حضر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره الصيني هو جين تاو أمس، احتفالاً بمناسبة استكمال الفرع الصيني من خط أنابيب شرق سيبيريا - المحيط الهادئ، الذي من المقرر أن يبدأ في ضخ 300 ألف برميل من النفط يومياً عبر الحدود في الأول من يناير 2011.
وكسرت روسيا والصين بذلك جمود العلاقات الفاترة منذ زمن بينهما في مجال الطاقة، بينما لا يزال الطريق طويلاً أمام اتفاق مماثل بشأن الغاز.
والفرع الصيني جزء من مشروع أكبر لمد خط الأنابيب للمحيط الهادي في نهاية المطاف، وفي بادرة دبلوماسية على ما يبدو تجاه الصين، أبرمت وكالة مصايد الأسماك الروسية مذكرة تفاهم مع وزارة الزراعة الصينية بشأن عمليات الصيد غير القانونية وانتهاك المياه الإقليمية.
كما تعاقدت الصين مع شركة اتومستروي إكسبورت الروسية لبناء مفاعلين آخرين في محطة الطاقة النووية تيانوان وهي ضمن 12 منشأة يجري تشييدها أو توسعتها في إطار النمو السريع للطاقة البديلة في الصين.
لكن ميدفيديف لم يبرم اتفاقاً بشأن تسعير الغاز وهو عنصر مهم من شأنه أن يسمح لأكبر دولة مصدرة للغاز في العالم ببيع إنتاجها في السوق الصينية سريعة النمو.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ايجور سيتشين “لا تزال المحادثات جارية وسوف تستمر. نتفق الآن على معايير منفصلة”، وتابع “روسيا مستعدة لتأمين طلب الصين المتزايد من الغاز بالكامل ... ثمة تفاهم متبادل. إذا اتفقنا على جميع المسائل التي يجري بحثها.. وما من شك في ذلك من حيث المبدأ .. سنبدأ تصدير الغاز لروسيا اعتباراً من عام 2015. نتوقع إبرام عقود تجارية بحلول منتصف 2011”.
وتعتزم الصين زيادة حصة الغاز من مزيج الطاقة في البلاد إلى المثلين خلال العقد المقبل في إطار حملة أوسع لوقف اعتماد اقتصادها المزدهر على الفحم وهو أرخص وقود احفوري ولكنه الأكثر تلويثاً للبيئة.
وتحرص روسيا التي تمتلك أكبر احتياطي من الغاز في العالم على تنويع صادراتها إلى خارج أوروبا عن طريق مد خط أنابيب جديد وبيع الغاز في الخارج في صورة غاز مسال.
وأبرم فلاديمير بوتين رئيس وزراء روسيا حالياً ورئيسها السابق اتفاقاً في عام 2006 لبناء خطي أنابيب للصين لتصدير 68 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، لكن عدم التوصل لاتفاق تسعير يعرقل التقدم بشأن خط أنابيب الغاز رغم الإمكانات الروسية الهائلة من حيث الإمدادات والطلب الصيني.
وتأمل روسيا الآن أن تبرم اتفاقاً يحقق مبيعات سنوية حجمها 30 مليار متر مكعب للصين بداية من 2015.
وقال سيتشين “عملياً ما من حدود لنمو استهلاك الطاقة في الصين.. ثانياً نمتلك كـل ما تحتاجه الصين من غاز من أجل التنمية”.
وأضاف سيتشين وهو أيضاً رئيس شركة رورسنفت العملاقة ويشرف على صناعتي الطاقة والمعادن في البلاد “تجري دراسة جميع عناصر الشراكة .. البنية التحتية والطرق والشحنات والتعاون في القطاع المالي”.
عدد اليوم
