الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الاتحاد الرياضي في زيارة إلى دولة البرتقال

19 يونيو 2006 03:07
نحن أبطال العالم ··وسنهزم الأرجنتين والبرازيل إذن ألمانيا بالنسبة للهولنديين هي أرض البطولات والأحلام ومصدر تفاؤلهم وتجد نفس هذا الكلام يتردد في كل مكان داخل معسكر الجماهير الهولندية ،فهم لايعترفون بالأداء المشرف فقط ، ولايعترفون بأن هناك فريقا في العالم أفضل منهم ويرفضون الخسارة من أي فريق حتى البرازيل ولديهم قناعة تامة بأن كأس العالم في 2006 برتقالية· وبمجرد أن تسأل أيا من سكان هذا المعسكر من سيفوز بكأس العالم يصرخ في وجهك قائلا :'' هولند··هولند '' لديهم إحساس شديد بالمرارة لعدم وجود اسم بلادهم في قائمة الأبطال الذين فازوا بكأس العالم منذ عام 1930 حتى الآن رغم سمعة ومكانة وشعبية الكرة الهولندية التي قدمت للعالم '' الكرة الشاملة '' في مونديال 1974 مع الجيل الذهبي بقيادة كرويف ونيسكنز وهان وكرول ولكنها خسرت النهائي أمام ألمانيا ثم عادت لتخسر نهائي 1978 أمام الأرجنتين · مارادونا يثير الغضب يحلمون باللقب الأول في تاريخهم ،حتى يرفعوا قامتهم بين جماهير الدول التي سبق لها الفوز باللقب،وجاء تأهل المنتخب الهولندي للدور الثاني بعد الفوز على صربيا وكوت ديفوار ليضاعف من أمالهم لمواصلة الرحلة إلى برلين ،وتجد شعار ''ميونخ 1988 وبرلين 2006 '' في كل مكان ليس فقط على الأعلام والخيام ولكن أيضا على السيارات فهم يمارسون الحلم إلى نهايته دون التوقف في محطات المنطق· وكل شيء يبدو في عيونهم باللون البرتقالي ويرون أن كرويف أعظم من مارادونا ··وفان باستن أفضل ألف مرة من كارلوس البرتو بيريرا ··ويرون أن رود فان نيستلروي الهداف الأول في العالم ورونالدو لايساوي شيئا بجواره · واكتشفت ذلك مبكرا منذ اللحظة الأولى على باب المعسكر عندما وجدت مجموعة من الشباب يلعبون الكرة في بارك السيارات يرتدون الفانلات البرتقالية وأردت مداعبة أحدهم كان يستعرض مهاراته بالرأس وقلت له فقط كلمة واحدة :'' مارادونا ''· فقط هذا ماقلته ،ولم أكن أدرى اننى تجاوزت الخطوط الحمراء بتلك الكلمة ،وكنت اتصور انه سيكون سعيدا لتشبيهه بلاعب مثل مارادونا · خرجت طلقات الغضب في وجهي من كل اتجاه بالهولندية وتأكدت بالطبع أنها ليست كلمات ثناء أو شكر لأن ملامح وجوههم كانت تحمل علامات الغضب حتى قال لي أحدهم بالإنجليزية "Go" أرحل ··ورحلت في صمت لأنك أمام مثل هذه النوعية من الجماهير التي تفرط في كل شيء في الحلم والشرب والتعصب ويسيرون في الشوارع قبل وبعد وأثناء المباريات يهتفون بلا عقل ويتصرفون بطريقة غير أدمية من تأثير الكحوليات لاتملك سوى أن تلتزم وترحل بهدوء بل وتشكرهم قبل أن ترحل · وأنا في طريقي إلى داخل المعسكر سمعت احدهم يقول بصوت عال '' كرويف ··بيرجكامب ··نيسكنز ··فان در فارت وليس مارادونا ''· وهم لايكرهون موهبة مارا دونا ولكن لأنه حاليا رمز للأرجنتين التي سيلعبون أمامها بعد أيام قليلة ويقود الفريق من المدرجات تولد لديهم إحساس بالغيرة والغضب· فالتعصب لديهم بلاحدود لكل ماهو برتقالي ،وعندما تجاوزت بوابة المعسكر أدركت تماما سر هذا الغضب لأن رائحة الكحول كانت تفوح من المكان والخيام التي تزين بالأعلام البرتقالية وصور المنتخب الهولندي يجلسون أمامها وبجوارهم أكوام من الزجاجات داخل الثلاجات أو خارجها أو في أحواض من البلاستيك المليئة بالمياة حتى تظل باردة · ولم أندهش عندما فاجأني أحد الشباب الذين يجلسون على طاولة كبيرة أمام خيمة برتقالية عندما كنت أقوم بالتصوير وقال لي :هل أنت فليكس ماجات ''· لأن تأثير الشرب طوال الوقت ينعكس على تصرفات هذه الجماهير ويفقدون عقولهم وكان يقصد فليكس ماجات مدرب بايرن ميونخ ،وبدأ الجالسون على الطاولة يرددون أسم فليكس ماجات وهم يضحكون طبعا !!· محطات الرحلة هؤلاء خرجوا من أمستردام بسيارات النوم أوالسيارت العادية ومعهم الخيام والثلاجات وكل احتياجات رحلة المونديال ووصلوا إلى برلين بعد 570 كم ومن برلين انتقلوا إلى لايبزج التي تقع على بعد 183 كم حيث لعب المنتخب الهولندي مباراته الأولى أمام صربيا مونتينجرو وفاز بهدف روبن ، وفي كل مدينة من المدن التي تقام فيها مباريات المونديال هناك مساحات واسعة خصصتها اللجنة المنظمة لجماهير المعسكرات الذين يحضرون بالسيارات والخيام من دول أوروبا لمشاهدة البطولة · وكانت شتوتجارت المحطة التالية وامتلأ المعسكر الذي يتسع لإقامة 1800 شخص بجماهير البرتقال التي احتفلت كثيرا بعد الفوز على كوت ديفوار مابين الغناء والرقص وكانوا يرددون كما ترجم لى احدهم :''أرجنتينا هيا تقدمي نحن قادمون ''· سألت ديفيد ميشيل شابا في أواخر العشرينات وكان يبدو أكثر هدوءا وعقلانية من بقية زملائه ويجيد الإنجليزية قلت له هل يمكن أن تفوز هولندا على الأرجنتين أفضل فريق حاليا في البطولة ؟ بصوت عال أجابني :'' الأرجنتين سنهزمها ،نحن الأفضل ،وسنفوز بكأس العالم ،الآن جاء الدور على هولندا لتفوز بالبطولة لن يقف أحد في طريقنا ولا حتى البرازيل ''· ولم يكن هذا إحساسه وحدة بل كل سكان الخيام الذين تكبدوا المعاناة والسفر والنوم على الأرض طوال المونديال من مدينة إلى مدينة لا يقبلون إلا بالبطولة ،ومع كل مباراة تنتصر فيها بلادهم يحتفلون باللقب ويقفزون فوق الأيام للوصول إلى برلين ولذلك عندما تكون الخسارة تكون الصدمة شديدة القسوة لأنهم لا يضعون احتمالات فقط الفوز بكأس العالم ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©