في تقرير لمراسلها عائض الحربي من فرانكفورت قالت صحيفة الحياة: إن خبراء ومدربي كرة القدم يحذرون من الدقائق الأخيرة من عمر المباريات، مرجعين هذا التحذير إلى أن اللاعبين يكونوا استنفذوا الكثير من طاقاتهم، وتدني مخزون اللياقة لديهم، وفقدوا التركيز الذهني والفني اللازمين للتعامل مع نهاية المباراة، ويظهر هذا جلياً لدى الفرق التي ليست لديها خبرة كافية في التعامل مع المباريات الكبيرة، وفي المقابل تسعى المنتخبات الكبيرة إلى الاستفادة من هذا الوقت لتشديد الضغط، واستغلال هفوات لاعبي الفرق المنافسة· وقد لعبت الدقائق الأخيرة دوراً واضحاً في تحديد نتائج مباريات المونديال حتى الآن، فالفريق المضيف أطلق رصاصة الرحمة على منتخب كوستاريكا في مباراة الافتتاح، بعدما سجل لاعب وسط ألمانيا فرينغس الهدف الثالث قبل ثلاث دقائق من صافرة النهاية· ويظهر أن أصحاب الضيافة يدركون جيداً أهمية الوقت الأخير من المباراة، ففي مباراتهم أمام بولندا تألق المهاجم الخبير نيفيل، وسجل هدف فريقه قبل النهاية بدقيقة واحدة، ليضمن بذلك التأهل إلى الدور الثاني، معززاً نظرية أن الماكينات الألمانية لا تتوقف طوال دقائق المباراة· كما خسر السعوديون أيضا بالتعادل أمام تونس، بعد أن كانوا متقدمين بهدفي القحطاني والجابر في مقابل هدف الجزيري، وقبل أن تنتهي المباراة بدقيقة واحدة فقط، زرع مدافع تونس راضي الجعايدي نفسه بين مدافعي السعودية وسجل هدف التعادل، حارماً السعوديين من الفوز· وفي مباراة انجلترا وترينيداد وتوباغو، ظن الجميع أن المفاجأة ستتحقق على يد الترينيداديين، لكن الخبرة الإنجليزية حسمت الموقعة في خمس دقائق فقط، هي الفترة التي كانت متبقية من المباراة، فأحرز المهاجم كراوتش الهدف الأول، ثم أتبعه لاعب الوسط ستيفان جيرارد بالهدف الثاني· وتكرر المشهد ذاته في مباراة اليابان واستراليا، إذ كانت الأخيرة متأخرة بهدف حتى الدقائق العشر الأخيرة، لكن لاعبي اليابان فقدوا التركيز فتلقت شباكهم ثلاثة أهداف أسترالية في غضون سبع دقائق· وانتزعت السويد فوزاً بشق الأنفس من منتخب الباراجواي في الدقيقة الـ،89 بواسطة لاعب الوسط فريدريك ليوننبيرغ· ويمكن أن يتكرر مشهد الحسم في دقائق المباراة الأخيرة فيما تبقى من مباريات، ولهذا ينصح خبراء كرة القدم بالتعامل المثالي للوصول إلى بر الأمان· وعادة ما تلجأ الفرق لكسب الوقت إلى طرق غير مشروعة على حد قول الصحيفة، مثل الاستحواذ على الكرة إما بتبادلها بين اللاعبين أو بالحفاظ عليها قرب علامة الركلة الركنية، أو بتدخل المدربين بإحداث تغيير في صفوف الفريق في الدقائق الأخيرة·
عدد اليوم
