احتفل حارس المرمى الالماني المخضرم أوليفر كان مؤخرا بعيد ميلاده حيث تغنى زملاؤه بصفوف منتخب ألمانيا المشارك حاليا ببطولة كأس العالم 2006 التي تستضيفها البلاد بأغاني أعياد الميلاد بصوت صاخب فوق السحاب مع دقات الساعة الثانية عشرة بمنتصف الليل·
وردد مدير المنتخب الالماني أوليفر بيرهوف الهتافات احتفالا بهذه المناسبة عبر ميكروفون الطائرة بينما كان المنتخب عائدا من دورتموند إلى برلين في أعقاب فوزه على نظيره البولندي 1/صفر في الدور الاول من بطولة كأس العالم·
واحتفل كان أمس الأول بعيد ميلاده السابع والثلاثين وهو يشغل دورا جديدا بمنتخب بلاده لا يتعلق بحراسة مرمى ألمانيا في بطولة كأس العالم حيث أنه أصبح الان له دور مهم في إسعاد بدلاء المنتخب الالماني خارج الملعب·
وبفضل هذا التحول غير المتوقع في دور قائد المنتخب الالماني السابق فقد أصبح كان يتلقى كل أنواع الثناء من مختلف الجوانب·حيث أكد مايكل بالاك نجم وقائد المنتخب الالماني حاليا 'إن كان يلعب دورا مهما جدا بالفريق· فبقية اللاعبين يتطلعون له'·
وعلق مدرب ألمانيا يورجن كلينسمان على كان 'الحديدي' قائلا 'إنه مثال يحتذى· خاصة بالنسبة للجيل الجديد من اللاعبين بفضل مرحه وتفانيه'·وبسبب تفاني كان الذي قد يصل لدرجة الخوف والتزامه كذلك تجاه ناديه بايرن ميونيخ الالماني ومنتخب بلاده فإن تاريخ السابع من أبريل الماضي الذي شهد إعلان كلينسمان عن أن ينس ليمان
سيكون حارس المرمى الاساسي لمنتخب ألمانيا في كأس العالم تاركا كان في المركز الثاني خلف ليمان كحارس بديل للفريق يعتبر من بين أسوأ ثلاث لحظات مر بها كان في مشواره مع كرة القدم·
أما أول هذه اللحظات الثلاث فقد جاءت عام 1999 عندما خسر بايرن ميونيخ نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد الانجليزي بهدفين في الوقت المحتسب بدلا من الضائع·ونجح كان في تعويض هذا الاخفاق بعد عامين فقط من هذا التاريخ عندما أحرز بايرن اللقب الاوروبي الغالي في تأكيد للشعار الذي يضعه كان بموقعه الرسمي على الانترنت بأن 'النجاحات الكبرى عادة ما يسبقها فشل'·
ويظهر الموقع نفسه صورة لكان وهو مستلق على الارض في يوكوهاما بينما يحتفل نجم الهجوم البرازيلي رونالدو بهدف البرازيل الاول في مرمى ألمانيا في نهائي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان·
وكان كان قد قاد بمفرده تقريبا المنتخب الالماني إلى نهائي كأس العالم في ذلك العام حيث لم يدخل مرماه سوى هدف واحد فقط خلال المباريات الست الاولى التي خاضتها ألمانيا بالبطولة ولكنه ارتبك في تلك اللحظة ليسمح لرونالدو بتسجيل الهدف البرازيلي الاول في المباراة التي فازت فيها البرازيل 2/صفر على ألمانيا لتحرز لقب كأس العالم·
ولكن هذه المرة لم يتحقق شعار كان بالنظر إلى قرار كلينسمان·فلن يعيد كان إلى الملعب الان سوى معجزة أو إصابة قد تلحق بليمان·وكان الكثيرون قد شككوا في موافقة كان على الانضمام لمنتخب ألمانيا بعد أن أصبح حارسا احتياطيا ولكن بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان كلينسمان لقراره حقق كان تحولا ملحوظا إلى لاعب بديل
حتى أن كان سخر من نفسه في إعلان عن بيرة بافارية قائلا 'إن المكان الافضل هو مقاعد البدلاء على أي حال' ثم يبتسم بسعادة للكاميرا· ويقول كان 'إن الامر لا يتعلق بأوليفر كان بل بشيء أكبر بكثير·إنه كأس العالم 2006 على أرضنا بألمانيا'·ويواصل كان تدريبه مع منتخب بلاده بتفان كبير كما اعتاد ليكون جاهزا إذا دعت الحاجة لنزوله الملعب·
حتى أنه هب للدفاع عن ليمان الذي كان يعاني من إصابة طفيفة في مباراة ألمانيا وكوستاريكا حيث أكد كان أن جميع حراس المرمى يدركون جيدا ما إذا كان عليهم أن يلعبوا أم يستريحوا·ولكن كان اعترف أنه شعر برغم ذلك بصعوبة الامر عندما دخل الاستاد في مباراة بلاده الافتتاحية بكأس العالم متوجها نحو مقاعد البدلاء باستاد ميونيخ وليس المرمى حيث اعتاد·وقال كان 'بالتأكيد تسأل نفسك: لم أنا هنا؟ لماذا لا ألعب؟ ·· وهذه اللحظات تبعث على الاحباط'·وبرغم ذلك فقد أوضح كان أنه بطريقة أو بأخرى سيشعر نفسه بأنه بطل في حالة فوز ألمانيا باللقب في التاسع من يوليو المقبل·ومادام أنه يلعب فقد اكتشف كان أن تحفيز اللاعبين الاخرين قد يؤتي بثماره أيضا·
ويقول كان 'لقد اكتشفت أنني أحصل على شيء في المقابل عندما أنقل خبرتي للاخرين'·وهذا الامر يتضمن الجماهير والناس التي كانت تقذفه بالموز والالعاب النارية في الماضي ولكنها باتت تعامله الان كبطل·وقال كان بعد احتفال الجماهير به في تدريب حديث لمنتخب بلاده بمدينة فريبورج 'كان استقبالي هنا رائعا ومفاجئا'·
والغريب أن كان نفسه فوجئ بالتحول الكبير الذي حدث له حيث قال 'وفقا لتطور مشواري المهني كان من المنطقي أن أفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا ·· لو كنت ألعب بشكل أساسي لكان من الصعب الوصول إلي وكان تركيزي كله سينصب على البطولة·ولكنني الان مندهش لما وصلت إليه وكيف أصبحت متفانيا تجاه مهمتي الجديدة'·
عدد اليوم
