نحن أم مَن؟

طلبت معلمة الصف الثالث الثانوي من الطالبات أن يكتبن موضوعاً حول الاحتباس الحراري وأسبابه، وعندما قمت بمناقشة الطالبة في الأسباب المعروفة، فهمت من إجاباتها أن المعلومات التي حصلت عليها تشير إلى أن الاحتباس الحراري لم يحدث بسبب الإنسان ونشاطاته البشرية، ولكنه كان قد حدث قبل مئات السنين، ولكن لم أجد لديها إجابة على من صنع الأسباب التي جعلت الاحتباس يبدأ قبل مئات السنين، ولكن وجدت أن لدى الطالبة إجابة تقول إن الاحتباس حدث قبل مئات السنين بسبب انبعاث الغازات. مدير معهد ماكس بلانك، وهو ألماني، قال إن الشمس قد ارتفعت حرارتها على مدى ستين عاماً عما كانت عليه من قبل مئات السنين، وإن تلك الإشعاعات التي تتزايد قد بدأت قبل 100 أو 150 عاماً، وهو ما يزيد الاحتباس الحراري سوءاً، وقد نشر تصريحه ذلك في واشنطن تايمز، ومن ضمنه أن البقع الشمسية ارتفع عددها وأن ذلك يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض، وهو ما جعل تلك الحرائق تنشب في روسيا، وجزء من أسباب الاحتباس والتغيرات التي تحدث وحدثت هي بسبب ما قام الإنسان به من أخطاء، تجاه الطبيعة في سبيل تحقيق الرفاهية والمعيشة. في أميركا قال مناهضون للقوانين الخاصة بالتغيرات المناخية إنه ليس بإمكان الأسر والمؤسسات الخاصة بالأعمال أن تتحمل ثمن الطاقة الذي أصبح مرتفعاً، فهناك نفقات أخرى جديدة في الوقت الذي تكافح فيه أميركا للخروج من أزمة الركود، فيما رأى البعض ممن يروجون للإجراء الفيدرالي المتعلق بالمناخ والاحتباس أن تلك القوانين ستوجد سوقاً للتكنولوجيا النظيفة وإيجاد فرص عمل ومزايا بيئية. ليزا جاكسون مديرة وكالة حماية البيئة عندما أعلنت عن تلك القوانين الفيدرالية الجديدة ذكرت أنه ليس بالإمكان التخلي عن المسؤولية تجاه كوكب الأرض من أجل الأبناء والأحفاد، وحتى يتم الاتفاق عالمياً على تفعيل القوانين المتعلقة بالحد من الاحتباس وحتى يمكن فرض قوانين ملزمة على الجهات والمؤسسات والدول التي تزيد الأمر سوءا، سيظل هناك من يتساءل من السبب الأول في حدوث الاحتباس وفي إطلاق الغازات الدفيئة قبل مئات السنين، وهل هي السبب في ثقب الأوزون أم النشاطات البشرية؟ وفي نهاية الأمر علينا أن نتساءل: من المتسبب في الأصل في حدوث تلك الغازات قبل مئات السنين نحن أم لأسباب أخرى مازلنا نجهلها؟ المحررة