الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق قمة المنامة بدعوات لتعــــزيز التعــاون والتكـامــل الخليجي

انطلاق قمة المنامة بدعوات لتعــــزيز التعــاون والتكـامــل الخليجي
7 ديسمبر 2016 00:52
عمر الأحمد، وام ووكالات (المنامة) انطلقت مساء أمس أعمال الدورة الـ37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في المنامة، بمشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على رأس وفد الدولة إلى القمة التي عقدت بقاعة الاجتماعات بقصر الصخير. وترأس عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والسيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العُماني لشؤون مجلس الوزراء، نيابة عن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان. عاهل البحرين: مزيد من الإنجازات وأعرب عاهل البحرين عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، على جهوده الكبيرة خلال رئاسته الحكيمة لأعمال الدورة الماضية ورؤيته النيرة، التي ساهمت بشكل واضح في تطوير توجهات مرحلة العمل المقبلة. مقدراً الجهود الحثيثة لقادة دول المجلس، ومساعيهم المخلصة في تثبيت أركان هذا الكيان التاريخي الراسخ والمعبّر عن المصالح المشتركة والمستقبل الواعد. وقال: «إن الاجتماع يأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع، الأمر الذي يتطلب أعلى درجات التعاون والتكامل، ليحافظ المجلس على نجاحه المستمر، ودوره المؤثر على الساحة العالمية، إذ أن المجلس في ظل ما وصل إليه من تكامل مشهود، لم يعد أداة لتعزيز مكتسبات الشعوب فقط، بل أضحى صرحاً إقليمياً يبادر إلى تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عبر دوره الفاعل في وضع الحلول والمبادرات السياسية لأزمات دول المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية». وأشار إلى توالي جهود التنمية الاقتصادية في دول المجلس، وما تحققه من إنجازات تساهم في رفعة ورفاهية مواطنيه، وتعمل على تقوية مسيرة العمل المشترك، لافتاً إلى أن إنشاء هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية المنبثقة من المجلس، بمثابة الآلية النوعية لتحقيق التكامل التنموي، وتفعيل النشاط الاقتصادي، لتصبح قوة اقتصادية كبرى على المستوى العالمي، قائمة على أسس الإنتاجية والتنافسية والنمو المتصاعد، وبما يرتقي بمستويات التنمية المستدامة. منوهاً بهذا الصدد بالمشاريع والمبادرات والاتفاقيات الاقتصادية، وأهمها، قيام السوق الخليجية المشتركة، والربط الكهربائي والمائي، والتوجه نحو الاتحاد الجمركي، ومشروع ربط الدول بشبكة اتصالات ومواصلات ونقل متقدمة بمختلف الوسائل كالجسور والقطارات، بهدف تحقيق التكامل التنموي الشامل، الذي يأتي على أولويات جدول أعمال القمة بمواضيعها المعززة للتعاون والتلاحم. وأكد عاهل البحرين أن الأمن والتنمية محوران متلازمان، وأن مواصلة دول المجلس في تطوير وتفعيل الاتفاقيات الدفاعية والأمنية، لمواجهة أشكال التهديدات والإرهاب كافة، هو السبيل لحفظ سلامة الأوطان وأمن الشعوب وحماية المنجزات. وقال: «إن تمرين (أمن الخليج العربي - واحد)، الذي تشرفت مملكة البحرين باستضافته، الشهر الماضي، بمشاركة نخبة من القوات الأمنية الخليجية، شكل نقلة رائدة ومطلوبة على طريق دعم التعاون الأمني، لما شهده من تنفيذ محكّم وتنظيم دقيق، وبوعي يقظ لحجم المخاطر الأمنية». وأضاف: «مما لا شك فيه إن تفوق دولنا في مواجهة فوضى التطرف والإرهاب، يأتي بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وبفضل صبركم وحكمتكم في تقويض هذا الخطر ونجاحكم في مواجهته، وقد كان عزمكم المخلص والجاد، سبباً في المحافظة على الازدهار والتنمية والتطوير، والذي حذت حذوه الكثير من الدول المتطلعة للاستقرار والسلام». آملاً أن تشهد المسيرة الخليجية المزيد من الإنجازات والقوة والمنعَة والرفعة. خادم الحرمين: ارتياح لآليات العمل الخليجي بعد ذلك، تحدث خادم الحرمين الشريفين، مبدياً ارتياحه لما قامت به الأجهزة المختصة في مجلس التعاون من عمل جاد خلال العام المنصرم وفق الآليات التي أقرت، والتي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق، ومن ضمنها قرار إنشاء هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية التي باشرت أعمالها مؤخراً تعزيزاً للعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية. وقال: «لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من ظروف بالغة التعقيد، وما تواجهه من أزمات تتطلب منا جميعاً العمل سوياً لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا، والنماء والازدهار لدولنا وشعوبنا». وأضاف: «إن الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض من بلداننا العربية، من إرهاب، وصراعات داخلية، وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها». وأضاف خادم الحرمين: «إنه بالنسبة للأوضاع في اليمن، ما زالت الجهود مستمرة لإنهاء الصراع الدائر هناك بما يحقق الأمن والاستقرار تحت قيادة الحكومة الشرعية، ووفقاً لمضامين المبادرة الخليجية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216». مشيداً بهذا الصدد بمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة. وتابع: «إنه في سوريا يؤلمنا جميعاً ما وصلت إليه تداعيات الأزمة هناك، وما يعانيه الشعب الشقيق من قتل وتشريد، مما يحتم على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لإيقاف نزيف الدم، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، وحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية». وتابع قائلاً: «إنه على الرغم مما حققه المجلس من إنجازات مهمة، إلاّ أننا نتطلع إلى مستقبل أفضل، يحقق فيه الإنسان الخليجي تطلعاته نحو مزيد من الرفاه والعيش الكريم، ويعزز مسيرة المجلس في الساحتين الإقليمية والدولية، من خلال سياسة خارجية فعالة تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، وتدعم السلام الإقليمي والدولي، آملاً للملك حمد بن عيسى آل خليفة التوفيق والسداد خلال ترؤسه لأعمال هذه الدورة. أمير الكويت: تعزيز المسيرة ومضاعفة اللحمة تلا ذلك، كلمة لأمير الكويت، أكد فيها أن القمة الخليجية تعقد في ظل متغيرات دولية متسارعة وأوضاع صعبة، تتطلب تشاوراً مستمراً وتنسيقاً مشتركاً لدراسة أبعادها، وتجنب تبعاتها، ليتمكن المجلس من تحصين دوله من تبعاتها. وقال: «إن مسيرة عملنا الخليجي المشترك وما تحقق في إطارها من إنجازات استطعنا معها تلبية آمال وتطلعات أبناء دول المجلس في الوصول إلى المواطنة الخليجية، وتحقيق المنافع الاستراتيجية والاقتصادية لدول المجلس، هي إنجازات مطالبون معها في البحث في كل ما يعزز هذه المسيرة، ويضاعف من اللحمة بين أبناء دول المجلس. وأستذكر باعتزاز رؤية خادم الحرمين الشريفين لمسيرة المجلس، وما تم التوصل إليه في إطارها، من إنشاء لهيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية التي ستتولى تجسيد تلك الرؤية». وأضاف: «إن نظرة فاحصة للأوضاع التي تمر بها المنطقة تؤكد وبوضوح إننا نواجه تحديات جسيمة ومخاطر محدقة، فعلى المستوى الاقتصادي نعاني جميعاً من تحدي انخفاض أسعار النفط، وما أدى إليه من اختلالات في موازنتنا وتأثيرات سلبية على مجتمعاتنا، تتطلب منا مراجعة للعديد من الأسس والسياسات على مستوى أوطاننا، كما يتطلب منا أيضاً على مستوى علاقاتنا بالعالم البحث عن مجالات للتعاون، تحقق المصالح العليا لدولنا، وتساهم في تمكيننا من تحقيق التنمية المستدامة المنشودة لأوطاننا». وتابع أمير الكويت: «إننا نواجه جميعاً تحدي الإرهاب الذي يستهدف أمننا واستقرارنا وسلامة أبنائنا بل وأمن واستقرار العالم بأسره، الأمر الذي يتطلب منا مضاعفة عملنا الجماعي لمواجهته ومواصلة مساعينا مع حلفائنا لردعه». وأشار إلى استضافة بلاده على مدى أكثر من 3 أشهر مشاورات الأطراف اليمنية المتنازعة، حيث تم بذل جهود مضنية لمساعدتها في الوصول إلى توافق يقود إلى حل سياسي يحفظ لليمن كيانه ووحدة ترابه، ويحقن دماء أبنائه، ولكن وبكل الأسف ذلك لم يتحقق، واستمر الصراع الدامي الذي نعلن معه دعمنا لجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ونؤكد مجدداً إدانتنا الشديدة باستهداف جماعة الحوثي وصالح لمكة المكرمة». وقال الشيخ صباح الأحمد: «إننا نشعر بالألم لاستمرار معاناة أبناء الشعب السوري الشقيق، مؤكدين دعمنا للجهود الهادفة للوصول إلى حل سياسي يحقن دماء أبناء الشعب السوري، ويحفظ كيان ووحدة تراب وطنهم. كما نعرب عن ارتياحنا ودعمنا لما تحقق من تقدم في العراق لمواجهة ما يسمى تنظيم داعش الإرهابي، متطلعين أن تتحصن تلك الإنجازات بتحقيق المصالحة الوطنية، وإشراك أطياف الشعب كافة في تقرير مستقبل بلاده». وأعرب عن الأسف للجمود الذي يحيط بالجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بسبب ممارسات إسرائيل، وانشغال العالم بقضايا أخرى، وأكد مجدداً دعوة المجتمع الدولي لضرورة القيام بمسؤولياته بالضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالسلام، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وحول العلاقة مع إيران، قال أمير الكويت: «إننا في الوقت الذي ندرك فيه أهمية إقامة حوار بناء بين دولنا والجمهورية الإسلامية الإيرانية نؤكد أن هذا الحوار يتطلب لنجاحه واستمراره أن يرتكز على مبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات بين الدول، والتي تنص على احترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». الزياني: ماضون من أجل ترسيخ الوحدة ثم تحدث الأمين العام لدول مجلس التعاون عبد اللطيف بن راشد الزياني مهنئاً كلاً من سلطنة عُمان، الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، بأيامها الوطنية. وأكد أن ما يصدر من المجلس من قرارات بشأن تعميق وترسيخ التكامل في مجالات العمل الخليجي المشترك كافة، وتوسيع مجالات التعاون والتنسيق المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة، يجري تنفيذها ومتابعتها بحرص دائم من قبل المجلس الوزاري والمجالس واللجان الوزارية المختصة، تنفيذاً للتوجيهات السامية. وأضاف: «إن ما تولونه من حرص واهتمام بمسيرة العمل الخليجي المشترك، وسعيكم الدائم لتحقيق آمال وتطلعات مواطني دول المجلس انعكس في توجيهاتكم السامية والقرارات التي أصدرتموها، وكان آخرها تأسيس الهيئة القضائية الاقتصادية، وهيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية، وبذلك تؤكدون، أن هذا التجمع ماضٍ من أجل ترسيخ دعائم الوحدة الاقتصادية الخليجية الكاملة، وتحقيق المواطنة الاقتصادية الشاملة، في بيئة آمنة مستقرة، مزدهرة ومستدامة. وأشار إلى أن المجلس الوزاري أنهى في دورته التحضيرية واجتماعه التكميلي، مناقشة كل الموضوعات والملفات والتقارير، وأوصى برفع ما تم التوصل إليه من نتائج إلى المجلس الأعلى للتوجيه وإصدار القرارات اللازمة بشأنها، آملاً أن يكلل أعمال الاجتماع بالتوفيق والنجاح. ثم أعلن الأمين العام لمجلس التعاون عن رفع الجلسة الافتتاحية للقمة. وترأس الملك حمد بن عيسى آل خليفة جلسة العمل المغلقة الأولى للقمة، حيث ناقش قادة دول المجلس القضايا والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال. وأقام الملك حمد بن عيسى آل خليفة مأدبة عشاء تكريماً لقادة دول مجلس التعاون ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي ضيفة شرف القمة الخليجية في قصر الصخير. أمير قطر: القمة تنعقد في ظروف بالغة الخطورة المنامة (وكالات) أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن الدورة الـ 37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تنعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الخطورة. وأعرب لدى وصوله إلى المنامة للمشاركة في القمة عن أمله في أن تساهم نتائج الدورة في دعم المسيرة الخيرة لمجلس التعاون وتعزيزها، وتحقيق الأهداف المنشودة، وترسيخ أمن المنطقة واستقرارها. وكان في استقبال أمير قطر لدى وصوله عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وكبار الشخصيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©