الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من مدونة رذاذ المطر http://rathath11.blogspot.com

من مدونة رذاذ المطر http://rathath11.blogspot.com
28 سبتمبر 2010 22:09
ها هو برنين بُوقه يطل علينا بعد أن وقف برهة من الزمن ليخبرنا بأننا عدنا "بيب بيب"، ينادي بين شوارع البيوت ويقف قرب أبوابها ليحتفل معنا بعام جديد، عام يطل علينا نسأل الله خيره ونعوذ من شروره. لكن هل يحتفل صغارنا معنا؟ أرى بعض الوجوم على الوجوه، فهي ليس كعادتها والسبب انتهاء الإجازة، لا أعرف سبباً للوجوم سوى أننا لم نعلمهم كيف يحبون المدرسة، ولم تستطع إدارة التعليم أن تلقنهم حبها ولو استطاعت لما وجدنا وجوها كالحة في هذا اليوم، لا أدري متى نرى وجوه صغارنا في أول يوم للمدرسة كوجوههم في يوم العيد. إن بيئة التعليم غدت بيئة مملة بالنسبة لهم، فطرقنا التقليدية في منحهم العلم عفا عليها الدهر وشرب ونحن مازلنا كما نحن، لقد كبرت عقول صغارنا وأصبحت تساير التقدم التقني وتفهم ما لا يفهمه بعض معلمونا، ولهذا للأسف أصبحت المدرسة في واد والطلاب في واد آخر. "بيب بيب" لو كان صغارنا ينتقلون لمدارسهم كطلاب كولومبيا الذين يعيشون في الجبال وينتقلون إليها عبر التعلق بحبل حديدي على ارتفاع 400 متر، وليس على أرصفة الشوارع والحافلات هل كانوا سيقبلون على التعليم كما طلاب هذه القرية ؟ هل سينطلقون في الهواء الطلق يومياً بهذه الوسيلة محبة في العلم ورغبة فيه؟ إن منطقتهم تبعد عن عاصمة كولومبيا بوجوتا مسافة 64 كيلومتراً. "بيب بيب" ربما يكون لصوتك هذه المرة صدى مختلف صغيري وربما كعادتك تكون منزعجاً وتلقي بكلماتك ورفضك كالرصاص: "أف.. لو استمرت الإجازة بلا انقطاع لكان أفضل"، "لا أريد الذهاب إلى المدرسة". هكذا بكل بساطة ومن أول يوم دراسي، نسمع ونتأمل ونتعجب ونبدأ في ترغيب صغارنا بالذهاب. لا أعلم كيف أصبح التعليم شيئاً لا يرغب فيه الصغار وأرى أننا نشترك جميعنا في هذه العوامل التي نفّرّت أحبتنا من التعليم، صغيري لا يترك الكتاب، يحب القراءة ويحرص عليها ويأتيني بمعلومات جديدة ومضحكة في بعض الأحيان ومع ذلك فموقفه تجاه المدرسة مختلف، ربما لمناهجنا المنفرة والتي تقتل كل بيئة إبداعية غضة تتلقى العلم في وسطها سبب، وأتمنى أن تتغير وتوضع وفق وسائل وطرق ترغب الصغير في تلقي العلم وتحفزه عليه. وربما كان للمعلم الذي يغلب على أسلوبه التنفير دون تحبيب الصغار وغرس المعاني التي يحتاجونها، أعتقد أن شعور الكثيرين منهم بأنهم يؤدون وظيفة فحسب سبب انتكاسة لصغارنا وإقبالهم على المدرسة، أصواتهم المتذمرة، تأففهم، مسارعتهم في تأمل حصصهم الدراسية وكأنها عبء فوق كاهلهم من أقوى الأسباب وكم تكرر مثل هذا الكلام، لكن هذه الفئة موجودة ولنا الحق في تمني أمنية التغيير لأفكارها، فالتغيير في المعلم ونفسه قبل كل شيء لا بد من حب للعمل ليكون نموذجاً يحتذى به في هذا المجال. معلمي ها أنا مقبل عليك بكل مودة فأقبل علي بمثلها، وتأمل مساحة الفرح في عيني وأنا على الكرسي في فصلي أتأمل سبورة التعليم، دع ابتسامتي دائمة ولا تحرقها بعبوس لا أدري له سبب، وتأكد حينها أن شغفي للتعليم لن ينتهي طالما أنك تقف إلى جانبي وكل عام ومدارسنا من تقدم لآخر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©