استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة بعد ظهر أمس بعد أن رفضت حركة «حماس» اقتراح التهدئة الذي اقترحته مصر، وأطلقت عشرات الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، التي أوقعت أول قتيل إسرائيلي في المواجهة المستمرة، مقابل استشهاد 9 فلسطينيين بسلسلة الغارات التي أعقبت انهيار عرض الهدنة التي لم تستمر إلا لـ 6 ساعات، مما يرفع إلى 198 شهيداً بالعدوان المستمر منذ أسبوع. وفي تطور مفاجئ، أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نائب وزير الدفاع داني دانون. في الأثناء، أفاد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع أن قيادة الجيش لا توصي بتنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة، بل الاكتفاء بشن عمليات عسكرية برية محدودة لمكافحة شبكة الأنفاق الهجومية، خشية التورط في حرب لفترة طويلة وخسائر كبيرة، خاصة وأنها لا تضع ضمن أهداف الحرب تقويض سلطة «حماس»، كما أنها لا تريد العودة لاحتلال غزة بشكل مباشر. في حين نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن المسؤول نفسه، مساء أمس قوله «توصياتنا للمستوى السياسي في هذا الشأن واضحة. العمليات البرية لتدمير الأنفاق تستغرق أسبوعاً إلى أسبوعين، والقوات المتواجدة قبالة غزة تدربت على ذلك وهم جاهزون.. هناك عدد قليل من الأنفاق لكن خطرها كبير ولم نكشفها بعد ويمكن أن تكون أهدافاً للعمليات».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مدنياً إسرائيلياً قتل جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة أمس، ليكون بذلك أول إسرائيلي يلقى مصرعه بالعنف المستمر منذ 8 أيام بين إسرائيل و«حماس». وقال الجيش إن الرجل قتل بالقرب من معبر ايريز الفاصل بين إسرائيل وغزة. وصرح متحدث باسم أجهزة الطوارئ الإسرائيلية أن القتيل (38 عاماً) وصل إلى المعبر لتوزيع الطعام على الجنود المنتشرين هناك. وأعلنت كتائب «عز الدين القسام» الجناح المسلح لـ «حماس» في بيان مساء أمس، أنها قصفت معبر ايريز، قائلة إن عناصرها «تقصف حشودات عسكرية عند موقع ايريز بخمس قذائف هاون 80». كما أعلنت في بيان آخر عن قصفها لمدينة تل أبيب بالاشتراك مع «سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي». وجاء في البيان أنه «في عملية مشتركة كتائب القسام وسرايا القدس تقصفان تل أبيب بـ 4 صواريخ ام-75».
بدورها، أعلنت «سرايا القدس» في بيان منفصل أن «الوحدات الصاروخية لسرايا القدس وكتائب القسام تقصف تل أبيب بعشرات الصواريخ الساعة السابعة مساء».
وأضافت أن «صليات من صواريخ براق ام-70 وام-75 تستهدف تل أبيب الآن».
من جهته، أكد راديو إسرائيل أن مصنعا في أسدود تعرض لإطلاق صواريخ، لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى، بينما سقط صاروخ في سديروت، مما أدى لوقوع أضرار مادية كبيرة. وكان جندي إسرائيلي أصيب أمس الأول، بشظايا قذيفة هاون سقطت على قاعدة عسكرية في عسقلان على الحدود مع غزة. وأصابت صواريخ الفصائل الفلسطينية المسلحة منزلاً إسرائيلياً بشكل مباشر، وانطلقت بعدها صفارات الإنذار في إسدود وعسقلان جنوبي إسرائيل. وأظهرت لقطات تلفزيونية نظام القبة الحديدية وهو يعترض عدة صواريخ فوق مدينة أسدود ودوت صافرات الإنذار في أجزاء أخرى من جنوب إسرائيل. وكتب الجيش الإسرائيلي في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر «أطلقت حماس 47 صاروخاً منذ أن أوقفنا غاراتنا على غزة في التاسعة صباحاً. ونتيجة لذلك، استأنفنا عمليتنا ضدها».
بالتوازي، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية في قطاع غزة بعد توقف دام 6 ساعات، بحسب مراسلي فرانس برس وشهود عيان. وقصفت الطائرات الإسرائيلية شرق مدينة غزة مما أدى إلى استشهاد فلسطيني. كما استشهد أمسن فلسطيني بقصف إسرائيلي على مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأكد أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة «استشهاد المسن صبحي عبد الحميد موسى (77 عاماً) جراء استهداف منطقة زراعية بخانيونس». كما أعلن القدرة استشهاد المواطن إسماعيل فتوح (24 عاماً) جراء قصف لمنطقة الزيتون جنوب مدينة غزة. وفي بلدة بيت حانون أصيب مواطن بجروح إثر قصف مدفعي استهدف منزله بحسب مصادر طبية. وأشار القدرة الى ان عدد الجرحى الفلسطينيين منذ بدء العملية الإسرائيلية على القطاع تجاوز 1480 جريحاً. وأصيب أكثر من 17 مواطناً أصيبوا بجروح متوسطة وبالغة، جراء سلسلة غارات طالت أهدافاً في خانيونس والمغراقة وغزة وبيت لاهيا. وأشارت المصادر إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت أراضي زراعية وأخرى خالية إلى جانب مواقع للمقاومة.
كما استهدف الطيران الإسرائيلي 3 منازل لعائلة بدوان في حي الزيتون جنوب غزة وآخر يعود لعائلة الغول في مخيم الشاطئ، تزامناً مع غارة لسلاح الطيران على منزل يعود لعائلة الدحدوح في منطقة تل الهوى. واعتصم عشرات الشبان في رام الله وسط الضفة الغربية عصر أمس، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، رافضين التنسيق الأمني المستمر بين أجهزة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
ورفع المشاركون لافتات تتضمن عبارات التضامن مع غزة وهتفوا للمقاومة الفلسطينية. وانطلق المشاركون في مسيرة جابت مركز مدينة رام الله، داعين السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة إصابة 10 فلسطينيين وبينهم 3 إطفال بغارة جوية على منطقة جباليا.
(رام الله الاتحاد، وكالات)
عدد اليوم
