الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شرطة أبوظبي تتعاون مع مختلف الجهات للتصدي للمخدرات

شرطة أبوظبي تتعاون مع مختلف الجهات للتصدي للمخدرات
1 يوليو 2011 23:16
شاركت الإمارات دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات تحت شعار “أسرتي سعادتي.. ولا للمخدرات”، والذي يعدّ امتداداً لخطط وبرامج التوعية التي تنفذها أجهزة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية على مدار العام. وفي إطار جهود التوعية المتواصلة لمكافحة المخدرات والوقاية منها، أطلقت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، حملة توعية لأفراد وشرائح المجتمع كافة، باعتبار أن مكافحة المخدرات مسؤولية مجتمعية مشتركة. وأكد المقدم فيصل علي الكعبي، رئيس قسم مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، أن الإمارات بصفة عامة، وشرطة أبوظبي بصفة خاصة، تولي مكافحة المخدرات والتصدي لها أهمية كبيرة، وتبذل جهداً كبيراً للقضاء على هذه الآفة الخطيرة في المجتمع من خلال أجهزة الشرطة والأمن، ورعاية المدمنين الذين يتم علاجهم بمراكز رعاية الإدمان المزودة بأحدث الأجهزة الطبية والعلاجية؛ وبإشراف أطباء مؤهلين على أعلى مستوى من الكفاءة والعلم لإعادة مرضى الإدمان إلى المجتمع، بالإضافة إلى متابعة حياتهم بعد العلاج لضمان عدم عودتهم للمخدرات مرة أخرى. وقال إن مشكلة المخدرات، تعدّ واحدة من أخطر المشكلات التي تعانيها المجتمعات كافة في هذا العصر، وذلك لما تسببه من آثار سلبية مدمرة للمجتمع بصورة عامة والأفراد على وجه الخصوص، فهي تهدر الكثير من الطاقات التي تقوم على أساسها المجتمعات، وتعمل على هدم القيم والعلاقات الاجتماعية. وأكد أن التوعية بمضار المخدرات تعد من أولويات القسم، حيث يقوم، وبالتنسيق مع الإدارات الأخرى المعنية بشرطة أبوظبي؛ والدوائر والهيئات في الدولة، بالإعداد لحملات التوعية والتثقيف واللقاءات مع الطلاب لتعريفهم بالخطر الماثل في المخدرات وتوجيه النصح لهم. كما يقوم القسم بالتنسيق مع الطب النفسي والمركز الوطني للتأهيل بغية تنسيق جهود المكافحة على الوجه الصحيح لها، لافتاً إلى أن قيادتنا الواعية أدركت منذ زمن أهمية تكاتف جميع الجهود لوقف خطر المخدرات الذي يهدد المجتمعات ويشكل كابوساً مخيفاً للتنمية، لأنه يستهدف القوى المنتجة من قطاعات الشباب بشكل مباشر. الشرطة المجتمعية وقال المقدم مبارك بن محيروم العامري مدير إدارة الشرطة المجتمعية في شرطة أبوظبي، إن دولة الإمارات من الدول التي لا تعاني مشاكل في تعاطي المخدرات أو استخدامها، حيث إن محور التوعية والتثقيف بأخطار وأضرار تلك الآفة الفاسدة يقوم بدور فعّال على جميع المستويات بفضل توجيهات القيادة الشرطية، وضمن استراتيجية شرطة أبوظبي الرامية إلى العمل على حماية الوطن والمجتمع بأفضل أساليب الحماية الشرطية والأمنية على الصعد كافة. أضرار صحية وقال الدكتور سالم الدرمكي وكيل وزارة الصحة بالإنابة، أن هناك تعاوناً كبيراً بين وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة، وبين وزارة الصحة وهيئة الصحة في أبوظبي ودبي بشكل متواصل ويومي، في جميع المجالات التي تهم صحة الإنسان، ومن بينها المخدرات، والرقابة على الأدوية المخدرة، بداية من تسجيلها، ومراقبتها بشكل دقيق للتأكد من عدم استغلالها في أغراض غير علاجية، لافتاً إلى أن التنسيق والتعاون البناء بين الوزارة والأجهزة الشرطية كافة في الدولة، أسهما في السيطرة على هذه الآفة بشكل كبير. وقال إن المخدرات، آفة تعانيها كثير من دول العالم، خصوصاً أن مخاطرها لا تقتصر على الأمراض التي تنتقل عبر التعاطي فحسب، وإنما تعاطيها في حد ذاته يعتبر خطراً على الصحة. وأضاف أن الجانب الثاني، وهو الأكثر خطراً بالنسبة إلى المتعاطين، وهو انتقال الأمراض المعدية من خلال تبادلهم لوسائل التعاطي، والتي تعتبر بيئة خصبة لتناقل الأمراض بينهم، علماً بأن هذه الأمراض لا تقتصر على الأمراض العادية التي يمكن معالجتها، إنما تمتد إلى الأمراض الخطرة التي تهدد حياة الإنسان، كمرض نقص المناعة المكتسبة، ناهيك عن التهابات الكبد الوبائي المختلفة. رأي الدين وقال الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي، إن مكافحة المخدرات بكل أنواعها تعتبر واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً، فهي عبادة لله ووفاء للوطن وحق للمواطن على أخيه المواطن، مشيراً إلى أن مكافحتها تقتضي أن يشارك كل أبناء الوطن والمقيمين في الحملة العالمية لمكافحة المخدرات، وأن يقترب كل مواطن من أخيه المواطن المدمن من أجل نصيحته وإعانته على الشفاء من هذا المرض الخبيث؛ الذي يفتك بالعالم اليوم حتى يتكاتف العالم كله في هذه الحملة الكريمة ضّد المخدرات. وأكد ضرورة الإبلاغ عن التجار والمتعاطين ليأخذ الإصلاح طريقه إلى الجميع، مشيراً إلى أن الإبلاغ عن المتورطين واجب ديني يساعد ويسرع من علاجهم وحماية المجتمع، حيث إن ذلك واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن تهاون في هذه الفريضة الدينية فإنه يعرّض نفسه للمحاسبة يوم القيامة. وأوضح أنه يجب علينا أن نفترض أن كل مريض بهذا المرض هو واحد من إخواننا “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، مطالباً الجميع بالتكاتف لنهزم هذا العدو الجبان، خاصة أننا أمة الفضل والفضيلة. وأضاف أن المسكرات والمخدرات بكل أنواعها هي أجزاء من منظومة “الخمر” التي أجمعت البشرية كلها على خطرها على الإنسان والأسرة والمجتمع، لأنها جرثومة العقل، والعقل أثمن ما وهبه الله للإنسان. وأشاد الكبيسي بالحملة التي نظمتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، داعياً الأسر كافة، وجميع أفراد وشرائح المجتمع للتجاوب معها، وأن يوفق القائمون على هذه الحملة المباركة إلى النجاح والفلاح، للمساهمة في الحفاظ على شباب الوطن من الوقوع في براثن تلك الآفة. وأشار الدكتور محمد سليمان فرج مستشار الفتوى والتوجيه الأسري في إدارة التوجيه الأسري في دائرة قضاء أبوظبي، إلى أن انعكاس هذه الآفة يكون كبيراً جداً على الأسرة، فهي تهدمها وتقضي على الحياة الزوجية، وتشتتها لأن هذا البلاء وهذه الآفة مثل السم الذي يقضي على الإنسان، إن لم يحذر منه ويتدارك نفسه قبل أن يفوت الأوان، وهناك حالات كثيرة مرت علينا أدت إلى تفكك الحياة الزوجة وانهيار الأسر بسبب الوقوع في شباك المخدرات. ودعا الآباء وأولياء الأمور إلى ضرورة متابعة الأبناء والنظر إلى أحوالهم وتوجيههم المستمر ومحاولة إشغالهم بما هو مفيد وحسن؛ فإن لم تشغل نفسك بالمفيد، فإنك حتماً ستشغلها بالسيئ ، داعياً الله أن يحفظ البلاد والعباد من هذه الآفات والسموم. رأي الجمهور ويرى محمد حمدان سيف (موظف) أن أجهزة الشرطة على مستوى الدولة حققت نجاحات وإنجازات كبيرة وفعالة في التصدي لتلك الآفة ومنع وصولها إلى المجتمع، مطالباً بسن قوانين صارمة ورادعة لا تتهاون مع المروجين والمهربين، والضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه الاتجار بالمخدرات والتلاعب بأرواح الآخرين بهدف الكسب المادي. ويرى علي محمد اللاغش (موظف) ضرورة تكثيف حملات التوعية والتركيز على الوسائل الحديثة في التواصل، مشيراً إلى أن “بلاك بيري” أفضل وسيلة يمكن أن تؤتي ثمارها في جهود التوعية، خاصة بين فئات الشباب، إذا ما تم التركيز على “الفيديوهات والكليبات” المؤثرة. ويقول نايل عبيد محمد الزعابي (موظف) إن قضايا المخدرات أصبحت اليوم من أشد وأخطر القضايا التي يجب محاربتها والتصدي لها بشتى الطرق، مؤكداً ضرورة تشديد الرقابة على منافذ الدولة، بالتزامن مع الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الشرطية في التصدي والمكافحة. وأوضح محمد جمال محمد “موظف” أن الجميع يدرك حجم المخاطر التي تترتب على انتشار المخدرات في المجتمع، والثمن الفادح الذي يدفعه الشباب من حياتهم وصحتهم وطاقاتهم وقدراتهم، وبالتالي يؤثر ذلك على موارد الدولة وطاقاتها المدخرة للبناء والتنمية والتقدم، مشيراً إلى أنه يجب بذل الكثير من الجهود في مجالي “مكافحة ومحاربة المخدرات” و”الوقاية منها”، وتعزيز مجال التوعية وتحصين أفراد المجتمع ضد تلك الآفة. وقالت سيدة الأعمال فاتن محفوظ، إن تجار المخدرات ليس لديهم وزاع ديني، أو أخلاقي، وكل ما يهمهم هو الكسب السريع حتى ولو كان الثمن تدمير أجيال هم نواة المستقبل وبانو نهضته. وتؤكد محفوظ أن الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية لمكافحة المخدرات هي جزء من استراتيجيتها التي تتعلق بأمن وسلامة المجتمع صحياً ونفسياً، من خلال قطع دابر كل من تسوّل له نفسه نشر ثقافة المخدرات بين الناس بصفة عامة، والشباب على وجه الخصوص، سيما أنهم يشكلون أهم الموارد البشرية. ويثمن حسام رشاد العوضي، الدور الذي تقوم به وزارة الداخلية بالتعاون مع هيئة الصحة في مكافحة المخدرات، من خلال وضع اللوائح والقوانين المتعلقة بالأدوية المخدرة، مع تطبيق أقسى العقوبات على الصيدليات التي لا تلتزم بلوائح صرف هذه الأدوية، خصوصاً أن هذه العقاقير لا تقل خطورة عن المواد المخدرة الأخرى، مضيفاً أن جهود الوزارة وقوانينها الصارمة أسهمتا في السنوات الأخيرة في تقليل نسبة مدمني المخدرات بدرجة كبيرة. وتتفق فاطمة أبو الرب (ربة منزل) مع الرأي السابق، مؤكدة أن المخدرات من أكثر الآفات تدميراً لطاقات الشباب، كما تحول دون مشاركتهم في مسيرة التنمية، والاستمتاع بالجوانب المشرقة من حياتهم الأسرية والاجتماعية، لأن المدمن- حسب قولها- يعيش في عالم افتراضي، بعيداً كل البعد عن الواقع، الأمر الذي يدفعه إلى العيش في عزلة أسرية، واجتماعية. من جهته، أوضح الطالب مازن محجوب موسى، أن رفاق السوء، وعدم مراقبة الأسرة لتصرفات وسلوكيات أبنائها، بالإضافة إلى تركهم الحبل على الغارب دون أن يكون لهم دور في اختيار الأصدقاء، لها دور أساسي في سقوط الشباب، خصوصاً المراهقين في مستنقع المخدرات. ويوضح أحمد الرحومي أن ظاهرة تعاطي المخدرات تعد من الظواهر السلبية الموجودة في المجتمعات، ومواجهة هذه الظاهرة بحاجة إلى تكاتف الكثير من الجهود المؤسسية، ومن أهمها وسائل الإعلام، فهي تلعب دوراً تثقيفياً كبيراً في مكافحة المخدرات. وتقول فاطمة السعدي إن تعاطي المخدرات وترويجها من الجرائم الكبيرة التي يجب أن نتصدى لها، فهذه الآفة لها آثار سلبية على الفرد والمجتمع، فمن يتعاطى المخدرات فإنه، بلا شك، سيقع في مصائب وجرائم أخرى، ويتعرض لأمراض علاجها قد يكون مستعصياً، لذلك فإن القوانين والتشريعات في دول العالم كافة، تجرّم تعاطي المخدرات وتوقع أقصى العقوبات على المروجين لها. ويوضح محمد يوسف أن الله سبحانه وتعالى قد كرم الإنسان بالعقل وميّزه عن سائر المخلوقات، فبالعقل تكرّم الأمم وترتقي إلى الدرجات الإنسانية، إلاّ هناك أفراداً لا يحترمون عقولهم ولا يودون أن يسخروه لصالح مجتمعاتهم، فنجدهم يتعاطون المخدرات ويتجرعون هذه السموم، والتي قد تؤدي بهم في نهاية المطاف إلى الانتحار. ويؤكد عبد الكريم أحمد الزرعوني، أن العالم بأسره يواجه مشكلة تعاطي المخدرات، فلم تعد هناك مجتمعات أو بيئات لم تتلوث بهذه الآفة بين أبنائها بمختلف طبقاتهم وأجناسهم، ومن يتابع التقارير الدولية حول ظاهرة المخدرات، يدرك مدى ضراوة هذه الحرب ومخاطرها مع ما تم إقراره من معاهدات واتفاقيات دولية بهذا المجال، فلا يزال طوفان المخدّرات المدمّر يسبب الأنين في الكثير من البيوت وأصبح قضية وحدثاً متداولاً في أروقة المحاكم مما يكشف عن دلالات القضية وعمق المأساة التي تسببها هذه الآفة للإنسانية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©