إعداد - محمد عبدالرحيم:
أصبحت هناك أعداد متزايدة من الإيطاليين المهووسين بلعبة كرة القدم يرغبون في متابعة أحداث منافسات كأس العالم أثناء تجوالهم وعبر مشاهدة البث التليفزيوني الفائق الجودة والوضوح من على هواتف الموبايل· وبداية من هذا الشهر أصبحت إيطاليا الدولة الأولى في العالم التي تطلق تكنولوجيا أطلق عليها اسم 'بث الفيديو المباشر المحمول يدوياً' وتعرف اختصاراً باسم DVB-H وهي أحد الأنظمة العديدة التي شرعت في تطويرها بهدف توفير البث التليفزيوني العالي الجودة من على الأجهزة ·
وذكرت شركة تيليكوم ايطاليا الرائدة في مجال تزويد خدمة الهاتف الخليوي أن عدداً يقدر بنصف زبائن الشركة البالغ إجمالهم 30 مليون زبون أصبح من الممكن تزويدهم بخدمة البث التليفزيوني في غضون عامين من الآن·
وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً ففي الوقت الذي لا يتوقع فيه أحد ان يطلق تليفزيون الموبايل رصاصة الرحمة على أجهزة التلفزة في غرف المعيشة الا ان تزويد هواتف الموبايل بالإشارة التليفزيونية العالية الوضوح سيحمل في طياته إمكانية هائلة فيما يختص بتغيير سلوكيات وأنماط المشاهدة ويفتح الباب على مصراعيه أمام تدفقات الأرباح والإيرادات بالنسبة للشركات المعلنة والمشغلة للموبايل وتلك المتخصصة في البث التليفزيوني· وشأنها شأن التكنولوجيا الجديدة الأخرى فإن تليفزيون الموبايل أصبح يهدد أيضاً بإعادة رسم الحدود التي تفصل ما بين الصناعات التي طالما اتسمت بالتميز وتجلب معها موجة هائلة من التنافسية الشرسة الى العديد من القطاعات التي استمرت تتمتع بالحماية والقوة· ففي الولايات المتحدة الأميركية وأماكن أخرى أدى ظهور التكنولوجيا الجديدة وأعمال اعادة التنظيم والهيكلة الى مساعدة شركات الكيبل مثل شركة تايم وارنر على توسيع قائمة عروضها لتشمل أيضاً خدمات الهاتف والانترنت بشكل أتاح لها منافسه شركات الهاتف التقليدية مثل فيريزون للاتصالات الهاتفية· ولكن عمالقة الهواتف بدورها شرعت أيضاً في تقديم الخدمات التليفزيونية على الإنترنت· وتمثلت احدى النتائج المتمخضة عن اندلاع حروب الأسعار في الوقت الذي يحاول فيه كل طرف من الأطراف العض بالنواجذ على قاعدة زبائنه·· وكذلك فإن تبني خدمة 'بث الفيديو المباشر المحمول يدوياً' والتي بات من المتوقع ان يتم اطلاقها في فنلندا في هذا العام بعد ان دخلت اصلاً في مرحل التجارب في ألمانيا واميركا وأماكن اخرى أصبح بإمكانها إزالة العديد من الحواجز الصناعية عبر وضع الشركات المشغلة للموبايل في مواجهة سافرة أمام شركات البث التليفزيوني التقليدية· أما في إيطاليا - الدولة الأكثر عشقاً لهواتف الموبايل - فقد جمدت شركة ميديا سيت المهيمنة على عمليات البث في الدولة والتي تتزعم سوق الشركات المشغلة للموبايل في ايطاليا - علماً بأن شركة تيليكوم ايطاليا وشركة فودافون ايطاليا تتبعان مجموعة فودافون البريطانية - الى اجراء عملية التغيير دون ان تتجشم مخاطرة الحروب·
وفي الحقيقة فإن اطلاق خدمة H-BVD أصبح بإمكانها ان تعزز وتقوي الأعمال التجارية التقليدية الخاصة بشركات البث والشركات المشغلة للموبايل على حد سواء وبشكل يرسخ المعايير الخاصة بعمليات لاحقة في نشر خدمة تليفزيون الموبايل·
والى ذلك فإن شركة ميديا سيت التي يهيمن عليها سيلفو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي السابق هي التي تمتلك الذبذبات التي يتم من خلالها إرسال إشارات تكنولوجيا H-BVD الايطالية بينما تؤجر الشركة جزءاً من هذه الشبكة الى شركتي تيليكوم ايطاليا وفودافون· أما الأهم من ذلك فإن ميديا سيت تتوفر على قائمة متسعة من قنوات الفيديو الخاصة بهاتف الموبايل التي يمكن للشركات المشغلة للموبايل تقديمها للزبائن·· وأخذ هذا النموذج يمكن الطرفين من الاحتفاظ بأهم موجوداتهما حيث مازال المشغلون يحتفظون بعلاقاتهم مع زبائن الهاتف الخليوي بينما لا زالت شركات البث تعتبر المصدر الرئيسي للمحتويات وتحتفظ بعلاقاتها المتينة مع شركات الدعاية والإعلان· وفي ذات الوقت بدأ المشغلون في أوروبا واميركا الشمالية وآسيا أصلاً في توفير مجموعة متنوعة من الخدمات التليفزيونية· ومعظمها يستخدم ما يعرف بشبكات موبايل الجيل الثالث التي لا توفر نفس جودة الصورة التي توفرها الأنظمة مثل H-BVD لأن هذه الخدمة مخصصة للبث في الهواتف بحيث يمكن مشاهدتها من قبل إعداد كبيرة من المستخدمين في نفس الوقت· أما خدمة الجيل الثالث من جهة أخرى فيمكن ان تصاب بحالة من الانسداد والتعطل في حال هرعت أعداد كبيرة من الأشخاص الى مشاهدة التليفزيون بحيث لا يمكن في العادة تواصل المشاهدة سوى لفترة تمتد الى دقيقتين أو ثلاث في نفس الوقت·
عدد اليوم
