السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدونون: الاختلاف مع الآخر فن له أصوله

مدونون: الاختلاف مع الآخر فن له أصوله
28 سبتمبر 2010 22:08
يختلف البشر في أفكارهم وخلفياتهم الثقافية وخبراتهم في الحياة، هذا الاختلاف بين الناس يجعل أراءهم تختلف حول الأشياء والأمور أيضاً، وتدخلهم في محاولات لإقناع الآخرين بآرائهم، هذه المحاولات التي يحركها النقاش والجدال وربما الشجار، لكنها يمكن أن تكون سلسلة لو أخذت بمبدأ الإقناع.. عن الإقناع وفنون النقاش كان حوار المدونين هذا الأسبوع.. تدني الحوار تحت عنوان فن الاختلاف مع الآخر، كتب في مدونة عين العقل http://www.braineye.net أولاً: هناك شيء علينا أن نتفق عليه جميعاً، نحن في بلادنا العربية معظمنا لم تزرع فيه هذه الثقافة، وهي ثقافة الاختلاف مع الآخر واحترامه في الوقت ذاته، على سبيل المثال لا بد أن الكثيرين منا حدث له أن اختلف مع معلمه أو مدرسه حول مسألة معينة، ولكن هذا الاختلاف من وجهة نظري لم يرق إلى درجة الاختلاف، فهو دائماً ما يصل إلى طريق مسدود، فينتهي الحوار بأن المعلم أكبر منك ويفهم أكثر منك وأن رأيك لا قيمة له ولا يجوز أن تختلف مع معلمك، بل اننا تربينا على أن هناك مسائل لا نقبل الاختلاف عليها، وهناك أشخاص أصلاً لا يمكنك أن تختلف معهم، وهذا خطأ شنيع ولا بد أن نعترف كلنا بهذا. برأيي أن الاحترام هو القيمة الأولى، بل وأهم قيمة يجب أن توجد بين أي اثنين مختلفين في الرأي، إذا غاب احترامك أولاً لذاتك واحترامك لمن تناقشه أو تختلف معه في الرأي، فالحوار برمته سيكون غير مجد ولا فائدة منه على الإطلاق؛ لأنه سينتهي في النهاية إلى سيل من السباب والقذف وسيتدنى الحوار إلى درجة "مقرفة"! مهما كان من تحاوره ومهما كان رأيه مستفزاً لك واختلافه معك قوي عليك أن تقدر قيمة نفسك وقيمة ذاتك وتحترم ذاتك أولاً، وهذا هو أول الطريق لاحترام من يختلف معك في الرأي، حتى إذا حاورت شخصاً من غير ديانتك لا بد أن تحتفظ بهذا الاحترام، فهذا الاحترام هو أول الطريق لإقناع المختلف معك برأيك. عندما يحترم كل من الطرفين المختلفين ذاته وبعضهما بعضاً، يمكن أن نسمي ذلك في ما بعد حواراً أو نقاشاً، وعندها يمكننا التحدث بالفعل عن فن الاختلاف مع الآخر. تدرب على الجدال من مدونة أصلح http://esle7.maktoobblog.com إنني أظن أن كثيراً من الاختلافات في وجهات النظر إنما يعود إلى قناعات أو مفاهيم خاطئة أو ناقصة لبعض القيم الإنسانية. كما يعود إلى طريقة التفكير النمطي الذي يعطي الأفكار والأشخاص والمواقف أحكاماً مسبقة تقيم على أساس من الثوابت النظرية والرؤية الشخصية. يجب تدريب الناس حتى يتجنبوا المزالق التي تودي بهم إلى صراعات غير مثمرة، وأن يتجنبوا الخضوع والإذعان لتحكم الآخرين بهم، وأن يكتسبوا من القدرات ما يمكنهم من الحوار المثمر ومن بناء علاقة تعاون بناءة مع الآخرين آخذين مفهوم المصلحة خطاً جوهرياً. أهمية التفاوض في مواقف الخلاف والصراع غالباً ما نخضع لانفعالاتنا وارتكاساتنا وننسى تحقيق مصلحتنا، نتعارك مع الآخر ونحاول بشتى الطرق إقناعه بوجهة نظرنا. والتفاوض إن وجه نحو التعاون هو خير طريق لتجنب الوقوع في معارك هدامة أو في خضوع أو تهاون. إن النقاش الجاد الشجاع للقضايا الصعبة المعلقة بين الأفراد والجماعات هو وحده كفيل ببناء الأمن الحقيقي وتشييد أواصر الثقة. فالخلاف ليس منبعاً بأشكال العراك والحرب بين الناس، بل ينب ذلك من أسلوبهم في حل الصراع. إن تجنب النقاش والحوار حول الخلافات الحادة والصغيرة يتسبب في تحول أسلوب التفكير عن الواقعية والمنطق نحو جوٍ مغلق من الخيالات والأوهام التي قد تكون أشد خطراً وضرراً من الوقائع الموضوعية والأفكار والمواقف التي يحملها الآخر. التواصل والتفاهم - إن المعاركة والانتصار كثيراً ما يكونان هدفاً بحد ذاتهما لدى بعض الناس، فإذا كان هدفك التفاهم والتعاون المستمرين مع الآخرين فعليك أن تمتلك المهارات والقدرات التي تمكنك من إقامة التواصل الجيد والتقيد بقواعد التفاهم المثمر، وعدم إظهار التفوق والقوة على الطرف الآخر. عندما يكون الانطباع الأول سيئاً يقرر طبيعة العلاقة من خلال القلق الذي يتحول إلى موقف دفاعي، فيلتزم الآخر الحذر والسكوت أو يصبح المرء هجومياً ومتوتراً أو يتصنع إبراز الثقة الزائدة. - إذا كنت تشعر أن مصلحتك تعني تشجيع محدثك على التعاون المثمر تجنب أخطاء التفكير النمطي. وكن على وعي بما أتيت به إلى اللقاء. وحدد لنفسك المزايا التي تتمتع بها ونقاط ضعفك في علاقاتك مع الآخرين. - أزل الحواجز وأعط الآخر فرصة ليتعرف إليك ولا تظهر صورة مصطنعة ولا تتأخر في طرح الأسئلة التي تتقرب بها إلى الآخرين. ومما يساعد هنا إتاحة الفرصة للتواصل الجيد وتجنب سوء التفاهم وتقديم معلومات مباشرة بما يسمح بالتحكم في موضوع النقاش وتوفير إمكانية توجيه الحديث إلى نقاط مختارة. الاستجابة البناءة الاستجابة البناءة هي التي تدفع المتحاورين للوصول إلى مزيد من نقاط التفاهم واستمرار اللقاء، وتتحقق هذه الاستجابة بالبعد عن الحوار التقييمي للآخر أو النقد الذي يمكن بسهولة يحرج محدثه، ولا بأس من الإشارة بطريقة ودية إلى بعض ما يزعجنا ولفت نظر الآخرين إلى الآثار السلبية الناجمة عن تصرفات أنانية أو استفزازية. وهنا تجدر الإشارة إلى بعض مزايا الآخر وتقديره وحتى إظهار الإعجاب بما لديه. لأن التعبير عن المشاعر الإيجابية يحقق تواصلاً متكاملاً. إن أكبر مشكلات التواصل هو اعتقادنا امتلاك الحقيقة دون الآخرين أو أننا الأقدر والأعلم لفهم كل ما يدور من حولنا. واستشفاف المستقبل. كل هذا لا ينسي التنبيه الواضح إلى بعض النقائص أو الأخطاء أو شرح الاختلاف في وجهات النظر.. والاحتجاج الهادئ والاعتراض البعيد عن الفظاظة ضروري ويساعد لوقف العدائية ورغبة التسلط أو الخروج عن الموضوع لدى الطرف الآخر، ولا بأس من استخدام عبارات مثل: - إنني لا أوافقك الرأي واختلف معك تماماً في نقطة محددة. - يبدو أنه لم يتوضح ما أريد شرحه - ربما أسأت فهمي. - لعلك لم تعطن الوقت الكافي لتوضيح فكرتي. ويفضل عدم التعميم في التخطيء أو التصويب والبعد عن الأحكام الشاملة والتقييمية للأشخاص والأفكار، ونبذ الشك وسوء النية بشكل دائم والابتعاد عن الانتقاد الشخصي المباشر أو الإساءات السلوكية الجارحة؛ لأننا بهذه الطريقة نخسر الآخر ونحبطه على نحو غير مرض. ولعل من الأهمية تأكيد البعد عن الحديث الفوقي والوعظ وتعليم الآخرين ما ينبغي عليهم فهمه لما لذلك الأسلوب من أثر تنفيري يفقد صاحبه الصدقية ويسيء إلى أفكاره حتى لو كانت مفيدة أو صحيحة. فأسس التفاهم المثمر والتواصل الجيد: لا تقيم، لا تعمم، لا تفسر، لا تقدم نصائح جاهزة، عرف عن نفسك، اعرف شريكك في الصراع، قدم للآخر مبررات التواصل، والأهم أن لا تعرقل محدثك، وتعطيه الوقت والانتباه المناسبين. النقاط الست في مدونة فسحة الكلمة http://www.elaphblog.com/abdelfettah، اختار عبدالفتاح المغربي تلخيص بعض ما قرأ عن فن الإقناع، فقال: هل سبق وانهزمت في مناقشة وشعرت أن الحق معك لكنك لا تعرف كيف توصل وجهة نظرك؟ هل سبق وتحولت مناقشتك إلى معركة وجدانية حامية ربما تطورت إلى معركة بالألفاظ؟ هل شعرت يوماً أن الطرف الآخر في النقاش معك خرج صامتاً؛ لأنه فقط يريدك أن تسكت وليس لأنه مقتنع بكلامك؟ إذن.. هذه النقاط الست ستساعدك على أن تكون مناقشاً جيداً عادلاً وقوياً في الوقت نفسه، بحيث تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك دون أن تسبب له جرحاً وهي: 1- دعه يتكلم ويعرض قضيته ولا تقاطعه ودعه يعرض قضيته كاملة حتى لا يشعر بأنك لم تفهمه؛ لأنك إذا قاطعته أثناء كلامه فإنك تحفزه نفسياً على عدم الاستماع إليك؛ لأن الشخص الذي يبقى لديه كلام في صدره سيركز تفكيره في كيفية التحدث ولن يستطيع الإنصات لك جيداً، ولن يفهم ما تقوله وأنت تريده أن يسمع ويفهم حتى يقتنع، كما أن سؤاله عن أشياء ذكرها أو طلبك منه إعادة بعض ما قاله له أهمية كبيرة؛ لأنه يشعر الطرف الآخر بأنك تستمع إليه وتهتم بكلامه ووجهة نظره، وهذا يقلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشعر بأنك منصف وعادل. 2- توقف قليلاً قبل أن تجيب عندما يوجه لك سؤالاً تطلّع إليه وتوقف لبرهة قبل الرد؛ لأن ذلك يوضح أنك تفكر وتهتم بما قاله ولست متحفزاً للهجوم. 3- لا تصر على الفوز بنسبة 100%، ولا تحاول أن تبرهن على صحة موقفك بالكامل وأن الطرف الآخر مخطئ تماماً في كل ما يقول، إذا أردت الإقناع فأقرّ ببعض النقاط التي يوردها حتى ولو كانت بسيطة وبيّن له أنك تتفق معه فيه؛ لأنه سيصبح أكثر ميلاً للإقرار بوجهة نظرك، وحاول دائماً أن تكرر هذه العبارة: أنا أتفهم وجهة نظرك، أو: أنا أقدر ما تقول وأشاركك في شعورك. 4 - اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة، أحياناً عند المعارضة قد تحاول عرض وجهة نظرك أو نقد وجهة نظر متحدثك بشيء من التهويل والانفعال، وهذا خطأ فادح، فالشواهد العلمية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثراً في إقناع الآخرين مما يفعله التهديد والانفعال في الكلام.. وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع أن تنتصر في نقاشك وتحوز استحسان الحاضرين ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة وسيخرج صامتاً، لكنه غير مقتنع أبداً ولن يعمل برأيك. 5- تحدث من خلال طرف آخر إذا أردت استحضار دليل على وجهة نظرك، فلا تذكر رأيك الخاص، ولكن حاول ذكر رأي أشخاص آخرين؛ لأن الطرف الآخر سيتضايق وسيشكك في صدقية كلامك لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية، على العكس مما لو ذكرت له آراء وتجارب بعض الأشخاص المشهورين وغيرهم وبعض ما ورد في الكتب والإحصائيات؛ لأنها أدلة أقوى بكثير. 6 - اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه إن الأشخاص الماهرين والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة، ويتركون له مخرجاً لطيفاً من موقفه، إذا أردت أن يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك فاترك له مجالاً ليهرب من خلاله من موقفه كأن تعطيه سبباً مثلاً لعدم تطبيق وجهة نظره أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها أو أي سبب يرمي عليه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسي صحيح، ولو أي جزء منه، ولكن لهذا السبب، الذي وضحته، وليس بسبب وجهة نظره نفسه، فإنها غير مناسبة أما الهجوم التام على وجهة نظره أو السخرية منها فسيدفعه لا إرادياً للتمسك بها أكثر ورفض كلامك دون استماع له؛ لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف وهو ما لا يريد إظهاره مهما كلّف الأمر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©