بسام عبد السميع (أبوظبي)
تدشن موانئ أبوظبي خلال الربع الأول من العام المقبل «بوابة المقطع» الإلكترونية، والتي تشكل نافذة موحدة لجميع الخدمات الملاحية والشحن والتجارة إلكترونياً، بما يسهم في تسريع حركة البضائع وتسيير التجارة البحرية، بحسب الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي.
وتتيح «البوابة» قاعدة معلومات موحدة لجميع الموانئ في أبوظبي وتشكل نافذة واحدة لتخليص جميع الإجراءات نظراً إلى ارتباطها بجهات تقديم الخدمات في الإمارة، مما يسهل ويسرع حركة نقل البضائع ويدفع حركة الاستثمار والتجارة البحرية في الإمارة.
وأضاف الشامسي، على هامش افتتاح المؤتمر السنوي لمنظمة مجتمعات الموانئ الدولية (IPCSA)، في العاصمة أبوظبي، أمس بعنوان «التحول الرقمي للتجارة»، أن الدولة تبنت التكنولوجيا والمعرفة كوسيلة لإيجاد حلول مبتكرة وأضحت دولة رائدة في تطوير المدن الذكية، لافتاً إلى حرص موانئ أبوظبي على تبني نموذج مماثل لتحقيق رؤيتها في أن تصبح الأفضل في قطاع خدمات الموانئ عالمية المستوى والمتكاملة وخدمات المنطقة الصناعية.
وأوضح، أن اعتماد التكنولوجيا ومواكبة أحدث التطورات يعتبران عنصرين حاسمين في عملية تطوير البنية التحتية، مشيراً إلى أنه تم تخصيص أرض جديدة تابعة لموانئ أبوظبي في المنطقة الحرة في منطقة خليفة الصناعية للعمل على استقطاب الشركات الأجنبية وضخ المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأكد الشامسي، أن الإمارات تعد الرابعة عالمياً وفقاً لآخر تقارير التنافسية من حيث جودة البنية التحتية بعد هونج كونج وسنغافورة وهولندا، متفوقة بذلك على العديد من الدول الأوربية المتقدمة والآسيوية المتقدمة مثل اليابان وألمانيا وسويسرا.
وقال: «إن الاستثمار في التكنولوجيا يعد ضرورة للموانئ حالياً كبديل رئيس لخفض التكاليف التشغيلية»، لافتاً إلى أن أحدث الإحصاءات تشير إلى أنه يمكن للعالم أن يوفر 400 مليار دولار سنوياً من ميزانيات البنية التحتية التي تقدر بتريليونات في حالة تطبيق التكنولوجيات المتقدمة.
وتابع: «سجل ميناء خليفة نمواً في مناولة الحاويات خلال العام 2016 بنسبة 11%، ما يعد من أعلى معدلات نمو في مناولة الحاويات».
وأرجع الشامسي، تحقيق الميناء معدلات نمو مرتفعة رغم تراجع التجارة العالمية إلى تطور البنية التحتية في الإمارات وتحول الدولة إلى مركز إقليمي للتجارة العالمية، إضافة إلى أتمتة ميناء خليفة، حيث يعد الميناء الوحيد في المنطقة الذي يعمل بطريقة شبه أوتوماتيكية.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن تشهد أعمال المناولة في ميناء خليفة نمواً خلال عام 2017 تزامناً مع أعمال التطوير التي يشهدها الميناء العام المقبل تمهيداً لتولي شركة كوسكو الصينية العمليات التشغيلية على امتداد الرصيف البحري في ميناء خليفة بطول 800 متر وعلى أراضي حقوق الامتياز في النصف الأول من 2018 مع إضافة 400 متر لاحقاً ومنطقة الامتياز التوسعيّة الملحقة في 2020.
وقال الشامسي: «تحرص موانئ أبوظبي على تقديم خدمات بحرية عالية الجودة، وتوفير الدعم لمشاريع البنية التحتية مع الشركاء وتأسيس شراكات جديدة تخدم قطاعات متنوعة من الأعمال المرتبطة بالموانئ والخدمات اللوجستية».
وحضر المؤتمر الذي تستضيفه بوابة المقطع التابعة لموانئ أبوظبي، لأول مرة في منطقة الخليج العربي، أكثر من مئة مسؤول تنفيذي وخبير استراتيجي ومختص يمثلون أبرز الشركات والمؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية العاملة في مختلف قطاعات التجارة.
وشارك في المؤتمر الذي عقد تحت شعار «التحول الرقمي للتجارة»، 12 متحدثاً، وتحدث خلال الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان: «التوجه الاستراتيجي لسلسلة التوريد العالمية»، كل من ديفيد كير، نائب أول للرئيس لشركة الاتحاد لإدارة الشحن العالمية، وشادي ملك، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة الاتحاد للقطارات دي بي.
وأجمع المتحدثون خلال الجلسة على توجههم نحو التحول الرقمي في تقديم خدماتهم مستفيدين من الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية العالمية لدولة الإمارات والتي تربطهم بأهم الأسواق الإقليمية والعالمية. كما أشاروا إلى أهمية تبني الأنظمة الإلكترونية في القطاع اللوجستي عبر جميع مراحل سلسلة التوريد ودورها في تحقيق السرعة والسهولة في تنفيذ العمليات، بالإضافة إلى تعزيز الأمن، والشفافية، ورفع مستويات الجودة.
وتناولت جلسة المؤتمر الثانية موضوع تسهيل التجارة العالمية، وشارك فيها كل من أحمد بن لاحج، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الجمركية بالهيئة الاتحادية للجمارك في دولة الإمارات، وفيرجينيا كرام-مارتوس، مدير التعاون الاقتصادي والتجارة - اللجنة الاقتصادية الأوروبية (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا)، وفرانك جانسينس، رئيس وحدة الضرائب والاتحاد الجمركي الأوروبي.
وسلطت الجلسة النقاشية الثالثة الضوء على الموضوع الرئيس لمؤتمر هذا العام وهو «التحول الرقمي للتجارة»، وتناولت الجلسة التي قدمتها الدكتورة نورة الظاهري أمثلة حية محلية وإقليمية ودولية في هذا المجال، وشارك فيها كل من د.فانثيان زويسونغدام، رئيس برنامج SmartPort، هيئة ميناء هامبورغ، هانس كوك، استشاري تطوير أعمال أول في بورتبيس روتردام.
نورة الظاهري:
التحول الرقمي يسرّع الأنشطة والأعمال
أبوظبي (الاتحاد)
قالت الدكتورة نورة الظاهري، المدير العام لبوابة المقطع: «إن من شأن التحول الرقمي أن يسرّع الأنشطة التجارية والأعمال في الدولة، عبر توفير الخدمات بطريقة مبتكرة تعزز من مستويات الكفاءة».
وأضافت الظاهري: «لقد استعنا بأحدث الوسائل التكنولوجية لمواكبة متطلبات العملاء الحديثة في عصرنا الرقمي الحالي، ولكن التكنولوجيا وحدها لن تكفي، فمن المهم إشراك المواهب الشابة لتحديث النموذج التقليدي لإدارة الأعمال بطريقة مبدعة لإرضاء هؤلاء العملاء»
وقالت: «لقد أدركنا بأن المستقبل لا يرتبط فقط بتطوير البنية التحتية، ويجب أن يكون هناك نهج مبتكر نحو توحيد مجتمعات الموانئ»، مشيرة إلى أن موانئ أبوظبي تبنت البرامج الرقمية التي تتميز بالربط بين مختلف التطبيقات، من أجل تقديم خدمات عالية المستوى، معربةً عن شعورها بالفخر بالتقدم الذي تم إحرازه خلال الأعوام القليلة الماضية، والذي يبدو جلياً في بوابة المقطع.
وأعربت عن سعادتها باستضافة مؤتمر منظمة مجتمعات الموانئ الدولية.
عدد اليوم
