الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة: استراتيجية المقاومة هدفها حماية لبنان

15 يونيو 2006
حوار- عماد ملاح:
أكد رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب 'محمد رعد' أن 'حزب الله' لن يسأم من جلسات الحوار الوطني، لأن كل همه نقل الصخب الذي يسود الشارع ويعيشه المواطن، الى طاولة الحوار التي تناقش الملفات بعقل هادئ ومسؤول، وبالتالي تسهم في لجم التوتر والانفعال وتخفيف الاحتقان، خصوصاً ان النقاط الخلافية المطروحة في هذه المرحلة، هي نقاط على تماس مباشر مع الخيارات الوطنية في لبنان·
وأعلن النائب رعد ان المقاومة طرحت استراتيجيتها المتعلقة بحماية لبنان، وهي بانتظار ان يطرح الآخرون رؤيتهم وأسئلتهم وملاحظاتهم· ولكن السؤال الاساسي الذي يجب ان يردوا عليه هو: ما هو طرحهم الاستراتيجي الشامل لتوفير الحماية، اذا كان لديهم بديل عن الاستراتيجية التي طرحتها المقاومة·
وأشار 'رئيس كتلة الوفاء للمقاومة' انه لا يؤمن بأي استراتيجية تعيدنا الى اتفاقية الهدنة التي خرقها العدو الاسرائيلي منذ العام 1948 وحتى الآن·
وشدد على ان اتفاقية الهدنة لا تشكل اي ضمانة انها لا تحمي وطناً ولا تحقق أمناً ولا تحفظ شعباً· وفيما يلي نص الحوار:
يقال ان الحوار الوطني اللبناني 'لفظ انفاسه' الاخيرة نتيجة لعدم التوافق على الكثير من القضايا والملفات المطروحة· هل انت مع هذا القول؟! ولماذا لم يعط الحوار الصدمة الايجابية المطلوبة؟
الحوار الوطني يؤدي اليوم مهام عديدة أهمها مهمتان أساسيتان هما:
أ - محاولة التوافق على نقاط رئيسية، وطنية عامة مستجدة·
ب - نقل الصخب الذي يسود الشارع ويعيشه المواطن الى طاولة الحوار التي تناقش الموضوعات والملفات بعقل هادئ ومسؤول، وبالتالي تسهم في لجم التوتر والانفعال، وتخفيف الاحتقان، خصوصاً ان النقاط الخلافية المطروحة في هذه المرحلة، هي نقاط على تماس مباشر مع الخيارات الوطنية في البلد· لذلك أرى أن الحوار يجب ان يستمر لاستكمال مهامه، ولانجاز الانتقال الى مرحلة الاستقرار السياسي في لبنان·
خيار المقاومة
القرارات الدولية مثل 1959 و،1680 حلت مكان طاولة الحوار، على اساس ان بعض المتحاورين يتمسكون بحرفية البنود الواردة فيهما، وهذا يعني الحكم المسبق بالفشل نتيجة للتناقضات السياسية الحاصلة·· ما رأيك؟
بغض النظر عما يهدف اليه القرار 1680 وقبله 1959 الى جانب بقية القرارات المجحفة بحق لبنان، والتي صدرت لمصلحة العدو الاسرائيلي، نحن نرى ان صراعاً سياسياً مفصلياً يدور اليوم في البلد بين خيار المقاومة وأنصارها وحلفائها وأصدقائها من جهة، وبين خيار اميركي - اسرائيلي يريد انهاء حالة المقاومة في لبنان والمنطقة عموماً، تحقيقاً لأمن العدو، وتمهيداً لمشروع الشرق الاوسط الكبير··نحن ملتزمون بخيار المقاومة والتصدي للأطماع الاسرائيلية، وعلى الآخرين ان يعرفوا أبعاد وتداعيات الخيار الذي سيسلتزمونه·
ما حصل مؤخراً من تظاهرات شعبية عمت أكثر من منطقة لبنانية، نتيجة لتعرض احد البرامج التلفزيونية لمقام احدى المرجعيات الدينية، كيف تفسّر هذا الامر الذي كاد يعيد لبنان إلى أجواء الاقتتال والتشرذم؟
كما قلت من أهداف طاولة الحوار الوطني رفع الاحتقان والتشنج الذي يسود الشارع لمعالجة القضايا المرتبطة بنبض هذا الشارع·· طبعاً ان ردّ الفعل الشعبي الفوري الذي حصل يعكس مستوى الانفعال الذي ينذر بالخروج عن ضبط القيادات، والسبب في ذلك هو التحريض والكذب المستمران الى جانب الاتهامات والكيدية والشتائم القائمة في 'فريق '14 شباط (فبراير)···تعاطينا مع هذا الامر بروح المسؤولية العالية وبشهادة الجميع، بالرغم من اننا اتهمنا بتحريض هذا الشارع، وراح البعض يضخم ما حدث من ردّة فعل عفوية، ولعب دوراً في تجييش الواقع، بدءاً من وزير الداخلية إلى وزير الاعلام والكثير من فريق 14 شباط (فبراير) وبالنسبة لنا، اصبحت هذه الامور مكشوفة، وما زلنا نراهن على ان يرتدع البعض، اما نتيجة لتبدل في الاقتناعات بفعل المنطق الذي يقدم لهم، واما بفعل التبدل في موازين القوى التي يراهنون عليها، اي على المجتمع الدولي الذي يظنون انه يقف الى جانبهم·
على كل لقد اكدت هذه الاحداث الصدقية في الالتزام، وعندما تكون هناك صراحة وتفهم قائم على وقائع ومعطيات بعيداً عن التشنج، فمن الطبيعي ان نجد تجاوباً واعياً يسهم في تهدئة ومعالجة الطوارئ·
رؤية استراتيجية
حكي الكثير عن الاستراتيجية الدفاعية للمقاومة، وتكلم البعض عن شروط مسبقة مثل ان المقاومة انتهى دورها، وعليها تسلم سلاحها الى الدولة، وبالتالي ضرورة انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود مع اسرائيل· كيف ستعالجون هذه المشكلة في ظل الضغط الدولي الحاصل؟
لقد طرحنا رؤيتنا الاستراتيجية وهي استراتيجية تتعلق بحماية لبنان، وننتظر ان يطرح الآخرون رؤيتهم واسئلتهم وملاحظاتهم، ولكن سؤالنا الاساسي الذي يجب ان يردوا عليه هو: ما هو طرحهم الاستراتيجي الشامل لتوفير الحماية، اذا كان لديهم بديل عن الاستراتيجية التي طرحناها؟ ··نحن لا نملي شروطاً على أحد، لكن لا نقبل ان تنفذ التزامات البعض على كل لبنان، من دون معرفة طبيعة هذه الالتزامات· كما قلت نحن منفتحون على أي وجهة نظر مقنعة وبديلة تحقق الحماية للشعب اللبناني، فاذا كانوا عاجزين عن اقناعنا، فلماذا يتهموننا باننا لا نرد على الاستراتيجيات البديلة؟
يحكى عن استراتيجيات دفاعية بديلة ومنها العودة الى اتفاقية الهدنة مع اسرائيل؟
اننا لا نؤمن بأي استراتيجية تعيدنا الى اتفاقية الهدنة التي خرقها العدو الاسرائيلي منذ العام 1948 وحتى الآن· فاتفاقية الهدنة المذكورة لا تشكل اي ضمانة، انها لا تحمي وطناً ولا تحقق امناً ولا تحفظ شعباً، فإذا كان البعض يملك صداقات دولية، فهذه الصداقات لم تنفع ولا مرة في إدانة اسرائيل في اعتداءاتها ومجازرها·
العلاقات اللبنانية - السورية تمر بحالة من الفتور والجفاء، وهذا يضر بالعلاقات بين البلدين، برأيك ما هي الآلية السليمة لارساء علاقات مميزة مع دمشق؟
من في رأيك يخرّب المناخات التي تسمح بتسوية العلاقات اللبنانية - السورية ؟ أليس الذي يذهب الى مجلس الامن ليطلب منه اصدار قرار من أجل إقامةعلاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية، في الوقت الذي فتحت فيه أبواب دمشق أمام المسؤولين اللبنانيين··بصراحة انا استغرب نيّات البعض في قوى 14 شباط (فبراير)، فهم يريدون تسوية أمور هذا البلد، وفي نفس الوقت يلتزمون مشروع 'الفوضى البناءة'·
طالبت قيادات سياسية في مناقشتها الاستراتيجية الدفاعية للمقاومة، بالعودة الى اتفاقية الهدنة، وهذا يعني انكفاء دور 'حزب الله' في صراعه مع اسرائيل، والاكتفاء بالرهان على الضغط الدولي ··هل أنتم مع التسليم بهذا المنطق؟
'حزب الله' طرح استراتيجية دفاعية كان يعنيها، والافكار البديلة التي سمعناها لا ترقى إلى مستوى الحماية ولا يمكن الرهان عليها، فلا خيار للدفاع عن لبنان وشعبه سوى خيار المقاومة··اننا نناقش على طاولة الحوار موضوع الاستراتيجية الدفاعية بانفتاح مع الاطراف كافة لجهة حماية البلد والوطن من الاطماع والتهديدات الاسرائيلية، لكن للأسف البعض ينطلق من نقاشه ليس لحماية لبنان والدفاع عنه وعن اهله وعن مواطنيه، في وجه الاطماع والتهديدات الاسرائيلية، وانما من خلفية مبيتة تريد نزع سلاح المقاومة·· لقد أصبحنا في مرحلة نشعر بالضغط السياسي الذي استهدف سلاح المقاومة، وهناك محاولات دبلوماسية غير منطقية ولا تقنع اللبنانيين باستراتيجية دفاع لهم· لقد جربنا كل الخيارات ومنها اتفاق الهدنة الذي أصبح خرقة بالية بسبب الانتهاكات الاسرائيلية للبنان، ولقرارات الامم المتحدة·
لغة الحوار
يرى البعض ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أدت قسطها للعلا، ويجب الاتيان بحكومة وفاق وطني تجمع كل القيادات السياسية والتيارات المختلفة· هل هذا الحل قابل للحياة في هذه المرحلة؟
ان السياسة الخاطئة للحكومة تعوق تنفيذ ملفات كثيرة تشهد في هذا الظرف السياسي تحولاً كاد ان يطيح بالبلد، وينقله من خيار استراتيجي وطني الى خيار آخر، ومن موقع المقاومة للعدو الاسرائيلي على الخريطة السياسية، إلى موقع آخر يصل لبنان بمشروع الشرق الاوسط المتصالح مع العدو الاسرائيلي، وقد اعتقد البعض في لبنان ان كل هذا سيتم، انما صبر شعبنا وممانعته جعل المشروع ينكفئ ويتراجع، وفتحت الابواب امام الذين تناغموا وتوصموا مع هذا المشروع ليعيدوا النظر·
قانون الانتخابات النيابية في لبنان الذي أقرته الهيئة الوطنية مؤخراً لم يكن على مستوى طموح وآمال الشعب اللبناني، وبعض الافرقاء السياسيين، بالنسبة لكم كيف كان صدى هذا القانون، وما هو رأي 'كتلة الوفاء للمقاومة'؟!
الرأي النهائي التفصيلي سيصدر بعد انهاء 'حزب الله' للدراسة القانونية والميدانية لتفاصيله وبنوده، لكن بالنسبة الى الصيغة التي انتهت اليها الهيئة الوطنية، فإننا نراها صيغة تسوية تستجيب بشكل متفرق ومبعثر، لمطالب الاطراف اللبنانية، دون ان تستجيب لمتطلبات بناء وطن، ثم انه مشروع لارضاء بعض الطوائف وليس مشروعاً يمهد ويساعد على انتقال حقيقي لبناء بلد مستقل···
الى اي مدى يتقبل رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' ما يطرحه الفريق الآخر على طاولة الحوار في الجلسات المقبلة؟
يجب ان نستخلص العبر من كل ما يجري من حولنا لنبتعد عن كل أساليب التوتر والشحن والانقسام الداخلي، المتمثل في نزع عناصر القوة من أيدينا، لنصبح لقمة سائغة لدى العدو·· نحن نحتاج الى ان نعود الى لغة العقل والمنطق والى لغة الحجة والدليل، وليس باثارة الاحقاد والحساسيات واجواء التشنج والاحتقان التي لن تخدم احداً في الداخل، لكنها تخدم مصالح المشروع الاسرائيلي وأهدافه فحسب
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©