الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المصريون يواجهون زحام القاهرة بـ «البطة» و «الأرنبة»

المصريون يواجهون زحام القاهرة بـ «البطة» و «الأرنبة»
28 سبتمبر 2010 22:15
باتت الدراجات النارية، أو ما يطلق عليها في مصر اسم “الموتوسيكل”، وسيلة نقل شبه أساسية، يعتمد عليها فريق من المصريين يوميا في قضاء حاجياتهم، بعد ارتفاع أسعار السيارات، وغلاء ثمن الوقود إلى جانب تعذر شراء سيارة من قبل الكثيرين، لاسيما جيل الشباب، ناهيك عن اختناقات المرور التي لا تنتهي والتي تلعب دورا أساسيا في إهدار الوقت. يعد وجود نحو 600 ألف موتوسيكل، حسب تقديرات الإدارة العامة للمرور، بمثابة مؤشر على مدى قدرة المصريين على التكيف مع واقعهم المعيشي في السنوات الأخيرة، وتحديهم لأي عقبات تواجههم من خلال التفكير في إيجاد الحلول البديلة. وبحسب تقديرات إدارة المرور بوزارة الداخلية فإن سرعة السيارات في القاهرة الكبرى نتيجة لتكدس نحو 3 ملايين سيارة في شوارعها يوميا، باتت تصل إلى نحو 19 كيلومترا في الساعة فقط، وكانت قبل 5 سنوات 40 كيلو مترا. توفير الوقت يسهم استخدام “الموتوسيكل” في اختصار الوقت خصوصا بالنسبة للموظفين الذين يحرصون على الوصول إلى أماكن عملهم بشكل سريع، بعد أن تحول الزحام وتكدس السيارات في إشارات المرور المختلفة إلى نمط حياة يومي، وما ينتج عنه من آثار سلبية خطيرة، تؤثر على مستقبل العامل الوظيفي وكذلك طلاب الجامعة. ويقول أحد موزعي المواد الغذائية سعيد فضل (36 سنة) إنه اشترى موتوسيكل قبل عدة أشهر بمبلغ 3500 جنيه بعد أن تعبت من كثرة اختناقات المرور، وزحمة الطرق التي لا تنتهي، وما ينتج عنها من تأخير في المواعيد وإهدار الوقت لذا قررت ركن سيارتي الخاصة في “الجراج”، والاعتماد على الموتوسيكل في تنقلاتي الفردية وهو ما سمح لي بكسب كثير من الوقت. ويوضح بعد أن استرجع شريط ذكرياته، أنه كان يحتاج في السابق لنحو ساعة كاملة، وربما أكثر في الانتقال من مقر عمله بآخر شارع الهرم بالجيزة إلى الوصول لمنطقه وسط القاهرة، التي يوزع فيها بضائعه، والآن تكفي ربع ساعة كي يقوم بنفس المهمة. ويقول أحمد عبداللطيف (31 سنة)، مدرس لغة عربية “وجدت في استخدام الموتوسيكل حلا ناجحا للمشاكل التي أعاني منها يوميا مع ناظر المدرسة نتيجة وصولي متأخرا للمدرسة، بسبب الاختناق المروري في الشوارع، وما شجعني على استخدامه انخفاض سعره، ومعه لم أتأخر عن مواعيد الحضور للمدرسة”. مورد رزق لجأ بعض الشباب في ظل ندرة فرص العمل إلى الاعتماد على الموتوسيكل كمورد للرزق، باستعماله كوسيلة لنقل الركاب داخل الأحياء الشعبية، وذلك بأن يركب شخص أو اثنان خلف قائد الموتوسيكل، في مقابل أجر زهيد نحو جنيهان عن كل توصيلة لا تزيد عن 5 كيلو مترا، وهو يعد أجرا قليلا جدا مقارنة بما يتقاضاه التاكسي عن نفس المسافة (نحو 10 جنيهات)، لذا استطاع الموتوسيكل في فترة وجيزة أن يفرض نفسه كوسيلة نقل أساسية لها زبونها الذي يفضلها. وانتقلت الظاهرة سريعا بين غالبية المدن المصرية الكبرى، التي تعانى شوارعها من ضيق المساحة مثل الزقازيق وبلبيس والمنصورة خاصة في ساعات الذروة التي يشتد فيها الزحام، وبات من المشاهد العادية في الشارع المصري أن يستوقف راكب موتوسيكل في الشارع ليطلب من سائقه نقله إلى جهة معينة. ويؤكد عصام عبدالفتاح (28 سنة)، الذي يقود دراجة نارية بحي باب الشعرية بالقاهرة، أن الموتوسيكل هو وسيلته الوحيدة للحصول على دخل مادي، بعد تعذر التحاقه بعمل آخر، وأنه استطاع توفير مبلغ من المال، مكنه من خطبة فتاة يحبها، والآن يعمل ليل نهار لاستكمال بقية احتياجات مسكن الزوجية. ويقول “تخرجت منذ خمس سنوات من كلية الخدمة الاجتماعية بحلوان، ولم أجد عملا بأجر يناسبني، إلى أن شاهدت خلال زيارتي لأحد أصدقائي بمنطقة الهرم، شباب مثلي يعملون على الموتوسيكل فأعجبت بالفكرة وساعدني والدي على شرائه وتعلمت قيادته في يومين، ومنذ ثلاث سنوات أعمل عليه يوميا، وفي المتوسط أجني نحو 50 جنيه يوميا، موضحا أن الأجرة التي يتقاضاه من الراكب تقديرية، وأحيانا يتم الاتفاق عليها قبل “التوصيلة”. متاعب المهنة عن متاعب تلك المهنة، يقول عبدالفتاح “ما يعيب تلك المهنة أنه ليس لها نقابة أو كيان يدافع عن حقوقنا وقت الأزمات فرخصة القيادة تعامل معاملة المركبات الخاصة في إدارة المرور، ولذا فمن الضروري أن تعدل الحكومة من نظرتها إلينا ويكون هناك مهنة معترف بها، ويكتب في خانة بطاقة تعريف الشخصية المهنة “سائق موتوسيكل”، كما يجب ضمنا ولو حتى في شعبة في نقابة السائقين، كي نأمن غدر الأيام في حالة العجز عن العمل”. واتجه بعض الموظفين إلى الاعتماد على الموتوسيكل كمورد إضافي لزيادة الدخل وهو ما يوضحه محمد عطية (43 سنة)، عامل بمصلحة التليفونات، مؤكدا أنه كثيرا ما عانى من المواصلات العامة، نتيجة للازدحام الكبير الذي يعج به أي أتوبيس (حافلة)، ولذا عمل على توفير جزء من راتبه لمدة عام كامل، تمكن بعده من شراء موتوسيكل، وبات ينتقل به إلى مقر عمله كما أنه ومع بداية العام الدراسي يصطحب نجليه إلى المدرسة التي تقع في طريقه. ويوضح أن فوائد الموتوسيكل لا تقتصر على انتقالاته الشخصية فحسب بل أنه بات مصدر رزق إضافياً له، قائلا “بعد عودتي من العمل وتناول الغداء أقوم بالوقوف على ناصية الشارع الرئيسي بالموتوسيكل ولا أمانع في نقل من يرغب من المواطنين بحي عين شمس الذي أسكنه إلى أي مكان آخر مقابل أجر زهيد يسهم إلى جانب راتبي في توفير احتياجات أسرتي اليومية”. مسميات وأنواع يقول وليد كامل (35 سنة) مسؤول البيع في شركة لتجارة الموتوسيكل وقطع الغيار “هناك عدة أنواع من الموتوسيكلات حسب بلد الصنع أبرزها انتشارا في السوق المصري الموتوسيكل الصيني الذي يتراوح سعره من 2000 إلى 3000 جنيه، وهناك أنواع أندونيسي وماليزي وياباني وألماني تزيد في أسعارها عن الصيني كثيرا، وأيضا لها زبونها الذي يقدرها، لافتا إلى أن هناك مسميات مصرية عديدة للموتوسيكل أبرزها “البطة” و”الأرنبة” موضحا أن المصريين كعادتهم دوما يحرصون على إطلاق مسميات على وسائل المواصلات تتناسب مع هيئتها مثلما فعلوا من قبل مع سيارات المرسيدس فأطلقوا عليها أسماء “التمساحة” و”الشبح” و”أم عيون جريئة”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©