17 فبراير 2009 01:44
حذرت وزارة الداخلية مستخدمي الهواتف النقالة من ''الانصياع أو تصديق'' الرسائل النصية وحتى المكالمات الهاتفية التي تصلهم من شتى الاماكن لتبلغهم من خلالها بفوزهم بجائزة، في وقت تسعى فيه هيئة تنظيم الاتصالات للاعلان قريبا عن حزمة من الإجراءات لتوفير اكبر قدر ممكن من الأمان للمشتركين·
وجاء تحذير الداخلية اثر تلقي مركز شرطة العاصمة 14 بلاغا من ضحايا عمليات نصب واحتيال عبر الهاتف تمكن منفذوها من الاستيلاء على حوالي 120 ألف درهم·
وقال العميد عمير محمد المهيري مدير شرطة العاصمة ''ان تلك الأرقام لا يمكن قياسها لكشف العدد الحقيقي لجرائم النصب نظراً لعدم قيام العديد من الضحايا بالإبلاغ عن عمليات النصب التي تعرضوا لها''، محذرا من الانصياع لها مهما اتبعت تلك العصابات من وسائل للإيقاع بضحاياها وسلب أموالهم بمختلف الوسائل·
وأضاف العميد المهيري أن جرائم النصب والاحتيال عبر استخدام تكنولوجيا الاتصال تعتبر من الجرائم الحديثة التي تم ارتكابها في منطقة أبوظبي مشيرا إلى أن البلاغات عموما لا تتجاوز الثلاث بلاغات على فترات متباعدة·
وبحسب المهيري، يتسلم بعض الأشخاص رسائل عن طريق البريد الالكتروني يوهم ''النصابون فيها ضحاياهم بأنهم ربحوا جوائز نقدية تقدر بمئات الآلاف ويطلبون منهم إرسال مبالغ مالية لتسلام جائزتهم، وحينما يرسلون المبالغ المطلوبة يكتشفون أنهم وقعوا ضحية لعملية نصب من خارج الدولة·
وفور تلقي البلاغ، تبدأ الشرطة متابعة إجراءاتها بالبحث والتحري وتتبع الرسائل الالكترونية بالتعاون مع الهيئة العامة للاتصالات للوصول للجهة التي تم تلقي الرسائل منها·
وكان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية أكد على أهمية دور الأسرة في توعية الأبناء وتحصينهم من مخاطر وسلبيات التقنية وتكثيف مراقبتهم وتوجيههم نحو الاستخدام السليم والهادف لتقنية المعلومات·
ودعا الجهات المعنية وعموم قطاعات المجتمع للقيام بدورها ومسؤوليتها في بث الوعي حول خطورة الاستخدام السلبي لتقنية المعلومات مؤكدا دور الإعلام الهادف الذي تقوم به المؤسسات في هذا الإطار فضلاً عن حث سموه مختلف القطاعات على القيام بتنظيم المؤتمرات والندوات وحلقات البحث والنقاش مما يحقق الحصانة لدى المجتمع وأفراده وحمايتهم ما أمكن من الجرائم بمختلف أنواعها وأشكالها·
وأعرب العميد المهيري عن أسفه لعدم قيام بعض الضحايا بالإبلاغ عن الجريمة إما لإحساس الواحد منهم بأنه شريك فيها أو لأسباب اجتماعية واعتبارات أخرى، داعيا الجمهور إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم التجاوب نهائيا مع هذه الاتصالات وعدم تمكين المجرمين من مآربهم·
واكد حرص إدارة الشؤون الفنية والإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب سمو وزير الداخلية على تعزيز جهود التوعية الأمنية بين أفراد المجتمع بهذه الظاهرة وغيرها من الظواهر من خلال عدم الوقوع فريسة سهلة للجناة·
وطالب الجمهور بضرورة عدم كشف بياناتهم الشخصية والمصرفية الخاصة بهم للآخرين أو التعاطي مع الرسائل الوهمية التي تصلهم من بعض ضعاف النفوس الذين يتفننون في ابتكار الحيل وأساليب الخداع للاستيلاء على أموال الناس دون وجه حق·
وقدم العميد المهيري مثالا عمليا لأحد الضحايا الذي تلقى اتصالا هاتفياً من مجهول يفيده بأنه ربح أربعمائة ألف درهم، وطلب منه إعطاءه أرقام بطاقات واصل المدفوعة مسبقاً بعدد (558) وبقيمة (81900) درهم وطلب منه رقم حسابه، وبعد الانتهاء من تنفيذ جميع الطلبات، دعاه الجناة إلى حرق بطاقة هاتفه بحجة انه فاز بالجائزة·
وحث العميد المهيري الجمهور على سرعة الإبلاغ عن أية اتصالات ترد إليهم يكون غرضها ارتكاب فعل إجرامي، سواء أكانت هذه الاتصالات محلية أو أجنبية لافتا إلى ضرورة التعاون المشترك بين الشرطة والمجتمع في مكافحة الجريمة وضبط مرتكبيها·
وانتقد العميد المهيري استغلال الجناة للتكنولوجيا الحديثة في ممارساتهم الإجرامية ووصفهم بغير الأسوياء الذين مهما تواصلت ممارساتهم سيقعون في النهاية في قبضة الشرطة التي تحرص على التعاون المشترك مع الجمهور في زيادة الوعي وتعزيز صور الوقاية من الجريمة والإبلاغ في ذات الوقت عن أي ممارسات رخيصة تقع بحقهم·
من جانبه ارجع المدير العام لهيئة تنظيم اتصالات محمد ناصر الغانم، ضعف الرقابة على تلك الرسائل ومصادرها الى أسباب تجارية وربحية بحتة· واكد ان الهيئة تسعى بشتى السبل إلى فرض وسائل حماية حديثة فضلا عن حزمة من الإجراءات التي ستصدرها الهيئة قريبا لتوفير اكبر قدر ممكن من الأمان للمشتركين في خدمة الهواتف النقالة فضلا عن الانترنت وغيرهما·
المصدر: أبوظبي
عدد اليوم
