الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سجون كلينسمان للياقة البدنية هل تقود الألمان إلى برلين؟

16 يونيو 2006
رسالة شتوتجارت يكتبها ويصورها: أكرم يوسف:
جاء فوز المنتخب الألماني على بولندا بهدف مقابل لاشيء في الوقت بدل الضائع ليؤكد للعالم كله أن الكرة الألمانية لم تتنازل عن تقاليدها والمدرب الشاب يورجن كلينسمان ليس سوى تلميذ بارع في مدرسة القوة التي تشتهر بها الكرة الألمانية منذ عشرات السنين·
فعندما يفقد الجميع الأمل واللياقة والحماس يظل الألمان يقاتلون حتى الدقيقة الأخيرة وربما بعد نهاية المباراة كما قال ذات مرة أرى هان نجم المنتخب الهولندي السابق في 1974 و1978 الهولندي:' الألمان لا يتوقفون عن الجرى حتى يصعدون إلى الباص '·
وعلى الرغم حالة القلق التي كانت تبدوا على وجوه الجماهير وهى تتابع مباراة ألمانيا وبولندا خاصة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي كانت تجلس في المدرجات وتنفعل بحدة مع كل فرصة ضائعة ،إلا أن الأمل لم يضع حتى وإن كان الوقت الأصلي للمباراة أنتهى ، فالماكينات الألمانية في أفضل حالاتها البدنية ، ولديها استعداد لتلعب مباراة أخرى مدتها 90 دقيقة·
وجاء هدف البديل نوفل في الدقيقة 91 لتنتصر ألمانيا وتصبح أول فريق يصعد للدور الثاني ،ويكسب يورجن كلينسمان الرهان في أول اختبار حقيقي لقدرات الفريق البدنية والفنية تحت كل هذه الضغوط ·
كلينسمان راهن على اللياقة البدنية منذ اليوم الأول الذي تولى فيه تدريب المنتخب في صيف 2004 لأنه يدرك جيدا أن معركة كأس العالم تحتاج إلى النفس الطويل والكفاح حتى النهاية ولذلك شكل جهازا للياقة البدنية يتكون من سبعة مدربين من بينهم مارك فيرستجين وهو مدرب لياقة أميركي للعبات البيسبول وكرة السلة والجولف والكرة الأميركية، واوليفر شميدتلين من نادي ميونخ 1860 والدكتور تيم ماير للقوة واللياقة ،والدكتور هانز ديتير هيرمان للياقة الذهنية، وهو الذي رافق أبطال الملاكمة والجمباز في دورة الألعاب الأولمبية عام 2004 ،وكلاوس ايدر الذي عمل من قبل مع نجم التنس الألماني السابق بوريس بيكرويطلقون عليه صاحب اليد السحرية ، والدكتورهانز ويليهم موللر من نادي بايرن ميونخ ،والخبير أدولف كاتزيمنر الذي يعمل في الاتحاد الألماني منذ عام 1974 ·
هؤلاء الخبراء على مدى عاميين نجحوا في إعداد الفريق بطريقة جيدة رائعة لتحمل ضغوط المنافسة من خلال تدريبات شديدة القسوة لدرجة أن مجلة الكاريكاتير الألمانية الشهيرة 'ابيستي ' صورت تدريبات كلينسمان على أنها مثل سجون التعذيب في ابوغريب ،وظهر أوليفر كان ومايكال بالاك وهم يصرخون لعدم قدرتهما على التحمل أكثر من ذلك·
وكلينسمان يدرك تماما أن اللياقة البدنية أحد الأسلحة المؤثرة التي ستساعده على تنفيذ رؤيته الفنية داخل الملعب خاصة وأن نصف لاعبي الفريق مازالوا صغار السن وتنقصهم خبرة اللعب في المونديال، وأراد أن يعوض نقص الخبرة باللياقة البدنية العالية التي سبق وأن قادت الكرة الألمانية لمنصات التتويج حيث تحقق الفوز بالعديد من البطولات مع اللحظات الأخيرة منها معجزة برن في نهائي كأس العالم 1954 جاء إحرز ران الهدف الثالث في مرمى المجر في الدقيقة 84 ،وفي مونديال 1970 في الدور قبل النهائي أمام إيطاليا ' التي وصفت بالمباراة الأجمل في تاريخ المونديال تقدمت إيطاليا بهدف وتعادلت ألمانيا في الدقيقة 90 وبعد وقت إضافي فازت إيطاليا في النهاية 4-3 ،وفي نهائي 1974 تقدمت هولندا بهدف في الدقيقة الأولى واعتقد الجميع أن جيل الكرة الشاملة بقيادة كرويف في طريقه للقب بسهولة إلا أن الألمان لم يستسلموا وفازوا في النهاية بهدفين مقابل هدف · وفي نهائي كأس الأمم الأوروبية 1980 أحرز هروبيش هدف الفوز على بلجيكا في الدقيقة 89 ، وفي المباراة التاريخية بين ألمانيا وفرنسا في نصف نهائي 1982 تقدمت فرنسا 3-1 وتعادلت ألمانيا 3-3 وفازت بركلات الترجيح ·
أذن الرهان في مونديال 2006 على اللياقة البدنية ، وما حدث أمام بولندا قد يتكرر في مباريات أخرى قادمة ، وهذا الفوز جعل الجماهير تحلم بالكأس وتردد في كل مكان :' في الطريق إلى برلين '·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©