منّ الخالق عز وجل على الأم والطفل بنعمة الرضاعة الطبيعية، حيث تقدم الأم لطفلها حليبا دافئاً ونظيفاً، ويتضمن جميع العناصر الغذائية الأساسية من ماء وكالسيوم وبروتينات وسكريات. كما يحتوي حليب الأم على الفيتامينات الضرورية للرضيع، بالإضافة إلى احتوائه على الأضداد المناعية، وهي مجموعة من البروتينات تساعد الجسم في الوقاية من الفيروسات والجراثيم.
ولا تقتصر فائدة الإرضاع الطبيعي على الطفل فقط، بل يساعد على عودة رحم الأم إلى وضعه الطبيعي قبل الحمل، كما يقي من سرطان الثدي، ويساعد على حرق الدهون وخسارة الوزن.
إن المرضع مرخص لها الإفطار في رمضان إذا كان الصيام يضر بها أو بطفلها بعد استشارة الطبيب المختص ودار الإفتاء، خاصة عندما تشعر بصداع مستمر أو تشوش في الرؤية.
ولكن بشكل عام، يمكن لمن ترضع طفلها الصيام من دون تأثيرات سلبية، لا سيما إذا تجاوز الطفل عامه الأول، إذ يصبح اعتماده على حليب الأم أقل مع دخول أطعمة أخرى إلى نظامه الغذائي.
وتحتفظ معظم المرضعات بالقدرة على در حليب كاف لطفلها خلال فترات الصيام، ولكن انخفاض تركيب الدهون وتركيزها في الحليب قد يؤدي إلى شعور الطفل بالجوع وعدم الشبع.
لذلك يجب الانتباه إلى الطفل فيما إذا كان يستمر في الرضاعة لفترات طويلة، أو يبكي بشكل مستمر من دون سبب واضح، أو عدم حدوث زيادة الوزن المتوقعة بالنسبة لعمره، فعندئذ يجب على الأم التوقف عن الصيام للحفاظ على كمية كافية من الحليب لرضيعها.
وينبغي على المرضع الصائمة تناول ما لا يقل عن 10 إلى 12 كوباً من الماء والحليب، خاصة في الأيام الحارة، والابتعاد عن المأكولات المالحة والبهارات وكذلك المنبهات مثل الشاي والقهوة لأنها تزيد من العطش.
وعليها تناول وجبة إضافية بين الإفطار والسحور مع التركيز على الحليب ومشتقات الألبان والخضراوات الطازجة وعصير الفواكه وتناول الكربوهيدرات المعقدة، مثل خبز القمح الكامل والحبوب التي تمد الجسم بالطاقة لفترة طويلة، وتأخير السحور قدر المستطاع وشرب الحليب والماء بشكل جيد في وجبة السحور.
ولا بد كذلك من تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية الخاصة بالمرضعات، وتناول الأغذية التي تساعد على در الحليب مثل البقدونس والحلبة، وتجنب بذل أي مجهود بدني كبير أثناء الصيام، والابتعاد عن الأماكن الحارة حتى لا تفقد السوائل من جسمها بالتعرق. (أبوظبي - الاتحاد)
عدد اليوم
