الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إيرباص إيه 380 ·· تأجيل انطلاق عملاق الأجواء

19 يونيو 2006 01:05
إعداد - عدنان عضيمة: فيما كان من المنتظر أن تقفز طائرة الركاب العملاقة (إيه 380) بشركة إيرباص إلى أعلى مراتب التفوق والنجاح إلا أن المشاكل التقنية التي اكتشفت فيها مؤخراً بدأت تهوي بسمعة هذا الائتلاف الصناعي الأوروبي الضخم، مما دفع للتساؤل حول مصير الطائرة، الأكبر من نوعها في العالم لنقل الركاب· وأعلنت الشركة خلال الأسبوع الماضي عن تأخير تسليم طائرتها ذات الـ555 مقعداً والتي يبلغ ثمنها 300 مليون دولار إلى زبائنها لمدة تصل إلى سبعة أشهر؛ وكان من المنتظر أن تدخل الخدمة الفعلية على الخطوط الجوية لبعض الشركات السنة المقبلة· وكنتيجة لهذا الإجراء غير المنتظر انخفضت قيمة أسهم مجموعة الصناعات الدفاعية الأوروبية (إيدس) التي تعد الشركة الأم لإيرباص، بنحو 26 بالمئة خلال يوم واحد (14 يونيو) لتفقد بذلك 5,5 مليار يورو (6,9 مليار دولار) من قيمتها السوقية· ويقول تقرير نشرته مجلة ''ذي إكونوميست'' في عددها الأخير إن إعلان ''إيرباص'' عن تأخير تسليم الطائرات ترك أثره السلبي على الأسواق؛ خاصة لأنه سبق لها أن مددت موعد التسليم لمدة ستة أسابيع خلال العام الماضي· وأنحت الشركة باللائمة في هذا التأخير على المشاكل التقنية التي رافقت عمليات تركيب الشبكة المعقدة من الأسلاك الكهربائية الخاصة بنظام الترفيه في الطائرة· وقالت مصادرها إن هذا التأخير سوف يكلفها خسائر سنوية تقدر بنحو 500 مليون يورو بين 2007 و·2010 ومن المعلوم أن إيرباص نجحت في عقد صفقات مبيعات ضخمة وناجحة للسوبر جمبو ''إيه ·''380 ، وحتى قبل هذا التأجيل الأخير في التسليم، سبق الإعلان عن تأجيل تسليم طلبيات خاصة بنحو 159 طائرة، ما جعل مجمل مبيعات الطائرة أقل من أن تغطي تكاليف تطويرها التي بلغت 12 مليار يورو· ولا شك أن الخسائر التي سيسببها التأخير الجديد سوف تزيد من المشاكل الكبرى التي تتعرض لها الشركة· وبسبب ضخامة الطلبيات المسجلة على السوبر جمبو الجديدة، يبدو عمال وفنيو إيرباص الآن منشغلين في عمليات التجميع والتركيب إلى الحد الذي يجعل الشركة عاجزة عن تلبية أي طلب جديد على شراء الطائرة قبل مضي ست سنوات كاملة، وهي فترة كافية لدفع شركات الطيران العالمية إلى التردد في التفكير بعقد صفقات جديدة· خطة متكاملة وكانت إيرباص قد عمدت خلال السنوات القليلة الماضية إلى توسيع مصانعها وزيادة ميزانيتها وعدد مهندسيها وعمالها المهرة في إطار خطة متكاملة للنيل من غريمتها التقليدية شركة بوينج الأميركية· وبالرغم من هذه الأخبار السيئة حول عجز إيرباص عن تسليم الطائرات في الوقت المحدد والتي لا بد أن تكون قد أصابت إيرباص بالأرق والانزعاج، إلا أن واقع الأحوال يشير إلى أن الشركتين العملاقتين ما زالتا تعملان الآن بأقصى طاقتهما بسبب الطلب الاستثنائي الذي تشهده السوق العالمية على الطائرات النفاثة العملاقة الحديثة· وتقاسمت الشركتان في عام 2005 وحده طلبات شراء 2000 طائرة جديدة لصالح شركات الخطوط الجوية العالمية؛ وهو يعد رقماً قياسياً لم يسجل نظير له من قبل· وعقب سنوات قليلة تمتع خلالها مسؤولو إيرباص بمزايا التفوق على بوينج في السوق العالمية، عادت الآن إلى المرتبة الثانية بعد بوينج· وبالرغم من أن إيرباص تفوقت من حيث عدد الطائرات التي باعتها في عام ،2005 إلا أن بوينج تفوقت في العام نفسه من حيث قيمة الطائرات التي باعتها· ويعقّب تقرير لـ''الإيكونوميست'' على هذه الحقائق فيشير إلى أن من المؤكد أن بوينج ستكون الآن الرابحة وفق المقياسين المذكورين معاً بالنسبة لهذا العام· ردود فعل وجاءت ردود الأفعال من العديد من شركات الخطوط الجوية العالمية؛ ومنها مثلاً الخطوط الجوية السنغافورية التي كانت سباقة إلى تسجيل طلبيتها الضخمة من السوبرجمبو إيه ·380 وفيما بدأت أسعار أسهم الشركة الأوروبية بالتهاوي، سارعت الشركة الآسيوية إلى طلب 20 طائرة من طراز (بوينج 787 دريملاينر) بـ 4,5 مليار دولار· وكغيرها من الشركات المتضررة من تأخير تسليم الإيرباص إيه ،380 من المنتظر أن ترفع الخطوط السنغافورية دعوى قضائية ضد إيرباص· وجاء في تقرير ''الإيكونوميست'' أن الميزات الإضافية التي تنطوي عليها طائرة البوينج الضخمة الجديدة (بوينج 787 دريملاينر) يمكنها أن تضيف المزيد من مظاهر القلق والصداع لشركة إيرباص خاصة في هذا الظرف العصيب الذي أدى إلى هزّ سمعتها في العالم، فهي مصنوعة من مادة الكومبوزيت الخفيفة والمتينة، وتحقق المزيد من أسباب الراحة للركاب بسبب عرضها واتساعها · وفي بداية الأمر، فكّر خبراء ''إيرباص'' بالتنافس مع بوينج بطائرة ذات تصميم جديد تماماً معدلة عن الطائرة الناجحة ''إيه ''330 إلا أن شركات الخطوط الجوية لم تبدِ سعادتها بهذه الفكرة وفضلت بدلاً منها بناء طائرة أخرى تتميز بالاتساع الكبير· ومن شأن تنفيذ هذه الفكرة أن يرفع التكاليف الإجمالية لبحوث التطوير إلى نحو 10 ملايين يورو؛ وهذا ما حدث عندما تم اتخاذ قرار بناء السوبر جمبو إيه ·380 وكان هناك ما هو أسوأ من كل ذلك، فلقد بدا بوضوح أن إيرباص كانت تعاني من مشكلة التأخر عن المواعيد المحددة لتسليم الطائرات المتعاقد عليها؛ ومثّل ذلك فرصة جديدة لتفوّق البوينج ·787 ومن ناحية أخرى، اتضح أن بوينج بدأت تكسب جولة التنافس الحادة التي تدور بين طائرتها ''''777 وطائرة إيرباص إيه ·340 تأجيل ضروري وكانت إيرباص أعلنت على موقعها على الإنترنت أنها أخبرت زبائنها أن إعادة النظر في برنامج تسليم الإيرباص إيه 380 أظهرت ضرورة تأجيل عملية التسليم لفترة تتراوح بين ستة وسبعة أشهر بسبب معوقات تتعلق بعملية الإنتاج· وفي مقابل ذلك، أكدت الشركة لزبائنها أن عمليات التجريب والاختبار التي أجرتها على الطائرة أثبتت كفاءتها· وكان من المنتظر أن تؤدي نتائج هذه العمليات إلى حصولها على ترخيص أهلية الطيران في أوروبا وبعض الدول الأخرى قبل أن يتم تسليم أولى هذه الطائرات في نهاية العام الجاري· وأشار تقرير إيرباص إلى أن البرنامج الجديد لاختبار وتطوير إيه ،380 وإضافة الخيارات الهندسية التي يطلبها زبائنها من أصحاب الخطوط الجوية، وإعادة تصميم الأنظمة الكهربائية للطائرة، هي العوامل الأساسية التي تقف وراء تأخرها في تسليم الطائرات في المواعيد المحددة· ووصل بعض المحللين والخبراء من استقراء كل هذه التطورات إلى أن إيرباص سوف تقصر عدد الطائرات من طراز إيه 380 التي ستسلمها خلال عام 2007 على تسع طائرات فيما يقدرون أن يهبط هذا العدد إلى ما بين 5 و9 طائرات في عام 2008 ونحو 5 طائرات فقط في عام ·2009 وأمام هذا الوضع المقلق وجّه جوستاف همبرت الرئيس والمدير العام التنفيذي لإيرباص أوامره بإطلاق خطة سريعة لإصلاح أساليب العمل في الشركة· وتحت عنوان ''ما الذي يحدث في شركة إيرباص؟''، نشرت الديلي تلغراف تقريراً مطولاً أفردت له صفحتين كاملتين استهلتّه كاتبه أمبروز إيفانز بريتشارد بالقول: ''قبل بضعة أسابيع فحسب من وصول السوبر جمبو إيه 380 إلى مطار هيثرو للمرة الأولى، اتضح أن شركة إيرباص تواجه مشاكل بالغة الصعوبة في إنتاج طائرتها وتسليمها في الوقت المحدد''· ونقل التقرير عن الخبير في شؤون الطيران دافيد بويك قوله: ''هذه كارثة حقيقة من أعلى مستوى· وأقل ما يمكننا أن نتوقعه مما حصل هو أننا سنرى العديد من كبار المحامين الفرنسيين وهم منشغلون بتحضير مرافعاتهم القانونية''· وأشار ساش توسا، المحلل في مركز جولدمان ساكس للدراسات، إلى أن هذه المشكلة أصابت المستثمرين بالدهشة والذهول، وقال: ''لا شك أن هذا سوف يسبب الكثير من الإضرار بسمعة إدارة مجموعة إيادس وأيضاً بالنسبة للكفاءة الإدارية لشركة إيرباص في إدارة برامجها''· وفي خضم التأزّم المتزايد الذي تشهده هذه القضية الشائكة أعرب جون ليهي رئيس قسم العمليات في شركة إيرباص عن اعتقاده بأنها ستكلف شركته خسائر تقدر بمئات الملايين كغرامات تأخير عن تسليم الطائرات؛ وقال إنه يأمل أن تمرّ هذه العاصفة من دون أن تسبب خسائر أكثر جسامة لشركته· ولا شك أن الأوروبيين يمرون الآن بلحظات عصيبة وهم يرون الأخطار المحدقة بأقوى نموذج لرموزهم الصناعية المشتركة بالرغم من أنها كانت قبل أشهر قليلة تنعم بالفأل الجيد وحسن الطالع·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©