الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: «الخلافة»..الحلم المحال!

غدا في وجهات نظر: «الخلافة»..الحلم المحال!
15 يوليو 2014 22:17
«الخلافة».. الحلم المحال! يعلق الدكتور عبد الحميد الأنصاري على الحديث المتكاثر مؤخراً حول «الخلافة» وشروطها الشرعية، وذلك إثر إعلان «داعش» قيام دولة «الخلافة» وتنصيب زعيمه البغدادي أميراً للمسلمين! ويتساءل الكاتب: هل يمكن إقامة «الخلافة» اليوم؟ وهل يسمح المجتمع الدولي بإقامة «إمبراطورية إسلامية» على أساس ديني؟ وهل ترضى الشعوب العربية والإسلامية بنظام «الخلافة»؟ ويذكر أن «الخلافة هي الحلم القديم للإسلاميين جميعاً، تنظيمات ورموز، معتدلين ومتشددين، من جماعة «الإخوان المسلمين»، إلى «القاعدة» و«داعش»، مروراً بـ«حزب التحرير» الذي جعل من عودة «الخلافة» الحل السحري لكافة مشاكل المسلمين. لكن وفقاً للدكتور الأنصاري فإن نظام «الخلافة» لا يناسب عصرنا ولا يتفق مع «منطقه» و«روحه»، فهو عصر الدول الوطنية ذات السيادة، والخلافة نظام عابر للحدود الوطنية ولا يعترف بالسيادة، كما أنه عصر الديمقراطيات، والخلافة بمعناها الذي تطرحه «داعش» تصادم المفهوم الديمقراطي. فضائح «داعش».. في بيان «اتحاد المسلمين»! ويقول تركي الدخيل في مقاله إن تنظيم«داعش» فضح أدبيات الإسلاميين من كل الاتجاهات، من «الإخوان» إلى «القاعدة»، لأنه سارع بالذهاب إلى أهداف «الإخوان» و«القاعدة» و«طالبان» من دون رتوش أو تكتيك، فأحرق المراحل التي خططت لها «القاعدة» وتنظيمات «الإخوان». والدليل على ذلك هو البيان الذي أصدره «الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين»، والذي جاء فيه أن «الخلافة الإسلامية وعودتها مرة أخرى أمر جلل، تتوق إليه أنفسنا جميعاً.. تفكر فيه كل عقولنا، وتهفو له كل أفئدتنا، لكن له ضوابطه الشرعية وله من الإعداد الكبير والعميق على كل المستويات». وهنا، كما يقول الكاتب، مربط الفرس، حيث أن الاختلاف في «التكتيك والتوقيت»، وليس في «الفكرة والجوهر». فأنفس هؤلاء أعضاء الاتحاد تتوق للخلافة، لكن ليس في هذا التوقيت. وهذا هو إحراج «داعش» لحركات الإسلام السياسي. «داعش» الإجرامية أوضحت فككت الحركات الأصولية وأظهرتها على طبيعتها من دون أصباغ وألوان، جعلتهم أمام أسئلة حقيقية، من هنا كانت إجابة «الاتحاد العالمي» متسقةً مع «داعش» وإن لم تنتبه لذلك أو لم ترد ذلك على الأقل إعلامياً. خريطة سايكس -بيكو وينطلق الدكتور وحيد عبد المجيد في مقاله من العدد الأخير لمجلة «تايم»، والذي حمل على غلافه خريطة للعراق يتفجر من قلبه وعنواناً جازماً «نهاية العراق»، في سياق اجتهادات وآراء متواترة في الوقت الحالي على أن صورة منطقة الشرق الأوسط المعروفة منذ نحو قرن من الزمن تتغير الآن، بل يخلص بعضها إلى أن صيغة الدولة العربية القائمة منذ اتفاقية سايكس -بيكو إما وصلت محطتها الأخيرة أو تقترب منها. لكن الكاتب يرى أن الوقت مايزال مبكراً للجزم بأننا إزاء تحول استراتيجي في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، أو حتى منطقة المشرق العربي والعراق التي يدور جدل الخرائط الجديدة حولها بالأساس. فليس كل تغير يحدث في منطقة حدودية مؤذناً بتحول جوهري في الجغرافيا السياسية. وينبغي التمييز، هنا، بين تغيرات يمكن تكريسها بلا رجعة، وأخرى قابلة للمراجعة. ومن الضروري أيضاً أن نُفرّق بين تغيرات مفروضة بحكم أمر واقع وأخرى يمكن تقنينها. ولا يكفي تمدد تنظيم «داعش» وتنامي نفوذه للجزم بأن هذه الخريطة تتمزق بشكل نهائي، لأن عناصر ضعف هذا التنظيم لا تقل عن مواطن قوته اليوم وقد تفوقها في أمد ربما لا يطول. كما أن الإرهاب لا يملك بحكم طابعه أن يملأ فراغاً، أو يرسم خريطة. فالإرهاب يستطيع إلحاق الضرر وتسديد ضربات والسيطرة على مواقع، لكنه لا يقدر وحده على تحقيق تحولات استراتيجية. لماذا سمّت «داعش» صحيفتها «دابق»؟ وينقل رشيد الخيون أن وسائل الإعلام نقلت عن البغدادي، أمير تنظيم «داعش»، أنه أطلق صحيفة بعنوان «دابق»، وقيل إنها مؤسسة إعلامية كبيرة بهذا الاسم. ويعتبر الكاتب أن التنظيم لم يختر اسم «دابق» لصحيفته اعتباطاً، بل ربما يؤشر ذلك على علاقة خفية مع «الإخوان المسلمين» الأتراك، فأردوغان مازال غير مطمئن لبلاده دون إزالة علمانيتها، وليس هو وحده في هذا التوجس، فكل الإسلاميين يحنون إلى عهد الخلافة، بشكليها العثماني أو ولي الفقيه الإيراني. إنها حقيقة لا شك فيها، ومن يفحص تاريخهم يجدهم دواعش مع التلطيف والتخفيف. ويذكر الخيون أن دابق كانت قرية خضراء قريبة من حلب، شهدت حوادث جسيمة في العهود الإسلامية المختلفة. ثم يقول: لقد تابعنا حوادث دابق لدى ابن جرير الطبري فوجدناها حاضرة في الواجهة مع الروم، كل خليفة يتحرك منها عندما يريد الغزو. ثم يأتي الكاتب إلى ما يربط تركيا الإخوانية والحنين البائن إلى الخلافة، وهو معركة «مرج دابق» (أغسطس 1516م)، بين آخر المماليك والسلطان العثماني سليم الأول (ت 1520م)، إذ حصل العثمانيون بعد استيلائهم على الشام ومصر على شرعية الخلافة، من آخر خليفة عباسي. ومن هنا يذكر الكاتب ذلك الارتياح الإخواني التركي على انتصارات «داعش»، في علاقتها بالاسم، قائلا إنها صحيفة «الخلافة»، وحينها لا يهم من سيكون المبايع بمرج دابق! مخاطر المليشيات العربية وفي مقال محمد خلفان الصوافي، نقرأ قوله أن الأفق العربي في المرحلة الراهنة يبدو أكثر غموضاً من أي وقت مضى، وذلك لظهور حالات مستجدة لتراجع دور «الدولة العربية» في مواجهة الحركات الجهادية في المنطقة: العراق مقابل «داعش»، اليمن مقابل الحوثيين، «حزب الله» مقابل لبنان.. إلخ. لهذا فالعراق ليس الحالة العربية الأولى، لأن هناك حالة الدولة اللبنانية في مواجهة مليشيا «حزب الله»، وكذلك حالة الحوثيين في اليمن، والتي تتفوق في كثير من الأحيان على الدولة اليمنية، وتهدد استقرار دول الجوار. أما الحالة الصومالية فيمكن أن يقال عنها الكثير بشأن مسألة «غياب» الدولة العربية، وليس تراجعها. فهذه الحركاتُ تعطي نفسَها دوراً يهدد «الدولة» العربية التي تخطو على ما يبدو نحو مزيد من الصعوبات. والمعضلة الكبرى حالياً، يقول الكاتب، هي دخول المليشيات المتطرفة في المنطقة ضمن حسابات الحرب والسلام، سواء مع الدول التابعة لها، كما في حالة الحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان، أو مع الجوار كما في حالة «داعش» التي شغلت العالم كله. الانخراط الأميركي لإنقاذ العراق ويعتقد والي نصر أن اجتياح تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) المفاجئ لشمال العراق، ليس من الضروري أن ينتهي بإعادة رسم حدود الشرق الأوسط. فتلك ستكون مصيبة، وعلى الولايات المتحدة أن تبذل ما بوسعها لتجنب ذلك، وهي تستطيع تجنبه إذا كانت الدبلوماسية الأميركية هي الأداة الرئيسية وليس التدخل العسكري. ويعتقد الكاتب أن الولايات المتحدة قد تحتاج لضربات جوية جراحية لمساعدة العراق على وقف تقدم هذا التنظيم المتطرف. لكن قبل ذلك يجب أن توافق الأطراف المتناحرة على تقاسم السلطة تحت دستور جديد، وهو ما لن يحدث إلا إذا قام الدبلوماسيون الأميركيون بإعادة الانخراط في المنطقة كوسطاء بين زعماء الطوائف. وأخيراً يخلص والي إلى القول بأن أميركا تستطيع بناء خطة دبلوماسية على المصلحة المشتركة في الحفاظ على سلامة العراق ووحدته؛ وتستطيع حشد المنطقة والدول حولها لهذا الغرض؛ وعليها أن تبدأ الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©