الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نوري الجراح يكتب قلقه الوجودي في «ابتسامة النائم»

نوري الجراح يكتب قلقه الوجودي في «ابتسامة النائم»
27 سبتمبر 2010 23:43
اختار الشاعر السوري نوري الجراح قصيدته “ابتسامة النائم” من ديوانه “طريق دمشق” الصادر عام 2004 عنواناً لمختارات من أعماله تؤرخ لمسيرته الشعرية عبر نحو ثلاثين عاماً. وهذه المختارات تصعب قراءتها بعين تعودت على اليقين الشعري والطرب لجرس الألفاظ في بعدها الظاهري البسيط، فالشعر هنا معني بالسؤال ويذهب بعيداً وراء قلق وجودي راصداً ومتسائلاً ليؤسس “عمارة شعرية بأفق فلسفي” على حد قول الكاتب السوداني محسن خالد الذي اختار هذه القصائد وقدم لها، ويقول الشاعر في مقاطع قصيدة “شرائط”: لست إلا شخصاً مستلقياً في بستان وميتاً مثلما كنت قبلاً. ومن قبل محمولاً عند أكتاف ومرسلاً أبعد مما... والآن ليس بي خوف ولا شفقة. نفسي إذ تطيع خاطف الضوء تتقلب وتحس وإذ ينزل الوضح تنعس. وتقع المختارات في 385 صفحة من القطع الصغير وصدرت في الجزائر عن منشورات جمعية البيت للثقافة والفنون، ضمن مشروع “المكتوب العربي” وبدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون، وتضم المختارات “الجزائرية” قصائد من مجموعات الجراح الشعرية بداية من عمله الأول “الصبي” الذي صدر في بيروت عام 1982. وصدرت للشاعر في القاهرة عام 2008 مختارات عنوانها “رسائل أوديسيوس” مع مقدمة للناقد السوري خلدون الشمعة وتصدر له هذا العام في الولايات المتحدة مختارات مترجمة إلى الإنجليزية عنوانها “صيف تنين” مع مقدمة للشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي. وصدرت للجراح في أبريل الماضي في طهران ترجمة فارسية لأربع مجموعات شعرية هي “طفولة موت” و”حدائق هاملت” و”القصيدة في المرآة” و”الحديقة الفارسية” ضمن مشروع لترجمة مئة شاعر عربي حديث إلى اللغة الفارسية. ويقول الجراح في سطور من قصيدة “حب”.. “يوم كنت يوم كان الصمت أبيض وصخور البحر صبح هارب... يوم أحمل على حياتي حملة شخص يشق نهاره بالفأس يوم كنت يوم وصلت متأخراً وصرخت في المطلع ورأيتك غائمة في الصور. يوم أكسر العاصفة وأبذرها في تراب الممر. وفي مقدمة المختارات والتي حملت عنوان “نهر هارب.. مثل مقدمة” يقول خالد إن شعر الجراح “يفتح النوافذ على شتى الأسئلة لكونه شعرا تشتبك لغته في بنياتها وعناصرها وأخيلتها مع أصوات الأسطورة والسرد والشذرات النثرية... وتتداخل فيه الأزمنة وتتعدد مصادره الثقافية بين شرقي وغربي وهو شعر يحمل آثاراً وندوباً عميقة تركتها فيه التجارب المؤلمة لعصر مضطرب، وقد أكسبته غوايات السفر في العالم.. ملامح إنسانية لا شبهة في فرادتها”. ويرجح أن “العنصر الإلهامي في هذه التجربة له دور حاسم في خلق قصيدة تستطيع أن تستقل عن شاعرها بقوة عجيبة وتؤسس وجودها في عالم موضوعي”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©