أبدت مجلة ''فرانس فوتبول'' الفرنسية انبهارها بارتفاع مستوى أداء منتخب التانجو الارجنتيني من مباراة الى اخرى·· فبعد الفوز الكاسح على صربيا والجبل الأسود بستة أهداف ملعوبة ومن قبله الفوز على منتخب افيال كوت ديفوار 2/،1 تغزلت المجلة في نجوم الفريق كريسبو وكامبياسو وريكلمي وايالا وميسي وتيفيز مشيرة الى ان منتخب الارجنتين أثبت هذه المرة من اللحظة الأولى - على عكس حاله في مونديال 2002 - انه من افضل المنتخبات في هذا المونديال الألماني، واشادت بتطور أداء راقصي التانجو هجوما ودفاعا وبحفاظه على التوازن المطلوب في مثل هذه البطولات الكبرى، وتحت عنوان ''هناك الكثير من الوعود يتعين الوفاء بها'' كتبت المجلة تقول: كان الفوز في المباراة الأولى للأرجنتينيين على كوت ديفوار سببا في تغيير الكثير من الأمور داخل منتخب التانجو، الذي لم ينس لاعبوه الفشل الذريع في مونديال كوريا واليابان، الأمر الذي جعلهم اكثر حذرا وحرصا·
ونقلت المجلة عن مدرب منتخب التانجو خوسيه بيكرمان قوله: لقد كان الفوز في المباراة الأولى مطلوبا بشدة لأنه يمثل الدفعة المعنوية الهائلة التي ظهرت بوضوح في مباراتنا الثانية مع صربيا والجبل الأسود والتي كان فيها الفريق في افضل حالاته، ولأن منتخب الارجنتين - والكلام للمجلة - ضمن التأهل لدور الـ16 بصرف النظر عن نتيجة مباراته مع منتخب الطاحونة الهولندية الذي ضمن بدوره التأهل ايضا، فإن لقاء الاربعاء المقبل (21 يونيو) امام هولندا سيكون لتحديد اول وثاني المجموعة الثالثة وإن كان هذا لا يعني الكثير لأن المنافس القادم لأي من المنتخبين الارجنتيني والهولندي سيكون أحد منتخبات المجموعة الرابعة (البرتغال، المكسيك، ايران، انجولا) التي وضح من مستويات منتخباتها انها ليست من الخطورة التي تجعل اي من المنتخبين الارجنتيني والهولندي يفضل منافسا منهم على آخر، وبناء على ذلك سيكون للقاء القمة الارجنتيني الهولندي هدف آخر مختلف يتمثل في رغبة كل طرف في اثبات جدارته وتفوقه على الآخر·
وتحدثت المجلة الفرنسية عن قوة قلبي الدفاع الارجنتيني ايالا وهاينز وتفاهمهما الكبير ونقلت عن ايالا قوله: الكرة الأولى والمباراة الأولى ايضا يحددان بدرجة كبيرة ما يمكن ان يفعله الفريق خلال بطولة مثل كأس العالم، ولقد كسبنا الكثير من الثقة بعد لقاء كوت ديفوار الأول، واشادت المجلة بقدرات وامكانيات ايالا المتعددة من حسن توقع وقدرة على قطع الكرات في اللحظة المناسبة وسرعة وتمركز جيد وهي كلها صفات جعلته لاعبا فريدا، واضافت المجلة ان التفاهم الواضح بين افراد خط الدفاع الارجنتيني وبوجه خاص قلبي الدفاع ايالا وهاينز جعل هذا الدفاع حديديا مهما كانت سرعة وخطورة الهجوم المنافس·
ولفتت المجلة الانتباه الى ثراء دكة البدلاء في المنتخب الارجنتيني باللاعبين الجيدين، وخاصة المهاجمين، وقالت: اذا كان المدير الفني الارجنتيني قد اختار الثنائي كريسبو / سافيولا لبدء المباريات - وهو ثنائي على أية حال يكثر الخلاف عليه في الارجنتين - فإن ما فعله هذا الثنائي حتى الآن يجعل المدير الفني على حق في تفضيله لهما·· فكريسبو يبحث دائما عن المساحات الخالية للاختراق والتسجيل وكذلك سافيولا، وفوق ذلك لا تنقص المدرب الارجنتيني الحلول ولا يتردد في تغيير أي منهما أو كلاهما في الشوط الثاني·· وقالت المجلة ايضا ان المدير الفني الارجنتيني لا يخفى تفاؤله الشديد بقوة مهاجميه من يلعب منهم ومن يجلس على دكة البدلاء، واستطاع في مباراة صربيا ان يتلافى اخطاء آخر ربع ساعة من مباراة كوت ديفوار، وعلى المستوى الهجومي لا خوف على منتخب التانجو الذي امطر شباك منتخب صربيا والجبل الاسود بنصف دستة اهداف، فهجومه ناري فهناك سافيولا وكريسبو، وهناك ايضا ميسي وتيفيز بل وكروز ايضا، ولعل هذا ما دفع المدرب الارجنتيني الى القول بأنه يثق في تلك المجموعة وفيمن يجلسون ايضا على دكة البدلاء، ومضت المجلة في تحليلها تقول ان المنتخب الارجنتيني نجح في ان يصل الى درجة من التوازن كان يفتقدها من قبل وخاصة في مونديال ،2002 كما اظهرت الارجنتين وكرة التانجو وجهين لها·· الأول هو انها فريق يجيد السيطرة على كرته وعلى اللعب ويستخدم مهارات لاعبيه الفنية لصالح المجموع، وايضا يجيد الحفاظ على ايقاع المباراة، وفي المقابل يثبت واقعيته الهجومية باعتراف الفرنسي هنري ميشيل مدرب افيال كوت ديفوار والذي قال: الارجنتين منتخب يملك خبرة وقدرة فائقة على السيطرة على احداث المباراة ويحسن التصرف في اللحظات الحرجة وغير الحرجة ايضا ولم يكن فريقي يملك ذلك· والوجه الثاني لمنتخب الارجنتين هو انه فريق يسعى دائما لتأكيد تفوقه وتحسين ردود فعله وتوازنه في وسط الملعب بفضل لاعبي الوسط كامبياسو وماكسي رودريجيز وخوان رومان ريكلمي وسورين، سواء كانوا وسطا مدافعا او مهاجما، ورغم كل ذلك - وكما تقول المجلة - فإن بعض اللاعبين الارجنتينيين غير راضين عن انفسهم وينشدون المزيد من التألق وحسن الأداء فيما هو قادم من مباريات لامتاع الجماهير الارجنتينية العاشقة لكرة القدم وتحقيق حلم الفوز بكأس العالم لتكون المرة الثالثة في تاريخ بلاد التانجو·
عدد اليوم
