الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كولومبيا... دعم عسكري في مواجهة المخدرات

28 سبتمبر 2010 22:22
كريس كرول كولومبيا بعد عشر سنوات على شروع الولايات المتحدة في ضخ مليارات الدولارات في برنامج عسكري ضخم في كولومبيا، باتت لدى القوات المسلحة لهذا البلد الأميركي اللاتيني اليوم اليد الطولى في حربه ضد المتمردين "اليساريين" وحلفائهم الأقوياء من كارتيلات المخدرات. فهنا في نهر بوتومايو على بعد 350 ميلا إلى الجنوب من بوجوتا تقع قاعدة بحرية تتوفر على 40 مركبا خاصا بالدوريات النهرية وأكثر من 1000 جندي. والتغطية الجوية من مروحيات "بلاكهوك"، وقاذفات القنابل "سوبر توكانو" برازيلية الصنع، ومقاتلات "كفير" المصنوعة في إسرائيل متوفرة من قاعدة "تريس إيسكويناس" الجوية المجاورة. أما مهمتهم، فهي منع متمردي "فارك" وتجار الأسلحة والمخدرات من استعمال ممر على الحدود الكولومبية مع بيرو والإكوادور. ويقول قائد القاعدة البحرية الجنرال رافاييل كولون: "إننا نقوم بتدمير القواعد المالية لـ"فارك" وتوفير الأمن للتجارة الشرعية في النهر في الوقت ذاته"، مضيفا "إننا نسعى إلى جعل وجود الدولة محسوساً في مناطق لم تكن كذلك من قبل". في الذكرى العاشرة للبرنامج المعروف بـ"مخطط كولومبيا"، يبدو هذا البلد الأميركي الجنوبي أكثر أمناً؛ وتشمل المساعدة الأميركية أربع سفن عسكرية مدججة بالأسلحة يسميها الضباط هنا "وحوش بوتومايو"، وسفينة طولها 150 قدماً مزودة بالأسلحة تبدو كمركبة فضائية مخيفة من موقع تصوير سلسلة "حرب النجوم". كما قدمت واشنطن أيضاً تدريباً للقوات الخاصة، وحول جمع المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى هدية عبارة عن 82 مروحية من طراز "بلاكهوك يو إش 60". ويستعمل الجيش الكولومبي هذه المساعدات العسكرية لدفع المتمردين إلى النزوح نحو مناطق نائية، لاسيما مع ارتفاع عدد الجنود المُسخرين لهذا الغرض بمعدل 60 في المئة حيث قفز إلى 447 ألف جندي وشرطي (يذكر هنا أن "مخطط كولومبيا" ينص على ألا يتجاوز الوجود المادي الأميركي 800 مدرب عسكري و600 متعاقد، يحظر عليهم جميعاً المشاركة في المعارك). وتقول الشرطة الوطنية الكولومبية اليوم إنها موجودة في كل المقاطعات الـ1100، مقارنة مع 950 مقاطعة عام 2000. كما أن معدل الجرائم العنيفة انخفض إلى جزء صغير مما كان عليه في 2002، عندما كان المعدل هو 10 عمليات اختطاف في اليوم. غير أن التقدم في الحرب على المخدرات متفاوت إذ يفيد تقرير الأمم المتحدة حول المخدرات في العالم لهذا العام بأن إنتاج الكوكا قد انخفض إلى 58 في المئة منذ أوج ارتفاعه قبل حوالي عشر سنوات. وهو ما يمثل تقدماً، ولكنه تقدم لا يرقى إلى ذلك الذي كان يأمله الكثيرون، بالنظر إلى أن الطيارين قاموا في إطار "مخطط كولومبيا" برش المبيدات السامة على أكثر من مليون فدان من حقول الكوكا. كما يجادل المنتقدون بأن البرنامج المكثف لمحاربة الكوكا لم يؤد إلا إلى دفع إنتاج الكوكا إلى البلدان المجاورة، ولا سيما بيرو. غير أن الوضع بالنسبة للكولومبيين بات أفضل بكثير مقارنة مع أواخر التسعينيات عندما حذرت دراسة للبنتاجون الأميركي من أن بلدهم يمكن أن يصبح دولة مخدرات في غضون خمس سنوات. فاليوم، بات الاقتصاد الكولومبي يتبوأ مكانة مشجعة كواحد من أكثر اقتصاديات أميركا اللاتينية نشاطاً وحيوية، حسب البنك الدولي. كما أن الحكومة أفرجت هذا الشهر عن أرقام وإحصائيات تُظهر أن الاستثمارات والنقل الجوي، ومبيعات السيارات قد ارتفعت جميعها بمعدلات من رقمين. كانت قوة "فارك"، أو "القوات المسلحة الثورية لكولومبيا"، واضحة خلال رئاسة أندريس باسترانا، الذي وصل إلى السلطة في 1998 واعداً بالتوصل لتسوية سياسية عبر المفاوضات؛ وتخلى عن السيطرة على "منطقة خالية" منزوعة السلاح كعربون حسن نية، ولكن المتمردين استعملوا المنطقة لحشد القوة والزخم. ثم خاض ألفارو أوريبي، الذي خلف باسترانا، حملةً انتخابية وعد فيها بهزم المتمردين. وفي يوم تنصيبه في 2002، حيَّت "فارك" أوريبي بهجمات بالقذائف وقذائف الهاون؛ ولكن معظم "مخطط كولومبيا" وتقدمه جاء خلال الثماني سنوات التي قضاها أوريبي في السلطة، والتي انتهت الشهر الماضي. غير أنه خلال السنوات الأخيرة، تحول تركيز "مخطط كولومبيا" بعض الشيء؛ ذلك أن المساعدة العسكرية التي كانت تشكل ذات يوم 80 في المئة من التمويل، باتت اليوم تناهز 60 في المئة، كما يقول آدم إيساكسون من مكتب أميركا اللاتينية في واشنطن، وهو مركز بحوث يميل إلى اليسار. وفي هذا الإطار، يحذر أنصار "مخطط كولومبيا" من أن المكتسبات العسكرية تظل قابلة للانتكاس، على اعتبار أنه مازالت ثمة عقول وقلوب ينبغي الفوز بها، وبخاصة في المناطق الريفية حيث لا يتوفر الشباب الفقير على بدائل لزراعة الكوكا أو الانضمام إلى حركة تمرد أو عصابة لتجارة المخدرات. وفي هذا السياق، يقول الكابتن سيزار مارتينيز، ضابط العمليات في القاعدة البحرية في ليجويزامو: "إن حبة دواء واحدة لن تكفي، بل المطلوب هو علاج على المدى الطويل". ونتيجة لتضييق الخناق عليها، باتت "فارك" اليوم تعتمد على أسلوب الكر والفر أكثر منه على الهجوم الجريء. وفي هذا الإطار، شن المتمردون هجمات هذا الشهر في مناطق نائية عبر البلاد أسفرت عن مقتل 37 شرطياً وجندياً. ولكن وخلافاً لما كان يحدث عادةً قبل نحو عشر سنوات، فإن القوات المسلحة الكولومبية ردت بهجوم مضاد وأعلنت عن مقتل 22 من المتمردين في ضربة جوية يوم الأحد، من بينهم قائد إقليمي كبير. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©