الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة

16 يوليو 2014 01:28
جوناثان فيرزيجير وسعود أبو رمضان القدس هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغزو عسكري بري لقطاع غزة في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من ضراوة الضربات الجوية المتزايدة للقوات الإسرائيلية. وقال نتنياهو في رسالة نصّية إلكترونية رداً على موجة الصواريخ المنطلقة من غزة، والتي وصلت إلى عمق 142 كيلومتراً داخل إسرائيل: «لقد قررنا تكثيف ضرباتنا على حماس وبقية المنظمات الإرهابية في قطاع غزة. وأصبحت قواتنا العسكرية متأهبة لتنفيذ جميع الخيارات المحتملة». وتحدث يوفال شتاينيتس وزير الاستخبارات والعلاقات الاستراتيجية في حكومة نتنياهو عن احتمال القيام بغزو عسكري بري وإعادة احتلال قطاع غزة الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005 بعد 28 عاماً من الاحتلال. واستدعت السلطات الإسرائيلية قبل أيام 40 ألف جندي احتياطي وبدأت الدبابات تحتل مواقعها الهجومية على طول الحدود مع القطاع. ونفذت قوات الجو الإسرائيلية مدعومة بالبوارج البحرية قصفاً عنيفاً على غزة الثلاثاء الماضي بدعوى وقف الهجمات الصاروخية من القطاع. وتُعدّ هذه المعركة الأسوأ من نوعها منذ انهيار مباحثات السلام التي تقودها الولايات المتحدة في شهر أبريل الماضي، وأيضاً بسبب مصرع أربعة مراهقين أحدهم فلسطيني وثلاثة إسرائيليون، ما قد يعني القضاء التام على فرص إعادة إحياء عملية السلام في وقت قريب. ووصل عدد الضحايا الفلسطينيين خلال أول يومين من بداية القصف الجوي والبحري الإسرائيلي إلى 30 مدنياً معظمهم من الأطفال وفقاً لما صرّح به أشرف القدرة رئيس مصلحة الإسعاف والطوارئ في غزة في اتصال هاتفي. وقصفت إسرائيل نحو 560 هدفاً في غزة خلال اليومين الأوليين من حملة القصف الجوي للمدينة، بما فيها أنفاق أنشأتها المقاومة تحت الحدود المشتركة مع إسرائيل، بالإضافة لمنصات إطلاق الصواريخ والقيادات العسكرية ومعسكرات التدريب، وفقاً للمصادر العسكرية الإسرائيلية. وقال سامي أبو زهير، الناطق باسم «حماس»، إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الخطوط الحمراء عندما قامت طائراتها القاذفة بقصف منازل المدنيين وقتل النساء والأطفال. وسوف يدفع المحتل الإسرائيلي ثمناً باهظاً جداً لهذه الجرائم النكراء التي يرتكبها في حق شعبنا». واستنكر محمود عباس خلال حديث له في رام الله بالضفة الغربية ما أسماه «حمام الدم» الإسرائيلي في غزة. وقال إنه ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العمل على دعوة الطرفين للالتزام بهدنة، وإن مجلس الأمن سوف يناقش العدوان الإسرائيلي الأربعاء أو الخميس. وقال الرئيس الفلسطيني إنه تحادث حول الموضوع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويُذكر في هذا الصدد أن مصر اعتادت على القيام بدور الوسيط لوضع حدّ للصراعات القائمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وقال وزير الخارجية المصري إنه في حالة تواصل مع الطرفين المعنيين. وألمحت إسرائيل الأربعاء الماضي إلى أنها وضعت لحملتها العسكرية هدفاً يفوق بكثير مجرّد البحث عن هدنة مؤقتة من النوع الذي وضع حداً لعملياتها العسكرية في غزة في عامي 2009 و2012. وقال شتاينيتس: «يتركز هدفنا الأول بالطبع على حماية شعبنا في إسرائيل، وتوفير الهدوء والاستقرار له، إلا أن هناك هدفاً آخر لا يقل أهمية ويتعلق بضرب حماس بقوة والقضاء على قدراتها العسكرية». وأضاف شتاينيتس في حديث مع راديو إسرائيل: «وحتى نتمكن من تحقيق هذه الأهداف، فالأمر يتطلب عودة إسرائيل لاحتلال القطاع مجدداً لبضعة أسابيع»، وأشار إلى «أنه يعتقد شخصياً أن موعد انطلاق العملية البرية يقترب بسرعة». وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، المقدم بيتير ليرنر، خلال حديث هاتفي إن إسرائيل نشرت لواءً ثالثاً من قوات المشاة إلى جانب لواءين كانا منتشرين على الحدود مع القطاع، كما تواصل استدعاء المزيد من قوات الاحتياط. وأطلق المقاومون الفلسطينيون أكثر من 250 صاروخاً وقذيفة مورتر على إسرائيل خلال يومين، وزادوا من المدى الأقصى الذي يمكن لهذه الصواريخ بلوغه ليغطي منطقة واسعة تمتد من عمق الجنوب الإسرائيلي حتى أكبر مدينتين وهما القدس وتل أبيب. ووصلت الصواريخ التي أطلقت الأربعاء الماضي باتجاه الشمال حتى مدينة زيشرون ياكوف الساحلية القريبة من ميناء حيفا. وأشارت تقارير إلى أن الصاروخ الذي ضرب مدينة «هاديرا» التي تبعد 110 كيلومترات إلى الشمال من غزة هو من نوع «إم 302»، وتم بناؤه في سوريا بعد أن قامت إيران بتزويدها بأجزائه وقطعه، وجرى تهريبه بعد ذلك إلى غزة. وقال ليرنر إن القيادة العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن الثوار الفلسطينيين يمتلكون بضع عشرات منه. وبسبب الغارات الجوية المتواصلة، بدت شوارع غزة شبه فارغة من المارة وتوقفت حركة المرور في كامل القطاع الذي يضم 1.8 مليون ساكن من الذين فضلوا جميعاً الاختباء خوفاً من القصف الجوي. وفي مدينة غزة ذاتها، تجمع المئات من كبار السن والأطفال والنساء في صفوف طويلة خارج المخابز للحصول على خبز التموين خوفاً من غزو إسرائيلي محتمل. وقال مواطن من غزة في الثلاثين من عمره يدعى يزن رجب: «نخشى أن تتطور الأمور نحو الأسوأ لأن المخابز والبقاليات بدأت تغلق أبوابها. وأصبحنا نشعر أننا نعيش أزمة حقيقية. وسوف يموت السكان جوعاً بسبب إغلاق معبر رفح مع مصر، وكذلك معابر كرم أبو سالم مع إسرائيل. ولا ندري ما إذا كان سيعاد فتحهما أم لا». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©