الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مارادونا: كولومبيا أفضل ذكرى.. وكوستاريكا مفاجأة

مارادونا: كولومبيا أفضل ذكرى.. وكوستاريكا مفاجأة
16 يوليو 2014 01:08
علي معالي (دبي) الكثير من الانطباعات تركها مونديال 2014 بالبرازيل لدى أسطورة الكرة الأرجنتينية دييجو مارادونا، الذي كان متابعاً من قلب الحدث، وعمل كذلك محللاً لـ «الاتحاد» طوال أيام المونديال، حيث نقل لنا الكثير من الأمور الخاصة بالمنتخبات المشاركة، ومع إسدال الستار أراد مارادونا نقل بعض الأمور الخاصة بالحدث الرياضي الكبير بشكل عام، من خلال رسائل عدة أو قراءات سريعة لبعض ما دار على أرض البرازيل من مفاجآت أو صدمات غير طبيعية لم يصدقها هو أو غيره من المتابعين، وأيضاً مطالبته بمحاكمة من أوصلوا الكرة البرازيلية لهذا المستوى، وتعجبه من مستوى منتخبات القارة السمراء، وحزنه على منتخب بلاده، وإعجابه بمنتخبات أخرى ولاعبين آخرين بعيداً عن مواطنه ميسي. يرى الأسطورة مارادونا أن أفضل ذكرى في مونديال البرازيل بالنسبة له كانت في منتخب كولومبيا، الذي قدم مستويات عالية من وجهة نظره، مؤكداً: «رغم غياب عنصر مهم للغاية في هذا الفريق وهو فالكاو الذي أبعدته الإصابة في توقيت صعب للغاية، كان الفريق بمستوى المسؤولية». وعن «السامبا»، قال: «يجب محاكمة القائمين على الكرة البرازيلية بعد هذا المستوى الذي ظهروا به؛ لأنه من غير المعقول أن يخسر بلد هو منبع من منابع اللعبة بهذه الطريقة التي كانت صادمة للجميع، وليست الهزيمة فقط هي المشكلة الوحيدة، بل المستوى الذي ظهر به المنتخب بشكل عام». وأضاف: «أحسن فريقين في المونديال من وجهة نظري هما ألمانيا والأرجنتين، كونهما صاحبي المركز الأول والوصافة، وبعد العطاء الكبير لهما في المباراة النهائية، أما حزني الكبير على منتخب بلادي الذي لا يستحق الخسارة في المباراة النهائية بهذا الشكل، حيث كانت الأرجنتين السباقة في اللقاء الختامي بالهجوم والسيطرة على المباراة من خلال الفرص المتنوعة، لكن كانت العدالة على أقل تقدير أن تصل المباراة إلى ركلات الترجيح، وألا تنتهي بخسارة التانجو بهدف في توقيت قاتل». وتابع: «المفاجأة.. منتخب كوستاريكا الذي أبهر العالم عندما تصدر مجموعة حديدية بها منتخبات عالمية مثل إنجلترا وإيطاليا وأوروجواي، واستمر هذا المنتخب صامداً حتى خسر من هولندا في دور الثمانية بعد أداء راقٍ جداً في كرة جماعية جعلته ينال احترام الجميع». وشدد مارادونا على ظهور المواهب، وقال: «لقد أظهرت الكرة اللاتينية العديد من المواهب في هذه النسخة لعل أبرزها الكولومبي الشاب رودريجيز، الذي أعتبره واحداً من أهم لاعبي البطولة للمستوى الرائع رغم غياب فالكاو، كما أن المنتخب الأورجواياني هو الآخر قدم مستوى متميزاً للغاية وأظهر لاعبوه الكثير من المواهب والمستويات التي تستحق الشكر والثناء عليها، وليس هذا فحسب، بل إن المنتخب التشيلي هو الآخر أظهر أداءً راقياً للغاية خاصة عندما واجه البرازيل، وكاد أن يهزمها بعد عرض أبهر العالم، وأحرج أصحاب الأرض والجمهور». صدمات مختلفة وعن الصدمات التي لم يتوقعها مارادونا، قال: «هناك صدمات متنوعة سواء بالخسارة الفادحة لإسبانيا في بداية المونديال أمام ألمانيا بخماسية قاسية، مروراً بعد تأهلها للدور الثاني ومعها كذلك منتخبات عريقة مثل إيطاليا وإنجلترا، وأعتقد أن خسارة البرازيل بعد ذلك بسباعية ألمانية أيضاً غطت على فضيحة الإسبان، لكن في كل الأحوال ما قدمه المنتخب الإسباني ومعه البرازيلي أمور كارثية، إضافة إلى خروج إيطاليا وإنجلترا بهذه الطريقة المفزعة أيضاً». وأضاف: «لم تكن الصدمات في المنتخبات فقط، بل في اختيارات الأفضل من ناحية اللاعبين، حيث أرى أن الهولندي روبين والكولومبي رودريجيز قدما مستويات أفضل بكثير من ليونيل ميسي، الذي توج في النهاية بلقب أحسن لاعب، وكذلك الألماني مولر قدم تضحيات كبيرة خاصة في المباراة الختامية، لكن لاعتبارات أخرى توج ميسي بالأفضل». ضياع إفريقي وعن الكرة الأفريقية، يقول مارادونا: «لقد أثبتت فشلاً كبيراً في المونديال، حيث كنا في السابق نخشى مواجهة المنتخبات الأفريقية، وتحديداً عندما كنت لاعباً مثلاً في مونديالي 1990، و1994، وفي ذاك الوقت كنا نخشى المنتخبات الأفريقية المعروفة بالقوة واللياقة البدنية والمهارات العالية، لكن ما شاهدناه في مونديال 2014 يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك التراجع الكبير للكرة الأفريقية، وكانت صيداً سهلاً للمنتخبات الأخرى، باستثناء المنتخب الجزائري الذي قدم عروضاً قوية، خاصة أمام ألمانيا في دور الـ 16 لكي يعبر للأدوار التالية حتى توج باللقب في النهاية». وعاد بنا مارادونا مجدداً للمباراة التي أشعرته بالألم كثيراً وهي ختام المونديال، حيث قال: «ما عاب منتخب بلادي هو عدم تعاون خط الهجوم مع خط الوسط؛ ولذلك أصاب الإرهاق والتعب كثيراً لاعبي الوسط، في الوقت الذي أهدر فيه المهاجمون الكثير من الفرص التي كانت كفيلة بأن يحسم التانجو المباراة قبل الوصول إلى الوقت الإضافي». وأضاف: «ألمانيا لم تكن كاسحة كما تعودناها، بل ظهر منتخب الأرجنتين أفضل في أوقات كثيرة من المباراة، ولو تمت الاستفادة من الفرص التي سنحت لهجوم التانجو لحسمت المباراة لصالح منتخب بلادي، لكن عندما تصل المباراة إلى وقت مستقطع، فإن الألمان يتفوقون». وتابع: «أعذر منتخب الأرجنتين لأن هناك الكثير من الأمور الخاصة بالجانب التدريبي ربما تكون أفضل عند مدرب ألمانيا عكس مدرب الأرجنتين مثلاً، وعلى سبيل المثال عدد الحصص التدريبية للاعبي منتخب ألمانيا مع بعضهم البعض أكثر بكثير من منتخب الأرجنتين، نظراً لأن لاعبي التانجو محترفون في دوريات أوروبية مختلفة، والذهاب والإياب إلى الأرجنتين أمر صعب ومرهق جداً، عكس المنتخب الألماني الذي من الممكن أن يتجمع خلال ساعات بسيطة بمجرد الإعلان عن ذلك، وهذه أمور نفسية وفنية وبدنية مهمة جداً». تأييد برازيلي أغضب مارادونا وهناك نقطة أغضبت مارادونا كثيراً في المباراة النهائية، حيث قال: «لست أدري لماذا كل هذا الهتاف العدائي لمنتخب الأرجنتين من جماهير البرازيل، وفي الوقت نفسه هتفت للمنتخب الألماني، وكأن الجماهير البرازيلية تشكر الألمان على أنهم هزموهم بالسبعة، وإذا كانت ألمانيا قد هزمت البرازيل بسباعية، فنحن قدمنا مباراة رائعة ومتميزة، وكنا الأقرب للفوز، ورغم ذلك خسرنا بهدف في توقيت قاتل». شكرا للنجار ولأن مارادونا كان من ضمن الفريق التحليلي لـ «الاتحاد»، فإن هذا العمل تطلب جهداً كبيراً، وكان المترجم الخاص بمارادونا، محمد النجار قد بذل جهداً كبيراً من أجل التواصل ونقل ما يريده مارادونا لقرائه، على الرغم من الفارق الكبير في التوقيت بين دبي وريو دي جانيرو، وكان النجار رغم ذلك متعاوناً إلى أبعد مدى للخروج بهذه التحليلات من الأسطورة التي حدثت لأول مرة في تاريخ الصحافة العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©