الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كوبا تشعل غضب الولايات المتحدة

18 يونيو 2006 11:49
إعداد- محمد عبدالرحيم: وقعت كل من الولايات المتحدة الأميركية وكوبا في العام 1977 على اتفاقية تقسم بالتساوي مضيق فلوريدا بين الجانبين من أجل مساعدة كل دولة الحفاظ على حقوقها الاقتصادية وتتضمن امكانية الدخول إلى حقول النفط والغاز الهائلة تحت الماء الواقعة على جانبي الخط البحري· والآن ومع تصاعد أسعار وتكاليف الطاقة إلى عنان السماء أخذت الخطط تمضي قدماً في عمليات الحفر في هذا العام الا ان جميعها اقتصر على الجانب الكوبي· ورغم حاجتها المتواضعة للطاقة وافتقادها إلى المقدرات الفنية اللازمة في عمليات الحفر فقد سارعت كوبا للدخول في مفاوضات لإبرام اتفاقيات للتأجير مع الصين ودول أخرى متعطشة للطاقة بهدف استخراج واقتسام هذه الموارد· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون فإن خطط الحفر الكوبية ظلت أصلاً موجودة في داخل الدهاليز الحكومية تنتظر التنفيذ لسنوات عديدة· ولكن الآن وبعد دخول الصين والهند ودول أخرى على الخط ومع ارتفاع أسعار الوقود بصورة استثنائية فقد بدأت أعداد متزايدة من مصممي القوانين وزعماء ورجال الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية تجأر بالشكوى وهم يزعمون بأن الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة لعقود طويلة على عمليات الحفر في المياه الساحلية أخذ يشعل تكاليف الطاقة المحلية، وبالنسبة إلى هذه الحالة فمن شأنه أن يمنح اثنين من الدول الرئيسية المنافسة اقتصادياً للولايات المتحدة إمكانية الدخول إلى موارد الطاقة على حساب الولايات المتحدة· ويقول شارلس دريفنا نائب الرئيس التنفيذي للاتحاد الوطني للبتروكيماويات ومصافي التكرير في معرض تعليقه على التعاون الكوبي مع الهند والصين: ''انها احدى سخريات القدر لطالما اخترنا ان نغلق هذه المصادر ونقف جانباً كمراقبين بينما دخلت هاتان الدولتان للاستفادة من موارد تتواجد في حديقتنا الخلفية''· وتقدر دراسة المسح الجيولوجي الأميركي أن حقول الطاقة الموجودة على الجانب الكوبي وحده قد تحتوي على 4,6 مليار برميل من النفط و9,8 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي· ولكن هذا القدر الهائل من الطاقة لا يعادل سوى أشهر عديدة من إجمالي الاستهلاك الأميركي للطاقة· وعلى الرغم من أن الدراسة لم تشر إلى كمية احتياطي الطاقة المتواجدة على الجانب الأميركي من مضيق فلوريدا باتجاه الشمال من كوبا، الا ان معظم الجرف القاري الخارجي - اي المياه التي تمتد إلى 200 ميل - قد توقفت فيها عمليات الحفر منذ أوائل حقبة الثمانينيات بسبب الحظر الذي فرضه الكونجرس· ضغوط على الكونجرس وإلى ذلك فإن الرئيس جورج دبليو بوش الذي جدد العمل باتفاقية 1977 في ديسمبر الماضي لمدة عامين آخرين كان قد لاحظ الطلب الصيني المتنامي على النفط والجهود الدولية للحصول عليه كسبب رئيسي لارتفاع أسعار الجازولين· أما بالنسبة لدريفنا والاشخاص الآخرين الذين يمارسون ضغوطهم على الكونجرس من أجل رفع الحظر فإن الاستكشافات النفطية في المياه الساحلية انما تمثل خطوة مهمة باتجاه تحقيق الاستقلالية في الطاقة وانخفاض أسعارها· وتشير تقديرات وزارة الداخلية إلى ان الجرف القاري الخارجي يستلقي على أكثر من 115 مليار برميل من النفط و633 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج· وحسب مستوى الاستهلاك الحالي فإن هذه الكميات من شأنها ان تكفي الحاجة الاميركية للنفط لستة عشر عاماً قادمة وللغاز الطبيعي لفترة بحوالي 25 عاماً· بيد أن المعارضين لعمليات الحفر في داخل المياه الأميركية يشيرون إلى ان هذه العمليات سوف تتمخض عن العديد من المخاطر البيئية إلى جانب أنها سوف تلحق اضراراً بالجهود الرامية لترشيد الاستهلاك على المدى الطويل· وهم يدعون ايضا ان امدادات إضافية متواضعة الحجم من النفط ليس من شأنها ان تؤدي بالضرورة إلى خفض اسعار الجازولين في الولايات المتحدة الأميركية لأن النفط تجرى التعاملات به في السوق العالمية· أما المؤيديون لعمليات الحفر فقد ذكروا من جانبهم بأن الوقت قد حان لرفع الحظر وبخاصة مع تدافع الصين والهند للاستيلاء على حصة من النفط والغاز بالقرب من السواحل الأميركية· وكان السناتور لاري كريج الجمهوري عن ولاية ايداهو قد عبّر عن شكواه وهو يصرخ في قاعة البرلمان قائلاً: ''لا يجب مطلقاً السماح للصين الحمراء بالحفر عن النفط على مسافة قريبة من شواطئنا وبدون منافسة من الصناعة الأميركية''· دعوة الشركات وعلى الجانب الآخر فقد عمدت كوبا إلى تقسيم المنطقة الخاصة بها في مضيق فلوريدا إلى 59 امتيازاً للإيجار· وابتداءً من شهر فبراير الماضي سارعت الدول الأجنبية إلى تأمين حقوقها او المفاوضة على هذه الحقوق في 16 من هذه الامتيازات وفقاً للوثائق الحكومية الكوبية· وذكر كيربي جونز مؤسس اتحاد التجارة الاميركية الكوبية المجموعة التي تروج للمصالح التجارية الاميركية في كوبا، ان كوبا أبرمت اتفاقيات مع شركات من الصين والهند وإسبانيا بالاضافة إلى كندا، وفي مؤتمر للتجارة عقد مؤخراً في مدينة مكسيكو برعاية جونز وجه المسؤولون الكوبيون الدعوة لشركات النفط الاميركية للتقدم بمناقصاتهم في الامتيازات الأخرى المتبقية على الجانب الكوبي في مضيق فلوريدا حتى على الرغم من أن الحفر في المياه الكوبية يعتبر انتهاكاً للحظر التجاري الاميركي على كوبا· ويقول جونز تعليقاً على هذه المبادرة: ''اعتقد ان الهدف الرئيسي منها هو لفت انظار التنفيذيين في شركات النفط الأميركية لكي يدركوا ما يحدث الآن في كوبا''· ولكن اعفاء الشركات الاميركية فيما يتعلق بعمليات الحفر أمر لا يبدو أنه قابل للتحقق في ظل وجود عدد كبير من مشرعي القوانين الذين يعارضون وجود أية علاقة اقتصادية مع كوبا طالما ظل فيدل كاسترو رئيساً لهذه الدولة الاشتراكية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©