الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب..احتفاء بالذائقة المجتمعية

جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب..احتفاء بالذائقة المجتمعية
18 يناير 2015 00:18
نوف الموسى (دبي) لماذا تُعد جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب احتفاءً بالذائقة المجتمعية؟ لعله السؤال الأكثر أهمية في البحث عن المخرجات الفعلية التي تقدمها الجائزة منذ انطلاقها عام 2006، وصولاً إلى افتتاح فعاليات معرض الدورة التاسعة للجائزة، مساء أول من أمس، في (سيتي ووك) بدبي، والذي يستمر حتى 24 يناير الحالي، والهادف إلى إتاحة فرصة الاطلاع على 50 عملاً فنياً مُرشحاً للجائزة. فالحضور اللافت لطلبة الجامعة الأميركية في الشارقة، بجانب مختلف المؤسسات التعليمية، إضافة إلى اهتمام نوعي من جانب المهتمين والفنانين المحليين والمقيمين في دولة الإمارات بتلك الإنتاجات الوليدة والاحترافية، والتي تمثل المشاركات الأولى لبعض الفنانين الشباب، يدلل على دور الجائزة المعرفي والثقافي، في تحقيق التواصل بين مفهوم اكتشاف المواهب، والمشاركة الإبداعية في ابتكار الحالة الفنية، وما احتفاء الجائزة بفئة «أجمل صورة» لوسائل التواصل الاجتماعي، التي تم رفع قيمتها في الدورة الحالية، بالإضافة إلى اختيارها، جغرافياً، العرض في قلب المدينة، إلا مؤشرات على سعي القائمين عليها للوصول إلى تكوين نوعي للذائقة الفنية، والمساهمة في رفد المجتمع بلقاءات حضارية، وإعادة طرح التساؤلات حول الفنون ودورها في التنامي الثقافي العالمي. خارج الاستوديو... شاركت المستشارة الفنية للجائزة باتريشيا ميلنز في اختيار المتأهلين الخمسين، بوصفها فنانة بالدرجة الأولى، ومن هنا نظرت إلى الأعمال من وجهة نظر فنية، مؤمنة أن ما تقوم به جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب، عبر إشراك المبتدئين وصغار الفنانين وأصحاب التجارب الأولى إلى جانب المحترفين في بوتقة واحدة، إنما هي فرصة كبيرة لهم، خاصةً أنهم يحظون بعرض جماهيري ممتاز، تدعمه تغطية إعلامية كبيرة، مضيفةً أن الكثير من الفنانين في الدورات الماضية للجائزة، أصبحوا معروفين حالياً، تقول: «الفنان يحتاج لإظهار عمله للناس، وعدم الاكتفاء بالعمل في الاستوديو أو الورشة فقط، وهذه المنصة غير الربحية التي تقدمها الجائزة، تلعب دوراً رئيسياً في إبراز الإبداعات». ومن بين الأعمال التي تقاطعت موضوعياً عملان فوتوغرافيان تناولا ثيمة (الروتين) للفنانتين الشابتين ياسمين خليل وصدف رضائي، ليستشف الزائر مدى اختلاف التكوين لكل فوتوغرافيا، وبالحديث عن تفاصيل كل عمل، فإن ياسمين اشتغلت على فكرة (الروتين) من تجربتها اليومية مع الحياة المليئة بالمشاغل، مجسدة ذلك في عمل حمل عنوان: (هرولة الحياة)، مؤكدةً أهمية قدرة الفرد على تجاوز منطقة الراحة لديه، وخوض معترك التجربة الإبداعية، بينما أوضحت صدف أن ما تعنيه بـ (الروتين) في عملها الذي يوثق يوم من حياة جدتها، إنما ذلك الالتحام اليومي مع ما تعانيه جدتها إزاء مرض الزهايمر، مبينة ً أنها تميل إلى الواقعية في تشكيل المشهد، دونما تدخل مباشر في لحظة الالتقاط، وقالت حول ذلك: «تشاهدون هنا جدتي، نائمة على الصوفا (الأريكة)، وفعلياً هي كذلك، لم أعمد إلى تعديل حجابها مثلاً أو وضع الوسائد بشكل مرتب، هنا أصف روتين المعاناة اليومية لقصتها». نظام للتجليالجمالية في معرض جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب، تأتي من انفتاح الفنانين نحو التجربة بمداها المتنوع، كالذي وصفته الفنانة سما عروق، من خلال عملها الفني (التجلي)، متخيلةً فعل الحريق على الخشب، ضمن نظام محدد، والقائم بالتوازي مع فكرة التناظر والطبيعة، فكما أشارت سما، «عادة ما تضطرم الحرائق في الطبيعة بصيغة عشوائية»، ولكنها أرادت، في العمل، «إضفاء نظام معين لآلية الاحتراق، والتي يمكن أن تتجلى منها أبعاد واكتشافات بصرية لافتة»، لكن كل مبادئ التغيير في لوحة سما، يقابلها فعل الثبات والاستمرارية، في عمل الفنان محمد رويزق، وهو منحوتة ثلاثية الأبعاد من الإسمنت والخشب، يقدم دعوة للإيمان الخالد بالوقت، كأيقونة في الحياة البشرية. أما الفنانة إيمان الهاشمي، فقدمت شرحاً بسيطاً لعملها المتعلق بفكرة الطباعة الفنية، مواجهة كمّ الخجل والاستحياء الذي شعرت به إبان ذلك، مقدمةً إشارة نوعية حول دور الجائزة، في تحفيز شخصية الفنان، وتأهيله لتمثيل تجربته الفنية، موضحةً أن الطباعة «لا تلاقي رواجاً فعلياً من المهتمين بالفنون، إلا أنها تحمل صبغة جمالية تقيس الذائقة والقدرة المتناهية على اختيار وضع اللون وشكل طباعته». ومن جهة أخرى، استمر الفنان والخطاط معتصم الرطيب في نقاش دور المرأة في المجتمع، وتأثير اللغة العربية، وتحديداً، الحرف العربي الذي يرى معتصم أنه بمثابة الشخص والروح، ساعياً إلى نقل تجربة الخط العربي من اللوحة ذات التخصص النخبوي إلى الشاشة التكنولوجية ومحاكاة كل الفئات المجتمعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©