستورد والذي أود الكشف عنه من كلمة الثقافة كما غرست وتأصلت معانيها - حالياً - عند الجميع فهي تمحور مفهومها على أحدث العلوم 'من حاسوب·· ولغة·· وأحداث·· ولا شك في وصولها الى آخر أخبار الأزياء والماكياج' لتكتمل الواجهة المثالية لمعنى الثقافة الحقيقية التي يبحثون عنها في هذه الأيام··!
عذراً عزيزي المثقف·· فالمعنى الحقيقي للثقافة هو المهارة والسرعة في الاكتساب والمعرفة، سواء كان ذلك في العلوم أو الأدب أو الفنون، لا في التباهي 'بالعناوين الرئيسية للأخبار' واطلاق لقب مثقف على من تراه مناسباً شكلاً·· لا أهلاً لذلك·
* كلمة: لأصحاب الثقافة العالية
'وان عناءً أن تفهم جاهلاً·· ويحسب جهلاً أنه منك أفهم'
إيناس الحبشي
أبوظبي
عدد اليوم
