الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزوجات ضحايا الكارت الأحمر وضربات الجزاء و الطلاق الكروي

الزوجات ضحايا الكارت الأحمر وضربات الجزاء و الطلاق الكروي
18 يونيو 2006 10:41
* بيوت تتحول إلى مقاهٍ··· وزوجات مهددات بالطرد * زوجات يستغللن انشغال الزوج فيطالبنه بما كان يرفض تلبيته * ممنوعات خلال المباريات: تلقي المكالمات الهاتفية ولمس الريموت كونترول انطلقت صافرات الحكام، ونزل اللاعبون الى الملاعب، واحتلّ المشجعون الكراسي، ودخلت البيوت في حالة طوارئ تحكمها قوانين الفاول والتسلل والكورنر وضربات الجزاء··· التي تصبح سلاح الزوج الأمضى بحسب نتائج المباريات· ولم يعد غريبا أن نجد زوجا يطلب من زوجته أن تعيش عند أهلها حتى نهاية المونديال، أو أن زوجة أصيبت بـ ''ضربة'' طلاق بسبب خسارة الفريق المفضل لزوجها··· بل هناك من يحول بيته إلى مقهى لتشجيع الفرق، وآخر يفرض على الزوجة والأولاد حالة من الصمت المطبق فلا حديث عن المشاكل اليومية· لا مكان للرومانسية و''الوقت المشترك'' مؤجل إلى ما بعد النهائيات· وتتسلل هذه الحالة الى غرف النوم، حيث يعيش الزوجان في ما يشبه الطلاق المؤقت حتى انتهاء الموسم الكروي· فهل أصبح ما يجري في المستطيلات الخضراء سبب خراب الكثير من البيوت الزوجية؟ وهل أصبح استقرار المؤسسة الزوجية تحت رحمة كفاءة أو رداءة الفرق المشاركة بالمونديال؟ مواقف كثيرة ترويها لنا بعض الزوجات في هذا التحقيق· تحقيق ـ هناء الحمادي: هذه قصة ترويها احدى السيدات التي كادت تحمل لقب مطلقة بعد زواج دام 5 سنوات· تقول شهنده علي: عندما تبدأ مباريات كأس العالم، اشعر أن البيت تعصف به رياح عاتية، فزوجي يأخذ إجازته السنوية مع بداية المونديال، يحرمنا من فرصة التنزه أو السفر من أجل عيون هذه الكرة التي دمرت حياتي الزوجية بعد هذه العشرة الطويلة· أما ليلى فتقول: مع خسارة أو فوز الفريق الذي يشجعه، بدأت علاقتي بزوجي تتقلب بتقلبات النتائج· فمتى فاز فريقه كانت حياتي سمن على عسل، ومتى خسر الفريق نرى البيت ينقلب رأسا على عقب· حتى الأبناء لم يسلموا من عباراته الوقحة وشتائمة التي لاتنتهي، يفرض على الاولاد الصمت وهذا من سابع المستحيلات، فالأطفال من النوع الذي لا يشعر بقيمة اللعب من غير صراخ أو حركة، حتى انه يفرض علينا إقفال الهواتف تخلصا من الرنين ومن الاتصالات المعطلة لمتعة المشاهدة· صحيح إنها فترة (30 يوما) ولكنها بالنسبة لي 30 سنة، لذلك كرهت الحياة معه، نتيجة عصبيته الزائدة وصراخه المستمر ففضلت الابتعاد عنه طوال فترة المباريات من أجل راحتي وراحة أبنائي· أكره الكرة في المقابل تقول سلمى محمد: أنا من النوع الذي لا يحب كرة القدم وخاصة المونديال، بعكس بعض الصديقات اللاتي أراهن يستعدين لهذه المباريات على أحر من الجمر· كل ذلك من اجل إرضاء الزوج، والغاية من ذلك هو أن الزوج يكون كالحمل الوديــــــع في هذه الفـــــــترة، فمتى طلبت الزوجة شيئا ما، وحتى لوكان باهظ الثمن كانت طلباتها مجابة لكي لا يعطيها سببا للزن· البيوت··· مقاهي أما أمل بوشلاخ فتقول بصراحة: الكثير من البيوت تتحول في هذه الفترة إلى مقاهٍ· فنرى العائلة بأكملها تجتمع في منزل واحد وتشجع الفرق، وتزداد طلبات الأكل والشرب من مكسرات وعصائر وشاي وشيشة، وما على الزوجة الا تلبية الطلبات والويل لها اذا تذمرت· وتتابع: الذي يعكر مزاج الأمهات هو توقيت المباريات المزعج فقد بدأ المونديال مع امتحانات الثانوية العامة، وبالطبع الكثير من جيل الشباب يعشق الكرة، وسيؤثر ذلك على تحصيلهم الدراسي· وفى المقابل تقول أم غدير (سارة جابر) وهي زوجة لاعب في أحد الأندية المحلية: زوجي من النوع الذي يعشق الكرة ووقته وحياته كلها للكرة، وقد عزم هذه المرة أن يسافر إلى الخارج من أجل الاستجمام بعد عناء عام كامل في العمل، ولكن في آخر لحظة تذكر المونديال، لذلك قرر تأجيل السفر حتى وقت آخر، وقد أعد لائحة لطلباته من أطباق الحلويات والمقبلات أثناء مشاهدة المباريات، منبها بأنني اذا حاولت المماطلة فسيحرمني من السفر معه· زوجي يزن وتؤكد علياء درويش ربة بيت: زوجي من النــــــــــوع الذي ''يزن وينق''، وخاصــــــة في وقت الفـــــــراغ، ولكن مــــــيزة مباريات المونديال أنها تلهـــــــيه عن ذلك، أما الــــــفراغ ما بين الشوطين فقد حسبت حسابي لذلك، حيث وفرت المكسرات والفواكه، وملأت الثلاجـــــــة بالعصير المفضــــــل لديه· صحيح أن مجريات المباراة وتقدم الفريق الذي يشجعه قد تنسيه تلك الأشياء، ولكن من يضمن؟· أما شفاء سيف، ربة بيت، فانها لن تنسى موقفا يجعلها تضحك كلما تذكرته وتشرحه بالقول: أثناء مشاهدتي لإحدى المباريات خسر الفريق الذي يشجعه زوجي، فنظر إلي وقال ''تذكري على الرغم من غضبي، أستطيع تقدير الموقف، أعرف إن ما ستقولينه مجرد كلام لتخفيف حزني، ولكن أنا لا أحتاج إلى هذا الكلام على الإطلاق، كل ما أرجوه منك فعله عندما تنتهي المباراة هو أن تتركيني وشأني، فان صمتّ أو تكلمت، إن بقيت أو غادرت، أن زمجـــــــرت أو غفوت في مكاني دعــــــيني وشأني، والا فان أي احتكاك في تلك اللحظـــــــــات العصيبة قد ينتهي باســــــتخدام الكارت الأحمـــــر وقد يصل الأمر أن زاد عن الحد الى الطرد من البيت''· وتتابع: بعد ذلك وجدت نفسي أنسحب وأذهب إلى غرفة أخرى لأتجنب عصبيته· الأسواق خالية أما ميادة زياد فتقول: الشيء الملاحظ في فترة المباريات التي تقام في الفترة الصباحية هي إن معظم المراكز التجارية والأسواق تكون شبه خالية من الرجال، والفرصة هنا سانحة للمرأة أن تصول وتجول من غير رقيب أو حسيب، كما يمكن لها أن تحصل على موقف للسيارة بسهولة ويسر من غير أن تلف وتدور حول المركز لأكثر من ساعة· لذلك نحن معشر النساء نتمنى أن تنظم المباريات كل سنة وليس كل أربع سنوات· وأخيرا نقول أن الزواج سكينة ومودة لطرفي العلاقة الزوجية، ومن صفات السكينة والمودة الديمومة والثبات والاستقرار، ومن الظلم والخطر أن نجعل تلك العلاقة المقدسة قشة في مهب عواصف المونديال·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©