فراشات المتحف الماليزي ترقص حول زوارها ترحيباً

توصف الفراشات بأنها أرق وأجمل أنواع الحشرات على الإطلاق لما تتمتع به من أشكال وألوان زاهية تبهر العين وترغمها على التأمل بها، ففيها سحر وألق محبب إلى نفس الكبير والصغير، خصوصاً أن هذا المخلوق اللطيف أليف لا يؤذي. وجهة سياحية يشكل “متحف الفراشات” إحدى الوجهات السياحية التعليمية لكل سائح يزور هذه الجزيرة الرائعة، خاصة أن المتحف يتخذ في جزيرة “بيننج” هيئة حديقة أو غابة مصغرة - إن صح التعبير- لما يجمعه من أشجار ونباتات وورود وبرك مياه تسبح فيها الأسماك الملونة وشلالات صغيرة ينتفض منها الماء بغزارة إلى جانب ممرات مرصوفة وجسور يمكن السير عليها بكل أريحية، فضلاً عن ديكورات حجرية وخشبية تجمّل المكان وتزيد من فرصة تشابهه مع الغابة الحقيقية التي تعيش فيها ملايين الفراشات لكنها هنا مسيجة بشباك لتمنع الفراشات من الهروب إلى الخارج. بيئة مناسبة الخضرة والورود والمياه بيئة مناسبة صنعتها “بيننج” للفراشات لتمنحها الشعور بأنها حقاً في موطنها الأصلي ومجالها الرحب ألا وهو الطبيعة فتتنقل بحرية ورقة ونعومة بين الأشجار والأزهار تمتص رحيقها العذب ضمن مشاهد أكثر من رائعة تحقق المتعة والفائدة للزائر في آن واحد لأنه يحظى بفرصة مشاهدة ما يزيد على 4 آلاف فراشة كلها مجتمعة في مكان واحد تطير وتحط بالقرب منه بل وربما تصطدم برأسه أو كتفه وكأنها تداعبه أو ترقص حوله مرحبة بقدومه. ومن جهة أخرى، يتعرف الزوار في قسم المتحف على أنواع تلك الفراشات التي تنتمي إلى 120 نوعاً؛ سواء عبر أحد موظفي المتحف الذين يتحدثون الإنجليزية ويقومون بجولات تعريفية عن أنواع الفراشات وأشكالها ودورة تكاثرها وما شابه ذلك، أو عبر اللافتات التي تفصِّل منشأ بعض الفراشات التي تعرض صورها وأنواعها وما يميزها عن غيرها من أنواع الفراشات، والتي توضع عادة في الممرات التي يمر من خلالها الزوار في الحديقة نفسها، وكذلك من خلال مسرح تعرض فيه أفلام وثائقية عن الفراشات وكيفية تكاثرها وتزاوجها. أركان المتحف يحتوي المتحف على قاعة كبيرة تعرض فيها فراشات محنطة ملحقة بشرح مختصر عنها. كما يلفت الانتباه عند دخول متحف الفراشات الحية والمحنطة الممتد على مساحة 0.8 هكتار؛ ويشُعر بالانتعاش رذاذ الماء المتطاير من كل مكان فيه ليلطف الجو الحار نوعاً ما وكأنها تمطر فيزداد المنظر البديع روعة وجمالاً. فيما خصصت إحدى زوايا الحديقة لعرض بعض الزواحف المائية والبرية مثل السلاحف والسحالي والأفاعي الضخمة وغيرها. وقبيل الخروج من المتحف أو حديقة الفراشات لا بد من أن يعرج الزوار على محل كبير لبيع الهدايا التذكارية التي تضم أشكال الفراشات وألوانها الجميلة عبر قلائد وصور ومناظر طبيعية وألعاب وملابس مطبوع عليها رسومات ونماذج للفراشات وغيرها الكثير. كما يقع بجانب هذا المحل مقهى لبيع المشروبات الباردة والساخنة والساندويشات السريعة. الجدير ذكره، أن هذه الحديقة تعتبر الثانية في ماليزيا، حيث توجد حديقة فراشات أخرى في كوالالامبور وهي أكبر من حيث المساحة وعدد الفراشات الموجودة فيها لكنها بنيت بالطراز نفسه الذي بنيت به حديقة جزيرة “بيننج”. الفراشات ? الفراشات حشرات جميلة ولها أكثر من (150) ألف نوع ينتمي إلى أكثر من 200 عائلة، تتباين من حيث النوع والحجم واللون ومعدّلات النمو. ? مصدر جمالها ألوان أجنحتها، فهي الســمة التي تميزها عن غيرها من الحشرات، فضلاً عن التنســـيق البديع وتوافق النسب بين الخطوط أو البقع والمسافات اللونية التي تغطي جناحيها اللافتة للأنظار. ? كانت الفراشات منذ آلاف السنين مثار خيال الإنسان كرمز للجمال والرقة، وتناولتها كتب الأدب والشعر، ودخلت بعض الفنون ومنها الرسم. ? تعتبر أشهر ما يتعامل معه هواة جمع الحشرات وطلاب التاريخ الطبيعي. ? ألهمت مصمّمي المجوهرات والمنسوجات والتطريزات والديكورات الكثير من التصاميم.