الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«نمول الشجاع» تجذب عين الطفل لبانوراما اللون السهل والمريح

«نمول الشجاع» تجذب عين الطفل لبانوراما اللون السهل والمريح
1 فبراير 2010 21:41
عرضت مساء أمس الأول على خشبة مسرح قصر الثقافة بالشارقة مسرحية نمول الشجاع لفرقة مسرح الشارقة الوطني من تأليف عبد الله مسعود وإخراج حمد عبد الرزاق وبمشاركة أربعة عشر ممثلا، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الإمارات الذي يستمر حتى مساء الجمعة المقبل. بمجرد أن انفتحت الستارة على المشهد المسرحي المملوء بالألوان ضجت القاعة بتصفيق طفولي ملأ المكان وترك فيه أثرا واضحاً على النوعية المختلفة للجمهور الذي بدا واضحا أنه جاء ليمرح ويضحك. إنهم الأطفال الذين جاؤوا من عطلة الربيع المدرسية كي يكسروا رتابة هدوء يسم العروض المسرحية للكبار أو المحترفين على جاري العادة. وإن إرضاء هذه الفئة المتطلبة وتحقيق غرضها الأساسي ذاك من الحضور إلى المكان كي تعود إليه مرة هو الأكثر مشقة وعسرا أمام صانعي الدراما الخاصة بالطفل، لأن جمهور هذا النوع من المسرح له رأي مباشر في العرض يمزج النزق بالوضوح والمباشرة والاختصار بنعم أو لا. من اللحظة الأولى للمسرحية وحال انكشاف تفاصيل الخشبة أمام عين الجمهور يدرك المرء أن عين الطفل انجذبت لبانوراما اللون السهل والمريح للعين والذي يبعث بتعدده واختلافه على البهجة التي يريدها الجمهور الطفل. كما بدا واضحا، عبر جهود الممثلين وعبر العلاقات الدرامية مع النص الملفوظ أن العمل هو نتاج جهد جماعي واختبار وإعادة اختبار وطرح أسئلة على الذات تجاه هذا الجمهور الذي يتوجهون إليه لا بالمتعة البصرية وحدها بل برسالة عن الجماعة والوطن والإعلاء من شأن العمل الجماعي المشترك لصالح الجميع دون تلقين أو استعلاء أو مباشرة في خطاب جاد. هذا الأمر استغرق جهدا عاليا من فريق العمل على المستويين البدني والتخييلي. فقد جعل المخرج من الأداء المباشر للموسيقى جزءا دراميا من العرض، فوزع الموسيقيين على طرفي الخشبة وفي العمق وأحاطوا مملكة بجدار من الموسيقى طيلة العرض، بل عمد الممثل أحمد عبد الرزاق، الذي قام بدور نمول ليصير نجما عند جمهوره، إلى كسر الإيهام باللعب مع الموسيقيين في مشهد كوميدي كامل جعل الحضور يضجون بالضحك بعد أن استغرقوا لدقائق في تصفيق ورقص. لكن هل يحتاج مسرح للطفل كل هذه “الحداثة” في الموسيقى كما جاءت عليه في “نمول الشجاع”؟، تحتاج الإجابة عن هذا السؤال إلى التخصص بالفعل، غير أن التفاعل الذي قام به جمهور الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية في القاعة وتنوعهم بين الجنسين يقول إن الأمر ممكن، أيضا السؤال ذاته ينطبق على استخدام الفصحى العربية في مسرح الطفل في عمل حقق غرضه بتحقيق قدر كبير من الانسجام مع جمهوره، ما يدل على أن لغة عربية سهلة وواضحة من الممكن أن تنجح في إيصال الفكرة التي يقوم عليها العمل فلا يتوقف المرء كثيرا أمام بعض من الكسور في اللغة هنا أو هناك ولا أمام كسور في الإضاءة قد أغرقت الفعل الدرامي لبعض اللحظات في العتمة، ذلك أن الحاسم في أمر مسرح الطفل هو جذب الطفل بإمتاعه وتسليته إلى جانب إيصال فكرة واضحة ومتبلورة وبسيطة في الوقت نفسه، وهو أمر شاق بالفعل. وهذا ما حققه عرض نمول الشجاع
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©