تأشيرة الاستثمار·· أقصر الطرق لدخول أميركا!

إعداد - محمد عبدالرحيم: أصبحت تأشيرة العمل أو العيش في الولايات المتحدة الأميركية من الأمور الصعبة التي تواجه العديد من طالبي اللجوء أو الهجرة، وعلى الرغم من تلك الصعوبات إلا ان البعض استطاع مؤخرا التوصل إلى مسار قانوني أكثر بساطة وسرعة ويتمثل في المقدرة المالية على شراء أعمال تجارية هناك· فالأجانب الذين بإمكانهم شراء أعمال تجارية تعمل على خلق الوظائف في أميركا وضخ أموال في عروق الاقتصاد أصبح باستطاعهم الحصول على تأشيرة المستثمر التي أطلق عليها اسم "E2", وشهدت إعداد التأشيرات المصدق عليها نمواً مستمراً لتصل إلى نحو 28,290 ألف تأشيرة عام 2005 بزيادة نسبتها 40 في المئة عن تلك التي تم إصدارها عام 1997 وفقاً لاحصائيات وزارة الداخلية الأميركية· وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال إن هذه الأعمال التجارية استمرت تتركز في المناطق الحضرية في ولايات سمثل فلوريدا التي تمكنت من اجتذاب أعداد كبيرة من المواطنين البرطانيين بالتأشيرة من نوع "E2", ولا تطلب وزارة الداخلية الأميركية أي قدر محدد من حجم الاستثمارات، إذ تقول عوضاً عن ذلك أن على مالك العمل التجاري أن يستثمر ''كمية مقدرة من رأس المال'' بحيث تفضي إلى ''دخل يكفي لتوفير الحد الأدنى من المعيشة للمستثمر وعائلته ومستخدميه''· ولكن المحققين العاملين في وزارة الهجرة ذكروا أن معظم الأعمال التجارية تم شراؤها بمبالغ تزيد على 100 ألف دولار، وبذلك فإن تأشيرة الاستثمار أصبحت بشكل خاص تتلقى شعبية جارفة من قبل المواطنين في الدول التي تتسم باقتصاديات نشطة ومزدهرة، إذ حصل المواطنون اليابانيون على 12,010 ألف تأشيرة من نوع"2E" عام 2005 بزيادة نسبتها 16 في المئة مقارنة بعام ،1997 بينما تم اصدار 3,170 ألف تأشيرة للاستثمار للمواطنين البريطانيين بزيادة نسبتها 47 في المئة عن عام 1997 أما الألمان فقد حصلوا على 3,066 ألف تأشيرة عام 2005 بزيادة نسبتها 85 في المئة مقارنة بعام ·1997 وشهدت أعداد التأشيرات الممنوحة للمواطنين في كوريا الجنوبية حجماً أكبر من ضعفها لتصل إلى مستوى 2199 تأشيرة للاستثمار مقارنة بعام ،1997 حيث يذكر أن العمل بدأ بهذا النوع من التأشيرات عام 1952 بموجب قانون الهجرة والجنسية الأميركي· وفي الوقت الذي لا توجد فيه حصة محددة لعدد التأشيرات الاستثمارية التي يمكن اصدارها إلا أن المستثمرين الذين يحق لهم الحصول على هذه التأشيرة يتعين عليهم أن يحملوا جنسية عشرات الدول التي لديها اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة الأميركية· وعلى الرغم من أن حاملي هذه التأشيرة لا يشكلون سوى كسر من مجموع حاملي تأشيرات الهجرة وغيرها الا أن تأشيرة المستثمر أصبحت تمثل العديد من الأشخاص - وبخاصة أولئك الذين لديهم قدر قليل من الأموال- بديلاً جاذباً للعديد من تلك السبل المعقدة والمطولة لدخول الأراضي الأميركية· وبإمكان المتقدمين لطلبات تأشيرة الاستثمار الذهاب مباشرة إلى السفارة الأميركية في دولهم وتجاوز موافقة وزارة العمل الأميركية أو خدمة المواطنة والهجرة حيث يستغرق الأمر سنوات من المتقدمين لتأشيرات مؤقتة من قبل العمالة الماهرة وأصحاب المهن التجارية الأخرى· ففي لندن تستغرق عملية الانتظار لاستلام تأشيرة الاستثمار فترة تتراوح ما بين 16 إلى 20 أسبوعا وفقاً لما ذكره محامو الهجرة والبريطانيين الذين حصلوا على تأشيرة "E2". وعلى العكس من ذلك فإن تأشيرات العمل الأخرى الخاصة بالعمالة الماهرة المؤقتة تحتاج إلى سنوات من الانتظار في دول مثل الهند· أما تأشيرة "E2" فيتم اصدارها عادة وهي صالحة لفترة عامين ويمكن تجديدها لفترة غير محددة طالما أن المستثمر مستمر في إدارة عمله التجاري ويستدر أموالا أكثر من كافية لدعم واسناد عائلته· وكذلك فإن تأشيرة "E2" تغطي أيضاً الزوج أو الزوجة والأطفال ممن لا تزيد أعمارهم على الحادية والعشرين· ويمكن للمستثمر بعد ذلك التقدم لطلب البطاقة الخضراء ثم الجنسية في وقت لاحق· وحتى هذا الوقت نجح العديد من المواطنين الأجانب من مختلف الجنسيات في تأسيس الشركات الخاصة بهم في جميع الانحاء الأميركية وبخاصة في ولاية فلوريدا التي تلقى اقبالاً متزايداً من المواطنين البريطانيين إذ يقول جيمس جاميسون الذي جاء كمستمر وأصبح مقيماً دائماً في مدينة تاربون سبرينج في فلوريدا ولديه شركة لخدمات النظافة هناك ''النسبة للعائلات البريطانية التي ترغب في تأسيس اعمال تجارية والدخول في تجربة نوع جديد من الحياة فإن فلوريدا تعتبر نموذجاً جيداً نسبة لما تتسم به من سهولة وعدم وجود حواجز لغوية كما هو الحال في الدول الأوروبية المجاورة·