الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأمير هاري.. مشروع أسطورة تقهر «أوهام الورق»!

الأمير هاري.. مشروع أسطورة تقهر «أوهام الورق»!
24 أكتوبر 2017 00:40
محمد حامد (دبي) ماذا تفعل إذا امتلكت الإعلام الأكثر تأثيراً، والدوري الأقوى في العالم وليس لديك اللاعب الأفضل؟ تلك هي مشكلة الإنجليز الأبدية، مما دفعهم لصناعة أساطير على الورق، صحيح أنهم اقتربوا من مواصفات «الأسطورة الحقيقية» لكنهم لم يبلغوها، فقد أثاروا الجدل بالنظر إلى عدم تكاملهم، خاصة فيما يتعلق بعدم التألق خارجياً مع الأندية الأوروبية العملاقة «خارج الدوري الإنجليزي»، وكذلك عدم قدرتهم على تحقيق شيء يذكر لمنتخب «الأسود الثلاثة» منذ عام 1966، فمنذ هذا الوقت وهو يبدو أسداً بلا أنياب، سواء مونديالياً أو قارياً، كما أن غالبيتهم لا يملكون مهارة أو موهبة اللاعب اللاتيني مثلاً. الصحافة الإنجليزية لديها القدرة على صنع الأيقونات، هذا ما حدث مع النجم الأشهر دافيد بيكهام، وتكرر مع وين روني، والموهوب مايكل أوين، وكذلك جاري لينيكر، وآلان شيرر الهداف التاريخي للبريميرليج، وآندي كول، ولامبارد، وشيرنجهام، وغيرهم من النجوم الذين فعلوا كل شيء في كرة القدم، ولكنهم لم يحصدوا لقب الأسطورة خارج حدود الإمبراطورية التي كانت لا تغرب عنها الشمس. ظهر كين بقوة مع توتنهام في موسم 2014 - 2015، وعلى الرغم من أنه واجه الكثير من المعاناة قبل الموسم المشار إليه في ظل إعارته لأندية مجهولة، مثل ليتون أورينت، وميلوال، وكذلك نوريتش سيتي وغيرها من أندية دوري الظل والظلام، فإنه تألق على نحو مفاجئ، ليسجل في موسم 2014 - 2015، عدداً من الأهداف جعله ثانياً على لائحة أفضل الهدافين في البريميرليج برصيد 21 هدفاً، ولم يتقدم عليه سوى أجويرو. وفي الموسم التالي تعملق كين وانتزع لقب الهداف برصيد 25 هدفاً، وفي الموسم الماضي فعلها من جديد وحصد لقب هداف الدوري برصيد 29 هدفاً، متفوقاً على جميع النجوم الذين أتوا من خارج إنجلترا، وهو أمر لا يتكرر كثيراً في دوري يعتمد بصورة شبه مطلقة على المحترف القادم من خارج الحدود، واللافت في الأمر أن تألق «الأمير» هاري أخذ معه توتنهام إلى المنافسة على القمة، ولم يكن مجرد توهج فردي للاعب يملك قدرات تهديفية خاصة ومواصفات بدنية تجعله أحد أفضل المهاجمين في العالم في الوقت الراهن. الموسم الجاري شهد مزيداً من التألق لنجم الفريق اللندني، فقد سجل 8 أهداف يتصدر بها قائمة الهدافين في البريميرليج، متقدماً على لوكاكو وأجويرو، كما أحرز 5 أهداف في 3 مباريات بدوري الأبطال، ليدخل قائمة النجوم الذين يسجلون أكثر مما يلعبون على طريقة ميسي ورونالدو، رافعاً رصيده خلال الموسم الحالي إلى 13 هدفاً في 12 مباراة، وفي المباراة الأخيرة سجل ثنائية في مرمى ليفربول ليقود فريقه للفوز 4-1 رافعاً رصيده إلى 20 نقطة، ليشارك مان يونايتد في الوصافة، في حين ينفرد سيتي بالقمة بـ 25 نقطة. النجم الإنجليزي قال إنه ورث جينات الموهبة الكروية من الأم، فغضب الأب، حيث أكد أن والد الأم وهو الجد إيريك كان لاعباً موهوباً، وها هو الحفيد يتألق، مما دفع ريال مدريد إلى جعله المطلوب الأول لارتداء قميص الملكي، وقد ظهر ذلك في اهتمام بيريز به قبل وأثناء مباراة الريال مع توتنهام، في الجولة الماضية بدوري الأبطال، وهي المباراة التي تألق خلالها في قلب البرنابيو. زين الدين زيدان أحد أساطير الساحرة لا يتغزل في أحد، إلا أنه هذه المرة قالها دون مواربة متحدثاً عن كين:«إنه أحد أكثر اللاعبين تكاملاً في العالم»، هذا الغزل تسبب في شعور الهداف الإنجليزي ببعض الخجل، فما كان منه إلا أن رد قائلاً: هذه الإشادة الرائعة تجعلني أكثر ثقة، لكنني أعلم أن هناك بعض الأشياء التي أحتاج إلى تطويرها، لن أتوقف عن محاولة تطوير نفسي. وتشير الأرقام إلى أن كين أفضل تهديفياً من رونالدو المتوج بالكرة الذهبية والمتربع على عرش النجومية عالمياً، فقد سجل كين مع توتنهام والمنتخب 45 هدفاً في 40 مباراة في 2017، في حين أحرز رونالدو 44 هدفاً في 47 مباراة، إلا أن الحصول على الكرة الذهبية والترشح يبدو أمراً بالغ التعقيد لارتباطه بالإنجازات الفردية وكذلك الجماعية، كما أن مكانة اللاعب الإعلامية والإعلانية لها نصيب الأسد في ترشحه للحصول على «كرة الذهب». الملك.. هل ينقذ توتنهام من «السوبر ماركت»؟! دبي (الاتحاد) يبدو أن الغزل القادم من مدريد له ما يبرره، حيث يسعى النادي الملكي للحصول على خدمات كين، وفي حال نجحت تلك المساعي فإن توتنهام «السبيرز» سوف يظل «سوبر ماركت» الريال، فقد حصل النادي الملكي على خدمات لوكا مودريتش وجاريث بيل من صفوف توتنهام، وهو ما أثار غضب جماهير النادي اللندني، خاصة أن مودريتش الملقب بكرويف البلقان وبيل كانا الأفضل في صفوف الفريق. الإشارات القادمة من عاصمة الضباب تؤكد أن كين لن يرحل إلى الريال، فهو اللاعب الذي يبني توتنهام حوله كياناً كروياً قوياً يمكنه أن ينافس بقوة على البطولات، وخاصة لقب الدوري الذي لم يحصل عليه الفريق منذ عام 1961، كما أن كين أصبح رمزاً لما يسمى في كرة القدم «ابن النادي»، فهو من عشاق توتنهام، وكذلك عائلته، ومن ثم سيكون من الصعب أن يصبح مجرد بضاعة في «سوبر ماركت» توتنهام يحصل عليها أثرياء مدريد. %65 من قراء «الاتحاد» يبصمون للهداف دبي (الاتحاد) تفاعل قراء «الاتحاد» عبر منصة تويتر مع استطلاع الرأي، الذي يرصد أسطورة كين التهديفية التي تتشكل في الوقت الراهن، وصوت 65 % لخيار أنه سوف يصبح يوماً ما أسطورة تهديفية حقيقية، بعيداً عن قبضة الإعلام الإنجليزي الذي اعتاد صناعة أساطير على الورق، فيما صوت 35 % للخيار العكسي، في إشارة إلى أنهم لا يثقون في قدرة «الأمير هاري» على مواصلة المسيرة بنفس التوهج، وعلى الرغم من أنه يقدم مستويات تؤشر إلى تطوره كل يوم، فإن المهمة لن تكون سهلة، فالأسطورة تتشكل حينما يكون اللاعب مؤثراً في كل مباراة على ميسي ورونالدو مثلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©