إعداد - عدنان عضيمة:
وصف تقرير لقناة ''سي إن بي سي'' التلفزيونية دبي بأنها البلد السياحي الوحيد في العالم الذي لا يخضع المستثمرون فيه للضرائب، وهي جنة حقيقية لكل الطموحين ورجال الأعمال، وتتأهل حاليا لتصبح العاصمة المالية للاستثمارات في العالم، وقال مايك هيجادوس مراسل القناة التلفزيونية في تقرير خاص أن دبي تحتكم إلى واحد من أكثر اقتصادات العالم تفجراً، وفيما لا يزيد حجمها عن حجم ولاية رود آيلاند، إلا أنها تكافئ من حيث حجم شهيتها للمال أميركا الشمالية كلها·
ومضى يقول: وربما يكون المرء قد رأى صوراً أو قرأ قصصاً حول الانجازات الحضارية الكبرى التي تحققها دبي، إلا أنه قد لا يرى دبي على حقيقتها ما لم يلقِ نظرة متأنية فاحصة على ''برج العرب''·· هذا الفندق الآسر الذي يبلغ ارتفاعه 321 متراً ويضم 202 جناحاً من ذوي الطابقين ويشرف بمنظر رائع على مياه الخليج العربي الصافية· وسبق أن أطلق أحد الخبراء على برج العرب لقب ''الفندق الوحيد في العالم ذو النجوم السبعة'' بعد أن تجول فيه وانبهر بإنشاءاته الهندسية الراقية، وهناك أيضاً مشروع ''بالم جميرا'' الذي يبلغ من الضخامة بحيث يمكن رؤيته بوضوح كافٍ من على متن المحطة الفضائية الدولية، وتم بناؤه بتجريف قاع ميناء واسع، وسوف يضم عند استكماله 32 فندقاً وعدداً كبيراً من الفلل والمباني السكنية التي ستستضيف 70 ألف ساكن جديد، وبالرغم من ضخامة هذين المشروعين الجبارين إلا أن أخبارهما باتت قديمة عندما يتعلق الأمر بالحديث عن المشاريع التي تتبنى دبي تنفيذها·
ويتسابق كبار الخبراء العالميين الذين يزورون دبي على إطلاق الأوصاف المختلفة عليها والتي يحاولون من خلالها التعبير عن سرعة التطور الصارخة التي تشهدها، ومن هؤلاء مارك شابليسكي المدير الإداري لشركة ''ترون جولف'' التي يوجد مقرها في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة والمتخصصة بإنجاز المشاريع العقارية الفاخرة، وقال ''في السابق كان لا يوجد في دبي سوى بنايتين ضخمة، عندما زرت الإمارة في أغسطس عام ·''2004 وكان يقصد من ذلك الإشارة إلى التطور العمراني الهائل الذي تحقق خلال السنتين الأخيرتين فقط·
برج دبي
ويعبر هيجادوس في تقريره عن ضخامة حجم العمل الذي تشهده دبي من خلال الإشارة إلى أن أكثر من 20 بالمئة من الرافعات ومعدات البناء الثقيلة التي ينتجها العالم تعمل الآن ليلاً ونهاراً في تنفيذ المشاريع المختلفة التي تشهدها دبي وتقدّر تكلفتها الإجمالية بمئات المليارات من الدولارات· ويقول فتح الله شاهين من شركة ''كابيتال بارتنيرز'' العاملة في تنفيذ بعض المشاريع العقارية في دبي: ''هذه طبيعة البشر؛ ونحن نحاول ببساطة أن نحقق هذه الأهداف الكبرى في التطور''·
وبالرغم من كل هذه الإنجازات فإن دبي باتت على وشك تنفيذ مشروعين آخرين على نمط مشروعي برج دبي وبالم جميرا· وسوف يكون هذا البرج أعلى بناء في العالم ويقع في مركز مجمع يضم اضخم مركز تسوق في العالم على الإطلاق·
ويقول آلن لايبمان مدير شركة ''كيرزنر إنترناشونال'' المتخصصة ببناء المنتجعات الفاخرة: ''إنه لمنظر مثير للدهشة أن ترى مثل هذا العدد الهائل من الرافعات· وهو يدفعك من طرف خفي للشعور بالحيوية الهائلة والقدرة الكبيرة على البناء والتشييد''·
ولو شعر المرء بالحر الشديد حين تصل درجة الحرارة إلى 47 درجة مئوية فيمكنه الذهاب إلى مركز دبي للتزلّج على الجليد؛ وهو مضمار يبلغ طوله نصف ميل (800 متر) ملحق بمركز ضخم للتسوق· ومركز التزلج هذا مشروع مؤقت سوف يكتمل عند الانتهاء من تشييد قرية التزلج أو القرية الشتوية التي تجاورها سلسلة من الجبال المبنية داخل قاعة ضخمة·
المدينة الرياضية
ولو كنت من هواة العيش في أجواء رياضية فليس هناك أفضل من ''مدينة دبي الرياضية'' التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 3 مليار دولار وسوف يكتمل إنشاؤها بعد أربع سنوات· وبالرغم من أنها لم تزل حتى الآن مجرّد أرض رملية جرداء إلا أنها ستضم عند اكتمالها خمسة ملاعب لكرة القدم وحقلاً للعب الجولف من 18 حفرة ومجموعة من البنايات والفلل· ويذكر أن 70 بالمئة من العقارات التي يضمها المشروع بيعت الآن بالفعل· وتبلغ المساحة الإجمالية لمدينة دبي الرياضية 50 مليون قدم مربع (5 ملايين متر مربع)؛ وتم تخطيط المشروع على أسس وشعارات مختلفة مثل: الرياضة نموذج للعمل الجماعي المشترك، والرياضة ثقافة، والرياضة حياة، والرياضة سلوك اجتماعي·
وعود وإنجازات
ويقول هيجادوس في تقريره أن مما ينبغي التنويه به هو أن السلطات الساهرة على تنفيذ المشاريع التي تشهدها دبي تقدم الوعود وتفي بها؛ ومن ذلك مثلاً أنها وعدت ذات مرة ببناء أعلى برج في العالم، وأضخم ثلاثة مراكز تسوق، وأنها ستقوم ببناء أضخم فندق في العالم يضم 6500 غرفة· ولقد أوفت بكل هذه الوعود·
وفيما كان النفط يعد المصدر الأساسي للدخل في إمارة دبي فلقد انخفض معدل إسهامه في الدخل العام إلى 6 بالمئة فقط· وقبل 15 سنة وضعت خطة لتنشيط الاستثمارات في دبي اثمرت عن تأسيس قطاع سياحي وصناعي معفى من الضرائب اقتداء بطريق الحرير التجاري مما أدى إلى ولادة دبي الحديثة·
وبعد عقد من العمل على ترسيخ وتوسيع البنى التحتية الأساسية وخاصة في المجال السياحي بقيت معظم الشركات الاستثمارية محلية الطابع مثل شركة إعمار العقارية ودبي القابضة؛ والآن باتت الغالبية العظمى منها تنتمي إلى جنسيات مختلفة·
عدد اليوم
