«اقتصادية أبوظبي» تؤكد أهمية تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية في الإمارة

شارك أكثر من 65 موظفاً وموظفة من دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي في دورة المسؤولية الاجتماعية التي تنظمها أكاديمية الإمارات للمسؤولية الاجتماعية بالتعاون مع المركز البريطاني للمسؤولية الاجتماعية وذلك بهدف مساعدة المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص على مواجهة مسؤولياتها أمام المجتمع من خلال تعزيز الثقافات والاستفادة من ظروف التطور الاقتصادي. وأكد راشد علي الزعابي المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والدراسات بالإنابة أن تحقيق التنمية المستدامة وربط التنمية الاقتصادية بالاجتماعية يأتيان من خلال تعزيز الشراكة المجتمعية وتفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي أفرزته تداعيات العولمة الاقتصادية وسياسات إعادة الهيكلة. وقال إن المسؤولية الاجتماعية تمثل إشعاراً ودعوة غير ملزمة للشركات والمؤسسات والبيوت الاقتصادية لأن توظف جزءاً من أرباحها لخدمة قضايا المجتمع ما دامت تحقق أرباحاً طائلة وتمارس نشاطها التجاري والاستثماري داخل المجتمع، لذا يستوجب التركيز على أن تكون المسؤولية الاجتماعية برنامجاً يعمل على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر مبادرات من شركات القطاع الخاص. وأوضح الزعابي أن القطاع الخاص في إمارة أبو ظبي يعتبر شريكاً استراتيجياً ومساهماً فاعلاً في حركة التنمية الاقتصادية، منوهاً بالدعم الكبير الذي تقدمه حكومة إمارة أبوظبي مما وسّع من فرص التجارة والاستثمار أمام الشركات والمؤسسات الخاصة. وأضاف أن شركات القطاع الخاص باتت تدرك الآن أهمية قياس وإدارة الخط الثلاثي الأبعاد للأداء الاقتصادي والاجتماعي والبيئي كسبيل لضمان نجاح الأعمال والنتائج الذي يرتبط بدوره ارتباطاً وثيقاً بالمسؤولية الاجتماعية للشركات وأدائها. وأشار راشد الزعابي إلى أن دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، بتوجيهات من محمد عمر عبدالله وكيل الدائرة، تسجل حضوراً متميزاً لاحتضان مفهوم المسؤولية الاجتماعية في أجندة سياستها العامة وذلك ضمن استراتيجيتها المعلنة عام 2008، موضحاً سعي الدائرة نحو توسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، انطلاقاً من موقعها الريادي والقيادي وذلك بتبني وتفعيل دورها الاجتماعي كدائرة معنية بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكان أكثر من 65 موظفاً وموظفة من الدائرة قد أنهوا برنامجاً في أساسيات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والذي يشمل برامج توضيحية عن جوهرية المسؤولية الاجتماعية وكيفية خلق مجتمع فعال وشراكات استثمارية وتقييم الأدوات التي تؤثر على المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والمسؤولية الاجتماعية للشركات وإدارة التغيير واستراتيجية المسؤولية الاجتماعية للشركات والقيم المضافة. وأفادت الدكتورة ثناء محمد والي أخصائي أول دراسات اجتماعية بالدائرة بأن برنامج الدورة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام تشمل ثلاث جلسات، الأولى حول أطر ومفاهيم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، والثانية عن كيفية خلق شراكات استثمارية فعالة بالمجتمع، وأخيراً الأدوات والاستراتيجيات. وذكرت أن هذا البرنامج يعمل على تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها إدراك مفاهيم وأطر المسؤولية الاجتماعية المؤسسية لدى الموظفين وتعلم أفضل الممارسات والاتجاهات في هذا الإطار وفهم الفروق بين المسؤولية الاجتماعية للشركات والهيئات الخيرية والتبرعات وكيفية رفع قيمة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات. وأضافت أن هذه الدورات تأتي في إطار معايير الآيزو 26000 لدليل المسؤولية الاجتماعية 2010 والذي يهدف إلى مساعدة المؤسسات في مواجهة مسؤولياتها الاجتماعية واحترام الثقافات والبيئة والاختلافات التشريعية وظروف التطور الاقتصادي ويقدم إرشادات تتعلق بممارسة المسؤولية الاجتماعية وطرق الانخراط مع أصحاب المصالح ويؤكد في الوقت ذاته على نتائج الأداء المؤسسي ويطوره. وذكرت الدكتورة ثناء أن دائرة التنمية الاقتصادية تعمل على القيام بدور فاعل من خلال تنفيذ عدد من المبادرات كتأسيس وحدة للتطوع تضم موظفين وموظفات ووضع برنامج عمل يتضمن أنشطة وفعاليات داعمة للعمل الاجتماعي بالشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص. ومن المقرر أن تقوم دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي بتوقيع مذكرة تفاهم مع أكاديمية الإمارات للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وذلك بهدف التعاون المشترك بين الجانبين في مجال الترويج لمفهوم المسؤولية الاجتماعية ضمن الإطار المؤسسي الحكومي من خلال انتساب أكبر عدد من موظفي الدائرة في الدورات التدريبية والتأهيلية بما يسهم في تخريج موظفين قادرين مهنياً على تقديم محاضرات ودورات تدريبية على مستوى المؤسسات الحكومية في الإمارة. وقامت لجنة التواصل مع المجتمع والمسؤولية الاجتماعية بتنظيم العديد من الفعاليات وفتحت باب التطوع لموظفي الدائرة وذلك من خلال “استمارة التطوع” التي تتضمن بيانات توضيحية عن مجالات تطوع كل عضو واهتماماته. وقالت السيدة هدى العلي منسقة برامج فعاليات لجنة التواصل إن الدائرة شاركت في فعاليات الاحتفال بيوم الطفل العالمي للكتاب بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتم تنظيم حملة التبرع بالدم وفحص السكر والضغط وتنظيم مسيرة “الحياة أحلى بلا دخان” داخل مبنى أبوظبي مول بمشاركة أطفال من ذوي الاحتياجات. وضمن أنشطة الدائرة في إطار اهتمامها بالمسؤولية الاجتماعية ذكرت العلي أنه تمت المشاركة في احتفالات اليوم العالمي لصحة المرأة بالتعاون مع هيئة الصحة وأحد المستشفيات الخاصة ودعوة السيدات من ذوي الاحتياجات الخاصة لإجراء الفحوص اللازمة. وأضافت أنه خلال شهر رمضان تم تنظيم ليالي الاقتصاد الرمضانية في مقر الدائرة ودعوة أبناء الدار وأسر ذوي الاحتياجات وإجراء مسابقات، كما تمت دعوة أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله لإلقاء محاضرات عن حقوق ذوي الاحتياجات وواجبات المسلم في رمضان. وقام فريق لجنة التواصل مع المجتمع والمسؤولية الاجتماعية بالعديد من الزيارات الميدانية الإنسانية أهمها لأطفال دار زايد للرعاية الإنسانية ولمرضى الكلى واللوكيميا بمستشفى خليفة ومشاركة الأطفال بفعاليات اليوم العالمي لكتاب الطفل 2010 بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. كما قام وفد من الدائرة بزيارة مركز رعاية شؤون القصر وذوي الاحتياجات الخاصة بمناسبة العودة للمدارس، حيث تم توزيع أكثر من 100 حقيبة مدرسية للأطفال مقدمة من كارفور وسيشارك أيضاً وفد من لجنة التواصل مع المجتمع والمسؤولية الاجتماعية باليوم العالمي للمسنين وذلك من خلال تنظيم رحلة لدار العجزة واصطحابهم في رحلة مفتوحة إلى أماكن سياحية بأبوظبي بالإضافة إلى مشاركة كبار السن في منطقة مسافي في يوم تراثي شعبي للمسنين والترفيه عنهم.