جميع المخلوقات والمجتمعات والأفراد لكل منها خصوصية، فربنا سبحانه وتعالى بفضله وقدرته ميّز مخلوقاته بصفات كل حسب خاصيته وطبيعته. فنقول مثلاً: الجبال الراسية أو الشاهقة، والبحار الهادرة. وما ينطبق على الجماد، ينطبق على جميع المخلوقات من الحيوان والناس. فنقول أيضاً هذا المجتمع يتميز بالثقافة والانفتاح، وآخر يتميز بالحركة والنشاط. وغيرها من التصنيفات التي تندرج في أفكار الناس. وما ينطبق على المجتمعات، ينطبق أيضاً على الأفراد في وصف المتميزين بميزات مختلفة ومتنوعة. كل واحدٍ منا يتمتع بخاصية مميزة في الصفات والقدرات، ففي الصفات مثلاً نقول: فلان ذو حكمة، فهو في تصرفاته وأفعاله، يتمتع بالحكمة في اتخاذ القرار مثلاً. وفلان ذو أناة وصبر، فهو يجمع في تصرفاته بين الأناة وهي التمهل، والصبر وهو التحمل في مواجهة التحديات والصعاب.
وأكثر ما يُتطرق الحديث إليه دائماً، في كثير من المناسبات، هو التميز الإيجابي في المواهب والقدرات، وهو مجال خصب، يتنافس الناس فيه في شتى المناحي، وبخاصة الأشخاص المبدعين، أصحاب المواهب الذين يسعون دائماً لإظهار قدراتهم الإبداعية، وهذا ما يجعلهم يتميزون في عطائهم لأنفسهم ومجتمعهم.إن المميزين هم أصحاب الهمم القوية والإرادة الصلبة، والتخطيط السليم، وتحديد الأهداف، فبهذه العوامل وغيرها استطاعوا أن يُحققوا لأنفسهم صفة التميز والنجاح، فلديهم الخطط المرسومة في مشوار حياتهم التي جعلتهم يتفوقون في أعمالهم المهنية والعملية والعلمية. المتميزون في العلم والعمل، هم أكثر الناس، ممن يجب أن تتوفر لهم جميع سبل الرعاية والتشجيع، من المجتمع. وعلى هذه الأرض الطيبة الإمارات، لدينا القدرات والمواهب المتميزة لأن بيئة التميّز متاحة للجميع بفضل الرعاية الكريمة من قياتنا الحكيمة، وذلك ما نراه من تشجيع مستمر على المستويات كافة ورعاية التميّز في مستوى الإداء الفردي والجماعي. وعلى الجانب الآخر، فقد أظهر أبناء الإمارات أجمل صُوَرَ التميّز في جميع المجالات والمواقع التي تولوها في إطار النهضة الشاملة للإمارات. فكانوا وما زالوا خير من مثل الإمارات، فنرى أبناء الإمارات، يحملون شعلة التميّز والتفوق والنجاح في جميع مواقع العمل. وهكذا مسيرة الخير والعطاء بالإمارات تمضي وفق منهج علمي وعملي متميز.
همسة قصيرة: في عالم التميّز تتحقق الأهداف.
عدد اليوم
