الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب.. وأجندة الجولة لآسيوية

23 أكتوبر 2017 21:34
يستعد الرئيس دونالد ترامب للقيام بجولة آسيوية تستمر 12 يوماً، وهي الرحلة الخارجية الأطول حتى الآن خلال فترة رئاسته القصيرة. وقبل أن يبدأها، أراد أن يعيّن فريقاً لإدارة الشؤون الآسيوية حتى يتأكد من أن دول المنطقة باتت على دراية تامة بأن حكومته على أتم الاستعداد لإشراكها في العملية السياسية بشكل جدي. وقد بقيت المناصب الرفيعة المتخصصة بإدارة الشؤون الآسيوية في إدارة ترامب شاغرة حتى الآن. وتتداول أسماء مختلفة لشغل هذه المناصب الآن بعد إجراء عمليات التحقق والتدقيق. ويبدو أن تركيز ترامب على آسيا في النصف الأول من شهر نوفمبر المقبل لم يكن إلا بسبب الضرورات المستجدة والعاجلة. وقد أصبح البيت الأبيض يسابق الزمن لتحريك المياه الراكدة سياسياً هناك. وثمة بعض المؤشرات الإيجابية لهذه المبادرة. فقد ذكرت مصادر إدارة البيت الأبيض أن ترامب بات على وشك ترشيح «راندال شرايفر» لمنصب مساعد وزير الدفاع للعلاقات الأميركية مع الدول الآسيوية ودول المحيط الهادي. وهو أعلى منصب متخصص بمتابعة السياسة الآسيوية في وزارة الدفاع «البنتاجون». يُذكر أن «شرايفر» الذي سبق له أن خدم في وزارة الخارجية في أيام «كولن باول»، يدير الآن مركزاً مهماً للبحوث يدعى «معهد مشروع 2049» متخصصاً في الدراسات المتعلقة بالأمن الآسيوي. وقد أكدت مصادر أن المسؤول عن متابعة تنفيذ السياسة الأميركية في آسيا في إدارة البيت الأبيض السابقة «فيكتور تشا» سيتم ترشيحه سفيراً للولايات المتحدة في كوريا الجنوبية. ولفتت إلى أنه لا ينبغي اعتبار هذه القرارات نهائية إلا عند الإعلان عنها رسمياً. ومن المقرر أن يصل ترامب إلى سيئول يوم 7 نوفمبر، حيث سيلتقي الرئيس الكوري الجنوبي «مون جاي إن» في جلسة محادثات، قبل أن يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية للجمهورية الكورية. وفي هذا السياق تناقلت وسائل إعلام كوريا الجنوبية خبراً يفيد بأن إدارة الخدمة السرّية «المباحث» تحضّر لترتيب زيارة لترامب إلى المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين. ويبدو أن ترامب لا تروقه فكرة الوقوف عند تلك الحدود الساخنة، وقد يتردد في الإقدام على هذه الخطوة التي سبقه إليها نائبه «مايك بينس» في شهر أبريل. ويدور في أروقة البيت الأبيض الآن جدل عما إذا كانت زيارة ترامب إلى المنطقة منزوعة السلاح تنطوي على مخاوف أمنية. وسيبدأ ترامب زيارته آسيا يوم 3 نوفمبر بعد توقف قصير في هاواي. وستتسنى له الفرصة هناك لإجراء لقاء مباشر مع «هاري هاريس» الذي ينتظر الإعلان عن تعيينه سفيراً للولايات المتحدة في أستراليا. ولم يتم أيضاً تأكيد خبر تعيين «هاريس» في هذا المنصب حتى الآن. وسيقوم ترامب كذلك بزيارة إلى «ميناء اللؤلؤ» أو «بيرل هاربور» (الذي شهد الهجوم الياباني الشهير على الأسطول البحري الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية). وبعد توقفات في اليابان وكوريا الجنوبية والصين، سيزور ترامب فييتنام لحضور قمة «التعاون الاقتصادي لدول آسيا- الهادي» APEC التي ستنطلق أشغالها يوم 10 نوفمبر في مدينة «دانانج» الفييتنامية. وقبل ذلك، يتعين على الكونجرس المصادقة على تعيين «دانييل كريتينبرينك» سفيراً للولايات المتحدة الجديد إلى فييتنام بعد أن اقترحه ترامب لهذا المنصب. ومن المقرر أيضاً أن يزور ترامب العاصمة الفييتنامية هانوي. وستكون الفليبين هي آخر محطة في زيارة ترامب الآسيوية، حيث سيشارك هناك في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان»، وسيعقد لقاء مع الرئيس الفليبيني المثير للجدل «رودريجو ديوتيرتي»، علماً بأن جدول الزيارة الذي صدر عن البيت الأبيض لا يشير إلى هذا اللقاء. إلا أن مسؤولين في الإدارة الأميركية قالوا إن ترامب سوف يبقى في مانيلا من أجل حضور «قمة شرق آسيا»، وهو اجتماع متعدد الأطراف يضم دول «الآسيان» بالإضافة إلى ثماني دول أخرى. وتردد الحديث بأن إدارة ترامب بدأت في إعادة الاعتبار لشخصيات «الحزب الجمهوري» التقليدية المهتمة بالشأن الآسيوي لشغل هذه المناصب، يُعدّ مؤشراً على أنها قد بدأت في تصحيح الأوضاع في مجتمع السياسة الخارجية. وفي هذا السياق قال «زاك كوبر»، كبير الباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: «إنها بحق إشارة قوية إلى أن الإدارة بدأت تتواصل مع أصحاب الخبرة من أجل إعادتهم إلى ساحة الحوار السياسي. وهذا التوجّه مهم جداً، خاصة الآن، نظراً للتحديات المتعددة التي تواجهها الإدارة في آسيا». يُذكر أن السياسة الأميركية في آسيا تعتمد منذ مدة على شخص «مات بوتينجير» كبير المديرين التنفيذيين في «مجلس الأمن الوطني»، وهو الذي استأثر بدور ريادي في التحضير لرحلة ترامب الآسيوية. ولكن قال مسؤولون في إدارة ترامب: «إن وضعية آسيا في وزارة الخارجية تعاني من مأزق كبير، لأن البيت الأبيض لا يريد ترشيح «سوزان ثورنتون» كمساعدة نشيطة لوزير الخارجية لمتابعة العلاقات مع شرق آسيا ودول المحيط الهادي، بحيث تلعب هذا الدور بشكل دائم. وكان وزير الخارجية ريكس تيلرسون قد شدّد على أنها تمثل الشخصية المناسبة لشغل هذا المنصب». * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©