الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تويتر يثير الجدل في العالم العربي بمزاياه وعيوبه وسط مخاوف بشأن مصداقيته

تويتر يثير الجدل في العالم العربي بمزاياه وعيوبه وسط مخاوف بشأن مصداقيته
1 يوليو 2013 00:35
مع انتشارها القياسي الكثيف في العديد من الدول العربية، ينال موضوع العلاقة بين الشباب والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، ولاسيما موقع التغريد تويتر، حيزاً متزايداً لدى العديد من الأوساط، سواء تلك المعنية بالتعليم والنشء أو بالقضايا الاجتماعية والســياسية وحتى التجارية. ووسط محاولات لرصد الآثار الإيجابية والسلبية، يؤكد كثيرون أن النمو السريع والكبير لهذه الشبكات والتحولات في أنماط واتجاهات استخدامها أدى إلى حشد وتشكيل الآراء والتأثير المباشر على التعبير بين الشباب في المنطقــة العربية. أبوظبي (الاتحاد) - يتوقف موقع «أنا ديجيتال. أورغ» بشكل خاص عند تأثير تطورات التكنولوجيا والاتصالات والإنترنت وشبكات التواصل وما أدت إليه من تطور وسائل التعبير للشباب « لدرجة أن هناك جيلاً من الصحفيين تم إعدادهم عبر استخدامهم لتلك التكنولوجيات» مشيراً كذلك إلى ما ادت إليه هذه التقنيات من توسيع مدارك الشباب وتنويع معارفه عن القضايا والثقافات. وهذا الموقع الذي اطلق ما أسماه «دليل الخطوات الأساسيّة للاشتراك بخدمات موقع التغريد» يديره «المركز التكنولوجي لحقوق الانسان (TCHR) الذي أطلق بالتعاون مع مجلس الأبحاث والتبادل الدولي (ايركس | IREX) ما أسماه «مشروع طموح لاستخدام تكنولوجيات متعددة مترابطة، في اطار تعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة والحياة الاجتماعية عبر التدريب المتطور ..». من جهة ثانية، يرى كتاب خليجيون أن موقع تويتر كان له تأثير «متوازن» على الحوار السياسي والاجتماعي والديني في دول الخليج، «إذ حصل القطاع الكبير من الشباب من مستخدمي تويتر على فرصة «الرد» أو «مجادلة» من يكبرهم عمرا، مثل الوزراء أو رجال الدين أو كبار المديرين التنفيذيين، أو رجال الأعمال، بشكل أسهل بكثير من المواجهات الشخصية». أغلبية خليجية ويوضح تقرير نشره «المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية» مؤخرا، كيف زاد انتشار استخدام تويتر في الخليج بين القطاعات الشبابية حيث يفضل من هم دون سن الثلاثين استخدام تويتر، وهم يمثلون الأغلبية من سكان الخليج. ويرجع ذلك إلى مستويات الدخل المرتفعة بشكل نسبي التي سمحت بانتشار استخدام الهواتف الذكية». وأبرز مشاركون في لقاء الخطاب الثقافي السعودي السادس، الذي اختتم فعالياته مؤخراً في مدينة الدمام، تحت عنوان»الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي»، قد اتفقوا «على أن قوَّة الإعلام الجديد وسيطرته على المتلقين من فئات الشباب تكمن في تنوُّعه وحرِّيته وتعدُّد وسائله». وحيال الفائض في الحديث عن التأثيرات الايجابية لمواقع التواصل والتغريد، لا ينقضي الأمر دون الحديث عن التداعيات السلبية المحتملة مثلما أشار المركز الاقليمي للدراسات الخليجية عندما لفت إلى ما اسماه «جانب مظلم» قد ينتج عن استخدام الوسيلة غير المنظمة، مثل تويتر أو غيرها، بشكل كبير كمصدر للمعلومات الخاطئة التي يصدقها المستخدمون عديمو الخبرة في بعض الأحيان بلا تمييز، والدعاية وخطاب الكراهية. شبكات الاتصال وتحت عنوان «تأثير شبكات الاتصال على الشباب» وعلى مدونتها في موقع وورلد برس، لفتت نيفين غازي ياسين قزاز وهي طالبة في جامعة بيرزيت الفلسطينية إلى «نوع من التأثيرات السلبية على الحياة الاجتماعية للشباب من جراء إدمان استخدام هذه الوسائل الاتصالية» رغم كون التواصل «أساس الحياة الاجتماعية للإنسان» ورغم الدور الايجابي الذي تلعبه مواقع التواصل في قضايا وطنية مثل التواصل بين الشباب الفلسطيني أثناء الاعتصامات ضد المحتل. وتحذر ياسين من تأثيرات سلبية للتواصل الافتراضي على الحياة الاجتماعية الواقعية للشباب لأنه قد يصبح «بديلا للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب»، خاصة عندما يصبح هم الشاب قضاء الساعات الطويلة في استكشاف مواقع الانترنت المتعددة «مما يعني تغيراً في منظومة القيم الاجتماعية للأفراد ويعزز القيم الفردية بدلاً من القيم الاجتماعية ويعزز الرغبة والميل للوحدة خاصة عند تحول هذه الوسائل إلى «الصديق الوحيد المقرب». وبعد أن يشير تقرير لـ»مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية» إلى ثورة في أنماط التأثر الاجتماعي والسياسي نتيجة شبكات التواصل الاجتماعي، يتحدث في المقابل عن افراز «الكثير من السلبيات التي تمثل تهديدًا لقيم المجتمع واستقراره. مشيرا على سبيل المثال إلى موقع «تويتر» بما وفره «من مساحة حرية واسعة ومن دون ضوابط،» وما أثاره من «الكثير من اللغط والانتقادات، لتأثيره البالغ على التوازنات السياسية القائمة، أو على الهوية الثقافية الخليجية لاسيما مع الاستخدام السيئ له كمصدر للمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية، والتحريض التي تتقاطع مع على الحساسيات السياسية والدينية للمنطقة». كذلك عرج المركز نفسه على التأثيرات الاجتماعية السلبية لاستخدام موقع التغريد حيث أن الاستخدام يجري «أحيانا كثيرة للوصول إلى معلومة أو ثقافة، بل من أجل تفاعلات سلبية، وتأصّلت لدى النشء بشكلها المغلوط، لاسيما بالنسبة لمن هم في سنّ المراهقة، كوسيلة للهروب من العالم الافتراضي الحقيقي إلى عوالم أخرى بديلة تساعد على تعويضهم ما فقدوه في حياتهم الواقعية، مما يهدد استقرار الأسرة وتماسكها، بسبب ما تتيحه من سهولة التأثر بشخصيات متعددة». من الواضح أن هذه النقطة تشكل قاسماً مشتركاً لدى العديدين عند الحديث عن سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي وبالأخص منها تويتر، لكن من غير الواضح حتى الآن كيفية تطويع مثل هذه «السلبية». أما المنطلق الأهم فهو القدرة على توظيف خدمات مثل هذه المواقع في قضايا بناءة إيجابية. فخلال اللقاء «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي» دعا الأمين العام لمركز الأمير سلمان لريادة الأعمال بدر العساكر، إلى مضاعفة الجهد من أجل توجيه هذا الإعلام الجديد لخدمة الوطن، والاهتمام بقضايا الشباب وتطلُّعاتهم وهمومهم ورؤيتهم المستقبلية والانفتاح على الآخر، دون أن يكون هناك تجاوز للثوابت الدينية والوطنية، بينما تحدث وكيل قسم الآداب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح التويجري عن صناعة مبادرات تستثمر الرأي والمساحة من أجل حوار بناء. ولا يمضي النقاش حول التواصل الاجتماعي دون الإشارة إلى الجدل حول كيفية التعامل لدى استخدامها من قبل البعض كأداة للتحريض والتضليل بنشر المعلومات الخاطئة أو الإساءة والتشهير، وهي أمور يجب ألا يختلف على خطورتها الحريصون على عدم اشعال الفتن والضرب على وتر الحساسيات السياسية والدينية في العالم العربي. وهذه أمور لا يبدو أنها يمكن أن تعالج سريعاً، وربما يلزمها أكثر من دليل أو تنتظر نضوج الوعي العام والتقبل الصادق والعميق لفكر احترام كيان الآخر ورأيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©