السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كل زيجاته «صلى الله عليه وسلم» رحمة ولأهداف سامية

كل زيجاته «صلى الله عليه وسلم» رحمة ولأهداف سامية
16 يوليو 2014 00:43
زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم كانت كلها تسامحاً وإخاء ورحمة من السبي والأسر والعبودية ورحمة من الحزن كانت زيجات النبي صلى الله عليه وسلم كلها لأهداف سامية، وغايات شريفة من أهمها الإحسان، والرحمة بزوجاته، فأغلبهن كن أرامل، وقد آواهن الرسول صلى الله عليه وسلم، رحمة بهن لما فقدن أزواجهن، ولما أصابهن عذاب واضطهاد في سبيل الله. تؤكد د. سعاد صالح - الاستاذ بجامعة الأزهر - أن زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم كانت كلها رحمة وتسامحا وإخاء، فهي زيجات رحمة من السبي والأسر ومن العبودية والذل، ورحمة من الحزن لفقدان الزوج عن طريق الاستشهاد في الحرب، وزواج رحمة وتسامح. وتشير إلى أن أهداف النبي - عليه الصلاة والسلام - من الزواج تنوعت واختلفت باختلاف الزوجات، فكان حماية للأسيرات اللاتي كن يتمتعن بمكانة عالية في قومهن مثل ريحانة وصفية وأم حبيبة، وحفظ المركز الاجتماعي لامرأة في غير مركزها اللائق بها. وتوضح أن مظاهر الرحمة تتجلى في كل زيجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزواجه من خديجة رضي الله عنها كان استجابة لرغبتها، حيث بعثت إليه صلى الله عليه وسلم تقول: «يا ابن العم، إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك»، ثم عرضت عليه نفسها ليتزوجها، وكان عمره خمسة وعشرين سنة، وعمرها ما بين الخامسة والثلاثين والأربعين، وكانت قد تزوجت قبله أبا هالة زرارة التميمي وعتيق بن عائد المخزومي، ولم يتزوج عليها صلى الله عليه وسلم حتى توفيت، وقد استمر هذا الزواج أربعة وعشرين عاما، وقد ماتت خديجة رضي الله عنها، وعمرها خمسة وستون سنة. ثم تزوج عائشة رضي الله عنها، إكراماً لأبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحفصة إكراماً لأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه. مظاهر رحمة وتضيف: وزيجات النبي - عليه الصلاة والسلام - الباقية كلها مظاهر رحمة، فزواجه من أم سلمة بنت أمية المخزومية، كان رحمة بها، حيث كان زوجها أبو سلمة عبد الأسد قد مات شهيداً في أُحد، وتزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب، وكان زوجها قد هاجر إلى الحبشة، وتنصر ومات بها على النصرانية، فخطبها الرسول من النجاشي ملك الحبشة، وتزوجها وهي بالحبشة. وتشير إلى أن زواجه من سودة بنت زمعة كان رحمة بها، فقد كانت أرملة للسكران بن عمرو بن عبد شمس، ولم تكن جميلة، أو غنية، أو ذات مكانة تجعلها مطمعا من مطامع الدنيا، وكان زوجها من السابقين إلى الإسلام الذين تحملوا الأذى والمشقة، وقد تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة بها، وتعويضاً لها عن فقدان الزوج وليقوم بإعالتها، ويرتفع بمكانتها لتصبح من أمهات المؤمنين. الفضل للتقوى أما زينب بنت جحش، وهي ابنة عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت بمقام الابنة، أو الأخت الصغرى، وقد خطبها لزيد مولاه، ولكن أخاها عبد الله بن جحش رفض زواجها، وهي القرشية الهاشمية، وأصر الرسول عليه الصلاة والسلام على هذا الزواج ليقضي على هذه العصبية، وحتى يدرك الناس أن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وتم الزواج بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مدعوما بالوحي الإلهي، ولكن الزواج لم ينه هذا الشعور القبلي لدى زينب بنت جحش، فكانت تفخر عليه بنسبها وتسيء معاملته، فاشتكى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام طالبا تطليقها، وكان جواب الرسول: «أمسك عليك زوجك واتق الله»، ولكن زيداً لم يطق معاشرتها فطلقها، وتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوحي الذي سمح للمدعى أن يتزوج ممن كان زوجا لمن ادعاه، ويجوز للمتبني أن يتزوج ممن كانت زوجا لمن تبناه. وزواجه من جويرية بنت الحارث كان رحمة بها من السبئ، وإكراما لأهلها، وكانت جويرية بنت الحارث من سبايا بني المصطلق وقعت في سهم أحد الأنصار الذي غالى في فدائها باعتبارها ابنة زعيم بني المصطلق، فاشتكت جويرية للنبي صلى الله عليه وسلم ما وقع بها من البلاء، فعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم الزواج، وكان نتيجة هذا الزواج إطلاق كل أسرى بني المصطلق، إكراما لمصاهرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت بركة على قومها. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©