الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شينزو آبي.. هل يعدل الدستور؟

23 أكتوبر 2017 21:34
حقّق رئيس الوزراء شينزو آبي فوزاً مهماً في الانتخابات البرلمانية اليابانية يوم الأحد الماضي، لتحافظ بذلك كتلته الحاكمة على أغلبية يمكن أن تسمح له بالدفع في اتجاه تعديل دستور البلاد الذي يجنح عادة لتغليب السياسات السلمية. ومع تواصل عملية فرز الأصوات يوم أمس الاثنين، أفاد التلفزيون العمومي «إن إتش كي» بأن حزب آبي «الحزب الديمقراطي الليبرالي» وشريكه الأصغر في التحالف «كوميتو» قد حصلا على 213 مقعداً على الأقل في مجلس النواب، الذي يبلغ عدد مقاعده 465. وتؤكد هذه النتيجة من جديد الحنكة السياسية التي يتمتع بها آبي، البالغ 63 عاماً، والذي أكد قوته المستمرة في الحياة السياسية اليابانية على رغم تذبذب معدلات التأييد الشعبي. وتقول «شيلا سميث»، المتخصصة في الشأن الياباني بمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك: «إن هذا فوز لآبي»، مضيفة أن الأغلبية الكبيرة تُظهر «تأييداً حقيقياً لزعامة آبي». ومن المتوقع أن يعزّز هذا الفوز الحاسم آمالَ آبي في سباق قادم على الزعامة داخل حزبه، وربما يرسّخ أيضاً مكانته في التاريخ. وإذا أكمل آبي ولايته التي تدوم أربع سنوات، فإنه سيظل في الزعامة خلال ألعاب طوكيو الأولمبية 2020، وسيصبح رئيس الوزراء الياباني الذي حكم البلاد لأطول فترة. غير أن أي محاولة لتعديل دستور اليابان لمرحلة ما بعد الحرب قد تصبح أيضاً هي تركته الأكثر إثارة للجدل. فبعد انتخابات الأحد، حافظ آبي وحلفاؤه على أغلبية الثلثين في كلا مجلسي البرلمان، اللازمة من أجل الدعوة إلى تعديلات دستورية. والواقع أن آبي لطالما سعى إلى تعديل الفصل التاسع، الذي ينبذ الحرب، وإزالة الغموض المحيط بوضع الجيش الياباني، المعروف باسم «قوات للدفاع الذاتي». ولئن كان العديد من المحافظين يرون أن التعديل كان ينبغي أن يتم قبل وقت طويل، فإن الكثير من الناخبين ما زالوا أيضاً متشككين. كما أن الجارين كوريا الجنوبية والصين يشعران بقلق إزاء ما يعتبرانه عودة ممكنة ليابان ذات نزعة عسكرية. وفي مقابلة مع تلفزيون «إن إتش كي» بعد إغلاق مكاتب الاقتراع، أشار آبي إلى أنه سيدفع في اتجاه تعديل الدستور إذ قال: «إن الأحزاب الحاكمة مُنحت الأغلبية»، مضيفاً «واعتقدُ أن صوت الشعب يطلب منا أن نحقِّق تقدماً في السياسة ونحقِّق نتائج مع قاعدة سياسية مستقرة». وبالنسبة لزعيم يسوِّق للاستقرار، فقد كانت الانتخابات مقامرة حقيقية. فقد دعا آبي إلى الانتخابات قبل أكثر من عام، مبرراً ذلك بحاجته إلى تفويض شعبي جديد قصد التعاطي مع التهديد الذي تطرحه كوريا الشمالية، وللاشتغال على تفاصيل زيادة في الضريبة على الاستهلاك. غير أن العديد من المحللين يرون أن دافع آبي انتهازي على اعتبار أنه يستغل تفكك «الحزب الديمقراطي»، حزب المعارضة الرئيسي في اليابان، وارتفاعاً صغيراً في معدلات التأييد الشعبي له بعد عدد من الفضائح في وقت سابق من هذا العام. وفي تباين مع الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة وأوروبا، فإنه لم تكن ثمة مواضيع خلافية ظاهرة في اليابان قبل الانتخابات. وهذا الأمر، إضافة إلى الصحة الجيدة نسبياً للاقتصاد، دفعا دانييل شنايدر من جامعة ستانفورد، إلى القول إن استحقاق الأحد كان عبارة عن انتخابات حول لا شيء. ولطالما هيمن «الحزب الديمقراطي الليبرالي» على المشهد السياسي في يابان ما بعد الحرب. وبالنسبة للكثير من الناخبين اليابانيين، فإن زعامة آبي تمثّل الاستقرار بعد سنوات من الحكومات التي لم تعمّر طويلاً قبل أن يعود إلى مكتب رئيس الوزراء في 2012. غير أن بعض المحللين يشيرون إلى أن ضعف المعارضة قد يخفي وراءه أيضاً مشاعر استياء من آبي ومحدودية الدعم للكثير من سياساته. فقد أظهر استطلاع للرأي أشارت إليه وكالة الأنباء «كيودو» أن 51 في المئة من الناخبين قالوا إنهم لا يثقون في آبي، مقابل 44.1 في المئة قالوا إنهم يثقون فيه. ويقول كويتشي ناكانو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صوفيا في طوكيو، إن الانتخابات كشفت عدم وجود دعم واسع لسياسات آبي. فلم يفز «لأن الناس يدعمونه بحماس»، يقول ناكانو، بل لأن «الناس ساخطون والمعارضة منقسمة». وعلى رغم الأمطار التي سقطت يوم الاقتراع، إلا أنه كان بالإمكان رؤية عدد من الناخبين يخرجون من مكاتب الاقتراع في حي روبونجي بطوكيو صباح الأحد. وقالت نوبو كويزومي، وهي مترجمة متقاعدة في السابعة والستين من عمرها، إنها قد شعرت بأنها مضطرة للتصويت بسبب مخاوف من سياسات آبي الأمنية. وقالت كويزومي، التي صوّتت لصالح «الحزب الديمقراطي الدستوري»: «إن استراتيجيته تقوم على توظيف موضوع كوريا الشمالية من أجل الفوز بهذه الانتخابات». ولكن آخرين أيضاً قالوا إنهم صوّتوا لدعم الوضع القائم. وفي هذا الصدد، قال هيروكي، وهو بائع سمك بالجملة بسوق «تسوكيجي»، 54 عاماً: «إنني لا أدعم آبي بشكل خاص، ولكني أدعم الحزب الديمقراطي الليبرالي، مضيفاً «إنني أشعر بأنه يفعل الشيء الصائب لليابان، واليابان تحتاج إلى ذلك». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©