الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جانجير خان الناجي الوحيد من دوبة دلما

جانجير خان الناجي الوحيد من دوبة دلما
17 فبراير 2009 01:23
تمر لحظات ما قبل الغرق سريعاً بمخيلة جانجير خان -30 عاماً- مستذكراً رفاقاً ابتلعتهم أمواج ''دلما'' وما يزال مصيرهم مجهولاً، دون أن يشغله ذلك عن ندب حظه لفقدانه جهازاً نقالاً وراتباً شهرياً وهو يصارع الأمواج ليبقى على قيد الحياة· وسائق الشاحنة جانجير خان إلى جانب رفاقه الثلاثة المفقودين، وجميعهم باكستانيون، من بين 9 أشخاص كانوا على متن ''الدوبة'' التي عثر أول من أمس على حطامها غارقة على بعد 15 ميلاً بحرياً من جزيرة دلما، بعد أربعة أيام من انقطاع الاتصال بها نتيجة اضطراب حالة الطقس وسوء الأحوال الجوية التي سادت البلاد نهاية الأسبوع الماضي· يقول جانجير الناجي الوحيد من غضبة البحر لـ الاتحاد أن رحلة الدوبة المملوكة لجمعية دلما التعاونية انطلقت في العاشرة والنصف من صبيحة الأربعاء الماضي من ميناء جبل الظنة متجهة إلى جزيرة دلما التي تبعد نحو 700 كيلومتر في رحلة روتينية تستغرق 6 ساعات تقريباً· ويروي جانجير بكلمات عربية ركيكة إن الطقس كان صحواً لحظة انطلاق رحلتهم، ثم ما لبث أن تلبدت السماء بالغيوم، وهبت رياح شديدة، رفعت مدى الأمواج، لتتقاذف الدوبة المحملة بشاحنات تنقل صخوراً وسيارات· يقول ''بعد مضي ساعتين من انطلاق الرحلة، هاج البحر واضطرب، وانعدمت الرؤية، لترتفع مطالبات من في السفينة بالعودة إلى الظنة ''للحؤول دون وقوع ما لا يحمد عقباه، لكن القبطان آثر المضي في طريقه''، بحسب ما يقول جانجير· ويضيف شاهد العيان الوحيد أن الدوبة صارعت الأنواء وقاومت الغرق، حتى انقلبت إحدى الشاحنات التي كانت على متنها، ما أدى إلى اختلال توازن ''الدوبة'' وانقلابها بمن عليها وما عليها· ويؤكد أن الدوبة كانت قبل غرقها على مسافة نصف ميل بحري تقريباً من اليابسة، إلا أن انعدام الرؤية حال دون اهتدائها ووصولها إلى بر الأمان· ويسكت جانجير برهة قبل أن يتابع تفاصيل اللحظات الأخيرة الفاصلة بين الحياة والموت ''عندما انقلبت السفينة، قفز جميع من كان على متنها إلى المياه، بعد أن ارتدوا سترات الأمان، وحمل كل منهم معه إطاراً من (الكاوتشوك)، لمساعدته على السباحة، إلا أنه كان الوحيد الذي تريث قبل أن يقفز إلى الخليج''· ويزيد ''بعد ذلك قفزت مرتدياً سترتي، وقادني الحظ إلى عوامة أو (بوية) صدفتها في المياه، فتشبثت بها بقوة، ولم تمض سوى سويعات قليلة حتى قذفت بي الأمواج العاتية في الظلام إلى شاطئ جزيرة البوطينة القريبة''، وهي عبارة عن محمية طبيعية، حيث عثر عليه عمال المحمية صباحاً وهو يعاني من إعياء شديد، تم بعد ذلك نقله بطائرة مروحية إلى أقرب مستشفى بجزيرة زركوه، ووضع تحت العناية الطبية· ويؤكد جانجير بحضور مسؤولي الشركة التي يعمل فيها، أن الحادث لن يثنيه عن مواصلة عمله في نقل الصخور بشاحنته عبر البحر إلى الجزيرة، مبدياً أسفه من فقدان راتبه الشهري وهاتفه النقال مطالباً بتعويضه بأسرع وقت ممكن، في مفارقة مضحكة، بحسب منصور سويلم مدير عام مجموعة العريف للنقليات وأعمال الطرق التي تتخذ من العين مقراً رئيساً لها· ويروي سالم مفارقة أخرى، لكنها ''محزنة''، إذ تلقى اتصالاً هاتفياً من والد أحد سائقي الشركة الذين ما زالوا مفقودين، ويدعى محمد عباس - 28 سنة، يستفسر عن مصير ابنه الذي التحق بالعمل في الشركة قبل خمسة أشهر، وقال إن ابنه اتصل به وأبلغه أنه يتعرض للموت غرقاً في عرض البحر، طالباً من والده الدعاء له ومسامحته· ويستبعد مدير عام المجموعة وجود علاقة بين الحادث وإجراءات الأمن والسلامة المتبعة على ''الدوبة'' المنكوبة، كونها تتبع جهة حكومية تقدم خدمات ولا تسعى إلى الربح، بحسب قوله· ويختتم سالم الذي تقدر خسارة مجموعته جراء غرق الدوبة بـ3 ملايين درهم، بأن ما يشغل مسؤولي الشركة في الوقت الحالي هو مصير موظفيها الثلاثة الذين كانوا على متن الدوبة، آملاً بالعثور عليهم أحياء، بعد خمسة أيام من غرق الدوبة·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©